الوفاق/ جرائم الكيان الصهيوني لا نهاية لها، وكل يوم نشهد جريمة جديدة يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وأما بعد نشر صورة مؤلمة في الفضاء الإفتراضي يظهر فيها جد فلسطيني في غزة وهو يحمل حفيدته الشهيدة بين ذراعيه، جعلها فنانون إيرانيون وأجانب موضوعاً لأعمالهم الفنية.
إعتاد الشعب الفلسطيني كل يوم على توديع واحد من أفراد أسرتهم أو أصدقائهم أو حتى جيرانهم الذين استشهدوا بعد قتلهم برصاص أو غارة من غارات الاحتلال الصهيوني، ولعل الفترة الأخيرة ومنذ إعلان الاحتلال الحرب على غزة، والتي نتج عنها تشريد العائلات واستشهاد العديد من كبار السن والشباب والأطفال.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة بمجموعة من الصور والفيديوهات عن الأطفال الذين استشهدوا خلال فترة الحرب ولحظات توديع أهاليهم لهم، ولعل أبرزها لحظة توديع جد فلسطيني لحفيدته الطفلة التي ظل يحتضنها ويقبّلها وهو يرفض الإعتراف باستشهادها أو أنه لن يراها مرة أخرى أو يحتضنها أو يلعب معها مثلما اعتاد كل يوم.
نشر المصور والصحفي الفلسطيني “يوسف الصيفي”، الذي ينشر كثيراً من الصور والفيديوهات من غزة، مقطع فيديو وصورة لجد يحتضن حفيدته الشهيدة ويودعها، وأثار هذا الوداع الكثير من المشاعر. في هذا الفيلم يفتح فيه “خالد نبهان” جد “ريم” أو “روح الروح” جفون الفتاة ويقبّل عينيها بهدوء غريب جداً ليودعها.
وكانت هذه اللحظة حزينة ورومانسية للغاية لدرجة أن العديد من مصممي الجرافيك والرسامين جعلوا هذه اللحظة أساساً لتصاميمهم.
روح الروح
“روح الروح هذه”، كلمات جد فلسطيني هزّت قلوب الجميع، عندما كان يودّع حفيدته التي استشهدت على يد الاحتلال الصهيوني، إذ حملها بين ذراعيه، وكان يداعبها، ويلمس ملامحها البريئة، ليتم تداول مقطع الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً.
ألوان مختلفة تحتوي عليها اللوحات الفنية التي تعبر عن التضامن مع الجد وحفيدته، كان منها لوحات تحمل ألوان علم فلسطين المتمثلة في الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، ومنها يحمل اللون البنفسجي والأرزق بالإضافة إلى النقط الحمراء التي تعبر عن الدماء.
ريم
“سامي الغربي” خطاط تونسي أتقن الخط المغربي والبنزرت. وخاصة بعد 7 أكتوبر، قام هذا الفنان برسم رسومات خطية للأشخاص المشاركين في هذه المعركة، ويعد الرسم الخطي لـ “ريم” وجدها من أبرزها.
وعن هذه التجربة المؤلمة، كشف “خالد نبهان” أنّ كل ما تبقى له من حفيدته “ريم”، هو قرط من ذهب علّقه بثوبه كذكرى من “روح الروح”. وقال: “أخذت القرط، هذا فقط ما بقي منها. عثرت عليه وأنا أقوم بتسريح شعرها، فقلت لها يا حبيبتي يا “ريم” سوف آخذ منك هذا القرط كذكرى”.
أما عن حفيده الشهيد طارق، فتحسر لأنه “لم يجد شيئاٌ” ليأخذه ذكرى منه، لكنه أردف: “قمت بتسريح شعره كما كان يحب. كان يقول لي دائماٌ يا جدّي سرِّح لي شعري مثل تلك التي في الصورة”.
الفنانون المشاركون
إن العبء الرومانسي والحزين لهذه اللحظة كان كافياً ليؤلم قلب أي شخص، ومن ناحية أخرى، فإن وقوف هذا الجد في مواجهة استشهاد حفيدته الصغيرة أصبح أحد رموز مقاومة الشعب الفلسطيني، وقام العديد من الفنانين الإيرانيين والأجانب برسم هذه اللحظة، ومن بينهم حسين أكبري، أبو بكر عبدالأسمى، معاد سلوادي، آلاء الرحمن، جدا جرمي، عبد الله هاديا، إبراهيم الشيديقي، كوثر الزويد، زخمة حكي وإبا الروحي وأحمد راوي وغيرهم من الذين تم نشر تصاميمهم ورسوماتهم.