الطفل من عمر 3 سنوات فما فوق، يميل لتعلم الاستقلالية، واكتشاف الطرق التي تتم بها الأمور الحياتية، حيث تشاهده الأم وهو يجرب أكثر من مرة، وهنا على الآباء تشجيعه والحرص على تعليمه الخطوات الأساسية لتربية شخصيته المستقلة، ما يشكل مصدر سعادة للطفل وليس عبئاً عليه.
الأطفال، لا يرغبون في أن يكونوا محبوبين فقط، إنما يحتاجون أن يشعروا بأن وجودهم يترك أثراً إيجابياً في عيون وقلوب آبائهم، وقد أجمع أساتذة التربية أن رفع حس المسؤولية لدى الأطفال منذ عمر صغير، له تأثير إيجابي في نفسية الطفل واستقلاليته.. وعلاقاته الاجتماعية على المدى البعيد..
تحمل المسؤولية منذ الصغر
هناك الكثير من الوسائل التي يمكن اعتمادها، لتنمية هذا الحس بالاستقلالية لدى الطفل بما يجعله ناجحاً في المستقبل.
بداية يجب تدريب الطفل من عمر 3 أعوام فما فوق، على الاعتماد على النفس في تناول طعامه.
القيام بتنظيف ما تسبب فيه، مثال: عندما يسكب الطفل الحليب، يجب عدم الصراخ بوجهه، وإنما القول له: “لا بأس، يمكننا تنظيفه”.
يمكن الطلب من الأطفال بعمر 4 سنوات وضع المناديل على الطاولة، والعناية بالحيوان الأليف أيضاً.
أما الأطفال في سن السادسة أو السابعة، فيبدأون بتنظيف الطاولة وري النباتات وطي الغسيل.
مع العلم بأنه لا يوجد طفل يحب القيام بالمهام المنزلية، لذلك يجب التعامل بذكاء ومشاركته القيام بالواجبات المنزلية وكأنها نشاطات ممتعة.
لا تفرضي أوامرك على الطفل، إنما انتظري حتى يقول الطفل أريد أن أفعل ذلك بنفسي وأرغب بالمساعدة، وقومي بتشجيعه بعدما ينجز المهمة بطريقة مثالية.
عدم إصدار الأوامر
عند الاستيقاظ في الصباح الباكر، يمكن السؤال: “ما الشيء الذي عليك القيام به للاستعداد للذهاب إلى المدرسة؟” بدلاً من الصراخ والصوت العالي.
تعليم الطفل أن يكون مسؤولاً عن سلوكياته وتصرفاته، وأنه يمكنه إصلاحها بنفسه ودون عقاب، كالاعتذار عما قام به من تصرف سيئ، وهذا أفضل من معاقبته.
تكليف بمهام منزلية.. مقابل التقدير والامتنان
هناك شريحة واسعة من الآباء والأمهات لم يربوا أولادهم التربية الصحيحة التي لها علاقة بالاعتماد على الذات والحس بالمسؤولية؛ خوفاً عليهم أو تدليلاً مفرطاً لهم.
وهذا أمر خاطئ؛ إذ لا بد من تعويد الطفل، سواء كان صبياً أو فتاة، الاعتماد على نفسه ابتداء من عمر الثالثة، بما يتناسب مع قدراته ومراقبته وتوجيهه وتعليمه بشكل تدريجي.
تعوّد الطفل على تحمّل مسؤولياته في المنزل أولاً، يساعده في بناء شخصية مستقلة على أسس صحيحة وسليمة، كما يجعل الطفل قادراً على مواجهة المصاعب والمشاكل التي يتعرض لها في المستقبل.
ولهذا فمن الضروري أن يشعر الطفل بأن هناك بعض المهام التي عليه أن ينجزها بنفسه، وعلى الأهل تكرار أنه المسؤول عن القيام بهذه المهام.
أهمية توزيع المهام المنزلية
ومن بعدها، يجب إظهار التقدير والامتنان للطفل، كما من الضروري منحه حريته الشخصية؛ كاختيار ملابسه وممارسة هوايته المفضلة والألعاب التي يفضلها في وقت فراغه.
فليس مقبولاً من الأهل فرض الشروط أو الأوامر، من دون السماح له بممارسة النشاط الذي يحبه، ما يبعده عن الشعور بالاستقلالية التامة.
يجب التركيز في التعامل مع الطفل بلطف وذكاء، وإلا سيكون الطفل غير متحمس للقيام بأي مهام، ويشعر بالنفور وعدم القبول، لدرجة أن شخصيته ستكون سلبية في المستقبل.
معرفة قيمة الوقت واحترامه
– يجب تعليم الطفل الالتزام بالمواعيد والنظام، وتقسيم الوقت ما بين الواجبات الدراسية والترفيهية وممارسة الأنشطة الرياضية، وغيرها من الأمور.
– مساعدة المسنين والمحتاجين، مثل الجد والجدة، ومؤانستهما ومساعدتهما على الجلوس والسير، فهذا يدفع الطفل للتخلي عن الأنانية.
– اعتدلي في حبك وتدليلك للطفل، فالتدليل الزائد يجعل الطفل مستهتراً غير قادر على تحمّل المسؤولية ومواجهة الحياة.