القلب هو العضو الأكثر حيوية في الجسم، حيث أنه ومن خلال 2.5 مليار نبضة، يضخ ما يقرب من 1.5 مليون برميل من الدم إلى الجسم بأكمله خلال دورة حياة الشخص العادي.
قد لا يتمكن هذا العضو الحيوي من القيام بوظيفته بشكل صحيح وطبيعي لأسباب مختلفة، وفي هذه الحالة يحتاج المريض إلى علاجات طبية وجراحية مثل زراعة القلب.
في بعض الأحيان لا تكون العلاجات الطبية والجراحية فعالة للمرضى ولا يتمكن القلب من أداء مهمته، أو في بعض جراحات القلب يحتاج القلب إلى التوقف لفترة من الوقت، وفي هذه الحالة يجب استمرار عمل وظيفة القلب، كل هذه العوامل دفعت الباحثين والأطباء إلى اختراع جهاز يؤدي نفس وظيفة القلب.
على الرغم من أن اختراع القلب الاصطناعي يعتبر إنجازاً طبياً هاماً للبشرية، إلا أن أفضلها لم يتمكن بعد من البقاء في جسم المريض لأكثر من بضعة أشهر، كما تم صنع أنواع مختلفة من القلب الاصطناعي توصل خارج الجسم، والتي لها مشاكلها الخاصة ويصعب على المريض التعايش معها. وقد ارتبطت هذه التطورات دائماً بتكاليف باهظة وقيود كثيرة والعديد من الآثار الجانبية.
ومؤخراً، تم التوصل إلى اختراع القلب الاصطناعي الهيدرومغناطيسي من قبل المخترع الإيراني محمد سيد حسيني. وقد تم تصميم هذا الاختراع ليحاكي النظام المعقد المتعلق بخصائص قلب الإنسان ويختلف عن غيره من الاختراعات السابقة وهو عملي للغاية، وهذا كان سبباً ليتم الاعتراف به كأفضل اختراع لهذا العام في مجال الطب في 2023 ويفوز بالميدالية الذهبية لمسابقة المخترعين بجنيف.
قال سيد حسيني عن هذا الجهاز: إن صناعة هذا القلب تعتمد على نوع من التكنولوجيا المتقدمة التي تم اكتشافها منذ زمن تسلا، والآن تم اكتشافها بعبقرية خاصة، وهي بداية طريق جديد لعلاج أمراض الإنسان وانتاج الأعضاء الاصطناعية.
وأكد: هذا الاختراع ليس لكسب المال، إنما الهدف منه عمل الخير ومساعدة الناس، لكنه يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي للنمو والتطور.
وذكر هذا المخترع الإيراني مزايا اختراعه قائلاً: يتمتع هذا القلب الاصطناعي بـ 6 مزايا تميزه عن القلوب الاصطناعية الأخرى الموجودة، أهمها أنه يمكن تخصيص حجمه عند الزراعة، بحيث يمكن استخدامه لأي فئة عمرية.
وأضاف: هذا القلب لا يحفز جهاز التخثر ولا يسبب آثاراً ضارة مثل تحلل الدم ولا يتطلب استخدام مضادات التخثر، وبالتالي فهو يمنع الجلطات والنزيف.
كما أن هذا القلب لا يحفز جهاز المناعة في الجسم، لذلك لا داعي لتناول الأدوية المثبطة للمناعة، كما يقلل احتمالية رفض الجسم له والإصابة بالعدوى الانتهازية.
وقال سيد حسيني: إن هذا القلب الاصطناعي يتمتع بوظيفة وبنية بسيطة ومبتكرة تقلل من احتمالية الفشل أو عدم العمل، كما أن إنتاجه بكميات كبيرة ممكن دون الحاجة إلى طلب مسبق أو إجراءات مختبرية،
ويمكن أن يتم بشكل فوري لأي شخص ويمكن تركيبه خلال عملية القلب المفتوح.
وبحسب هذا الباحث، فإن تقبّل هذا القلب الاصطناعي أمر بسيط للغاية وممكن لجسم المريض، ووجوده لايسبب إزعاجاً للمريض، كما أن تكيّف الجسم مع هذا العضو الجديد سهل للغاية.
وذكر سيد حسيني ميزة أخرى لهذا القلب الاصطناعي قائلاً: إن هذا القلب مصمم بذكاء تام وبمساعدة أنظمة الشحن المغناطيسي الحديثة، وهو متصل بالنظام الصحي والفريق الجراحي عن طريق الواي فاي ويعمل على مدار 24 ساعة.
وأضاف مشيراً إلى أن هذا الجهاز قد حصل على براءة اختراع في إيران والمنظمة العالمية للملكية الفكرية: فيما يتعلق بتسويق هذا الاختراع، أجريت مفاوضات مع المعاون العلمي لرئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا، وتقرر تنفيذه ضمن برنامج وطني، وسيقوم المعاون العلمي بتعريف المستثمرين على هذا المشروع.
وذكر: حصل هذا الاختراع على براءة اختراع وحصل على الميدالية الذهبية في مسابقة جنيف وطرح كأفضل اختراع لعام 2023.
