استعادتها من واشنطن..

إيران تزيح الستار عن ألواح من العصر الأخميني

الرئيس "بزشكيان" يزيح الستار عن مجموعة من الألواح التاريخية التي تم استعادتها من واشنطن مؤخراً، ويعود تاريخها إلى عصر الإمبراطورية الأخمينية.

2024-10-11

أزاح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في المتحف الوطني في طهران، الستار عن مجموعة من الألواح التاريخية التي تم استعادتها من الولايات المتحدة مؤخراً.

 

وأفادت الرئاسة الإيرانية أن الألواح المستعادة وصل عددها إلى 6868 قطعة وهي عبارة عن ألواح طينية يعود تاريخها إلى عصر الإمبراطورية الأخمينية التي كانت “بحوزة” الولايات المتحدة منذ 84 عاماً.

 

وأضافت أن الألواح القديمة كانت محفوظة في معهد دراسة الثقافات القديمة، وثقاقات غرب آسيا وشمال أفريقيا التابع لجامعة شيكاغو، كل تلك السنوات.

 

من جانبها، أعلنت وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية، أن هذه الألواح سيتم عرضها ابتداء من يوم الأربعاء في “المتحف الوطني الإيراني” لجميع الزوار، مؤكدة أن “إعادة هذه الألواح التاريخية تم بعد مشاورات مع الجانب الأميركي من قِبل الوزارة وبعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة”.

 

الوزارة أوضحت أن الألواح تعود إلى فترة الإمبراطورية الأخمينية وتمّ كتابتها بالخط المسماري واللغة العيلامية والآرامية، وتوثق العلاقات الاجتماعية ومناهج الإدارة العامة والضروريات الأساسية للحياة، والأجور واقتصاد المجتمع الأخميني في تلك الحقبة التاريخية، ومعظمها تعود لعهد داريوش الأول الذي حكم الإمبراطورية الأخمينية في القرن الخامس قبل الميلاد.

 

يذكر أن الرئاسة الإيرانية أعلنت أن عدد الألواح التاريخية الإيرانية الموجودة في الولايات المتحدة يبلغ عددها 8100 قطعة وسيتم استعادتها خلال السنوات الـ5 القادمة.

 

بزشكيان: هناك دول تختلق لنفسها تاريخاً ثقافياً، لكننا نسينا تراثنا الذي نملكه

 

من جهته أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الدول الأخرى لا تمتلك تاريخاً ثقافياً، لكنها تخلقه. أما نحن فلنا تاريخ ثقافي عريق، ولكننا نسيناه. يجب على طلابنا أن يتعرفوا على هذه المفاهيم، ويجب على كل إيراني في أي مكان في العالم أن يكون قلبه ينبض لوطنه.

 

أوضح “مسعود بزشكيان” في لقاء مع عددمن مدراء وناشطي التراث الثقافي، قائلًا: “الواقع الذي نواجهه في المنطقة هو سلسلة من الحوادث والمشكلات المتتالية التي تجعل الأمور أصعب وأصعب. أوروبا وأمريكا وضعتا ودعمتا کیانا وحشيا لا تراعي أي إطار إنساني.”

 

وأضاف: “يتحدثون عن حقوق الإنسان ويعترضون على إعدام قاتل، لكن لا أحد يسألهم لماذا يقتلون النساء والأطفال الأبرياء؟ حتى لو كنا سيئين، أنتم الذين تدعون الإنسانية، ماذا تسمون ما تشاهدونه كل يوم؟ هذا وضع مخزٍ.”

 

وتساءل بزشكيان: “لو كان المسلمون متحدين، هل كانت هذه الكوارث لتقع في منطقتنا؟ الدول الأخرى تخلق تاريخًا ثقافيًا، لكننا نسينا ما نملكه. يجب على طلابنا أن يعرفوا كيف تمكنت تلك الإدارة من تحقيق هذا التطور في ذلك الوقت. عندما يقطعوننا عن جذورنا في الحضارة والإدارة والثقافة، يفقدوننا هويتنا ويفعلون بنا ما يشاؤون. إيران مليئة بالثروات الثقافية والفنية والسياسية والعلمية.”

 

وأضاف بزشكيان: “يجب أن نتمكن من تقديم هذا التراث للبلدان الأخرى. كنا في البرلمان، وسألني أحدهم: ما رأيك في الحكومة البرلمانية؟ قلت: لماذا لا تقيمون حكومة إسلامية؟ إذا كنتم صادقين، ضعوا رسالة الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر أمامكم وطبقوها. إذا طبقنا هذه الرسالة في الإدارة الحالية، فلن تكون هناك أي مشكلة.معيار بقاء المدير في منصبه أو عزله هو مدى رضا الناس.”

 

واختتم رئيس الجمهورية كلامه قائلًا: “للبقاء أو الرحيل معيار واحد فقط: هل نحن خدام للشعب أم لا؟ كلامنا لم يكن لكسب الأصوات، بل هو نابع من معتقداتنا. سنفعل كل ما في وسعنا لنعيد إيران إلى مكانتها. فيما يتعلق بالمشكلات، يجب أن يجلس الدكتور عارف معكم لتحديدها، وسنساعدكم بقدر ما نستطيع. لقد تولينا أمركم لحل مشاكلكم إذا كان بوسعنا وسنتمكن من ذلك، سنساعدكم دون انتظار.”

 

وختم بالقول: “يجب علينا أن نعرض هويتنا وجذورنا العميقة والمليئة بالفخر للعالم. علينا توضيح هذه الجذور. يجب أن نعلم طلابنا، ويجب أن ينبض قلب كل إيراني أينما كان لوطنه. يجب أن نظهر هذه الهوية للعالم.”

المصدر: الوفاق + وكالات