ترك سمير القنطار مقعده في المدرسة، قاد عملية نهاريا في فلسطين المحتلّة نيسان/أبريل 1979، واعتقل.
ثلاثة عقود في السجن الإسرائيلي. صار الفتى رجلاً، واختمر المناضل الذي خاض سلسلة إضرابات مطلبية من داخل زنزانته، حصّل مع رفاقه حقوقاً للأسرى، ولم يضيّع لحظة في حبسه فانتزع لنفسه شهادة البكالوريوس من جامعة تل أبيب المفتوحة.
يكتب حسان الزين تلك الحياة الموزّعة بين “زمنين”، منذ وداع “أبو العبّاس” ولغاية لقاء حسن نصر الله(حفظه الله). ويحكي سمير للكاتب معلومات وذكريات، يرويها للمرّة الأولى، فيما هما يستعيدان القصة من بدايتها. هكذا، تتحاور أصوات الماضي والحاضر، وتتصارع، في نصٍّ بضمير الـ”أنا”…
“في الكتاب إستعادة لسلسة الأحداث التي عاشها لبنان والمنطقة ومن بينها محطة تحرير الجنوب في 25 أيار /مايو 2000 حيث يقول القنطار عن الحدث:”الذروة كانت في سجن الخيام، دخل المواطنون والمقاومون وحرّروا الأسرى، ذهولنا ونحن نرى هذا المشهد جعلنا نتمنى هكذا لحظة. أيدي أسرى الخيام التي خرجت من طاقات الأبواب، ووجوههم المبتهجة المتسائلة غير مصدّقة ما يجري، هي نفسها وجوهنا. حيرة لم تَخْلُ من التفاتات نحو الأبواب، وكأننا ننتظر مجيء مَن يحرّرنا. لكننا فرحون كما لو أننا صِبيَة نسبح في نهر الحاصباني ونركض في وادي الحجير”.وفي الرواية أيضاً الكثير من الأسرار التي تكشف للمرة الأولى “.
هذه الرواية تنتمي لأدب الأسر الذي يكتبه أسرى من واقع تجربتهم ومُعاناتهم، ومَن يقرأ قصتي لسمير القنطار وألف يوم لمروان البرغوثي يجد أن حياتيهما في زنازين الاحتلال تتداخل، وتخطيطهما للإضرابات ينسج معاً، فهم لم يكونوا معزولين عن بعضهما رغم قسوة الاحتلال وثقل أبواب وجدران زنازينه، ودائماً أوجدا سبلًا للتواصل، هم وغيرهم من الأسرى، وهذا شكل من أشكال الإبداع يكسر به الأسرى العزلة المضروبة حولهم. في وقت مُبكر التقى المناضل الكبير صالح برانسي أحد أبرز مؤسّسي حركة الأرض بالمفكّر الدكتور هشام شرابي في العاصمة الأميركية واشنطن فسجّل له الشرابي عدّة أشرطة وأصدرها في كتاب صغير بعنوان النضال الصامت عام 1981.
الوفاق