تقع قرية لايزنكان ضمن ريف مدينة داراب بمحافظة فارس. وهذه القرية ذات ماض عريق، جرى تسمية شارعها الرئيسي باسم (كتاب) وكانت هذه اول خطوة لها كقرية محبة للكتاب لكي تدرج في قائمة اليونسكو الدولية.
وكانت الخطوة التالية هي افتتاح مكتبة (الشهيد اسلامي نسب)، حيث تبرع الاهالي بعشرة آلاف كتاب من خلال حملة لاهداء الكتب، كما توفرت من تبرعات هؤلاء الاهالي تجهيزات ومعدات هذه المكتبة.
وقام كسبة القرية، بوضع مكتبة صغيرة لكي يتمكن كل من يقف من تناول كتاب منها ويطالع فيه لدقائق حتى انجاز معاملته أو العمل الذي جاء من أجله، وجاءت هذه المبادرة من رجل اسمه الحاج اكبر اعتمادي، الذي اقدم قبل نحو 50 سنة على توفير كتب في ورشة الخياطة التي يمتلكها واصبح هذا العمل، اي توفير الكتب، متوارث جيل بعد جيل، علماً ان اعتمادي هو من معوقي الحرب المفروضة ومصاب بالشلل. واصبح فعله بمثابة مصباح ينير الطريق لشباب القرية.
وهذا كله لا يقتصر فقط على قرية لايزنكان، ففي اجتماع جمعية المكتبات العامة في مدينة داراب، اعلن مسؤولو خمس قرى استعدادهم لاهداء مباني وتدشين مكتبات في قراهم.
يذكر ان اسم القرية، وهي اكبر قرى داراب، مؤلف من 3 مقاطع: (لاي) ويعني وادي، و(زينة) ويعني القلب اليقظ، و(كان) وهو لاحقة مكان في آخر الكلمة. وتعني في الكل: وادي يقطنه اناس يقضون. علماً انه لا تتوفر معلومات حول ماضي هذه القرية.
تجدر الاشارة ان لايزنكان هي اكبر منتج للورد الجوري في العالم، وتحتوي على 5000 هكتار تزرع فيها هذه الزهور، وتروى بالديم، علاوة على نحو 500 هكتار تروي بمياه الري. علماً ان هذا الورد المنتج فيها هو عضوي وذو جودة عالية جداً، ويجري ارساله الى مختلف انحاء ايران وخاصة مشهد المقدسة ومكة المكرمة ليستعمل لغسل بيت الله الحرام وحرم الامام الرضا(ع).
والمنطقة المتواجدة فيها القرية، وبما فيها من جبال ومرتفعات وسهل الورد الجوري، هي منطقة سياحية من الدرجة الاولى.
