ان الوقت هو من الأمور التي شغلت بال الانسان طوال التاريخ، ولذا سعى للتوصل الى وسيلة لقياس الوقت. وربما قام البشر بتنظيم اوقاتهم ونشاطاتهم اعتماداً على شروق الشمس وحلول الليل وظهور النجوم في عرض السماء. لكن بعد ذلك وشيئاً فشيئاً بدأت تصنع الساعات الشمسية والمائية والرملية، ثم مع التطور العلمي، مختلف انواع الساعات الميكانيكية الآلية.
ومتحف (مشاهدة مرور الزمن) في طهران بمنطقة زعفرانية، هو موقع يستعرض جانباً من مساعي البشر في مجال صنع مختلف ادوات قياس الزمن.
ويحتوي الصحف على ساعات لافتة للنظر، المئات منها، وجمال هذه الساعات وجذابيتها هي الى حد تجعل الناظر اليها ينسى الوقت والزمن، كلها في هذا المبنى القديم (عمره نحو 80 سنة) ذو الطابقين، بهندسته الفريدة والكائن داخل بستان مساحته 5 هكتارات، ويعود تأريخه الى فترة حكم محمد شاه وناصر الدين شاه.
داخل المبنى توجد غرفة بهيّة تبهر عين كل من يدخلها، معروفة باسم الغرقة الاصفهانية، تصميم نقوش الجص فيها مستلهم من صالة موسيقى قصر عالي قابو في اصفهان وعلى الاسلوب المستخدم في فترة الحكم الصفوي. وتحتوي على لوحة جميلة للغاية باسم (لوحة تكوين الجص). اما زوايا السقف فتحتوي على أقواس ثلاثية مذهّبة.
الطابق الاول بالمبنى مخصص لعرض مختلف الساعات مثل الجدارية والعمودية، وساعة يدق جرسها كل 30 دقيقة ذات فتحة يخرج منها كتكوت، وساعات اخرى بعضها فريد من نوعه.
وفي الطابق الثاني لبناية المتحف توجد مجموعة من انفس ساعات الجيب واليدوية والتقاويم، ومقتنيات اخرى ذات صلة بالوقت. وعلاوة على الساعات اليدوية والجدارية، يوجد عدد من الصور والساعات غير العادية وساعات للمكفوفين واخرى لرصد اوقات نوبات العمل وغيرها.
ومن اطرف الساعات الموجودة هي ساعة (ثقب البطاقات) التي كانت تستعمل في السكك الحديد. واستوردت هذه الساعات الى ايران قبل نحو 80 عاماً. وعملها هو تدوين ساعات دخول وخروج الموظفين.
كما توجد ساعات مزينة برموز اسلامية وبمختلف الاشكال والالوان، علاوة على الصور المتنوعة.