إذا أراد الإنسان أن يشير إلى حجم الخسائر الماديّة والمعنوية الّتي تكبّدتها في زمن البهلوي الأول لاتكفيه سطور بل هو يحتاج إلى آلاف من الأوراق حتى يتمكّن من الكتابة الوافية عمّا جرى في زمن البهلوي والذي كان يُعتَبر حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأسقطه الإمام الخميني (قدس سره) بدعم شعبي.
لو نراجع التأريخ 10 يناير عام 1979 نرى صحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريراً مستنداً إلى تقرير رسمي أصدره للمصرف العالمي يقول: إنّ حجم الثروات التي أخرج الشاع البائد وعائلته من إيران إلى أمريكا في السنتين الأخيرتين من حكمه كان يتراوح بين 2 إلى 4 مليارات دولار.
نشرت صحيفة فاينشنال تايمز تقريراً قبل عشرة أعوام عن حجم الثروات التي أخرجها الشاه البائد محمدرضا بهلوي من إيران إلى أمريكا كان 35 مليار دولار في عهده، هذا فيما أخرج سبعة رجال الحكم إلّا الشاه في زمن البهلوي 130 مليار دولار إلى أمريكا.
في ذلك الحقبة نشرت صحيفة “كريستين ساينس مانيتور” البريطانية نشرت تقريراً تحت عنوان “الثروة الأسطورية للشاه الإيراني” وأكّد فيها أنّ الثروة التي أخرجها الشاه الإيراني كانت أسطوريّة لم يعرف أحداً حجمها ولاأحد يستطيع أن يقدّرها”.
في هذا السياق أشار يواند أبراهاميان و هو مؤلف أرميني شهير في كتابه “إيران بين الثورتين”: كان الشاه يرسل ثروات ضخمة إلى أمريكا تحت غطاء المساعدات الإغاثية ولن في الحقيقة هي لم تكن إغاثية بل كانت عبارة عن ثروة تحظى به عائلة البهلوي في أمريكا وغيرها من الموارد اللاشرعية”.
بهذا التقرير المختصر يعرف المخاطب معني كلام الإبن الأكبر للشاه البائد والذي طُرح سؤال عليه عن مصدر راتبه الشهري وأجاب في إجابة مفاجئة: “أستسلم الراتب من أمّي”.
