فنّان وأكاديمي إيراني للوفاق:

“الإمتداد” و “الإنتشار”.. لوحتان عن إستمرار مسار سيّد المقاومة وحیویته

بحريني: كان من الواجب عليّ أنه في نفس ليلة استشهاد سيد المقاومة، أن اقوم بإنتاج عمل يبيّن ويبرز الأمل في هذا الفضاء الكبير.

2024-10-13

موناسادات خواسته

 

الوفاق /خاص الفن المقاوم سلاح بيد الفنان ومن أفضل الوسائل لردة الفعل أمام الأحداث التي تجري في العالم، خاصة في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والمقاومة، فنشهد أن الفنانين يقومون بسرعة على ردّات الفعل، وإنشاد أشعار ورسم كاريكاتيرات ولوحات فنية، وإقامة فعاليات ومعارض فنية.

 

بعد استشهاد سيد المقاومة السيد حسن نصرالله شهدنا هذه الحركة بسرعة إنتشرت وكل شخص قام بعرض فنّه عن السيد الشهيد، وأما الفعالية الأخيرة التي أقيمت تحت عنوان “دور الطوفان” خلال ثلاثة أيام واختتمت أعمالها الخميس الماضی، أكدت على أهمية المقاومة وخاصة في “فلسطين” و “لبنان” وتأثيرها على فن وفكر الفنانين، أقيمت هذه الفعالية بحضور مجموعة من فناني الرسم في المركز الفني للثورة الإسلامية (حوزه هنري)، وأساتذة مخضرمين في مجال الرسم، ومنهم الأستاذ “علي بحريني” وهو أحد الأساتذة المعروفين في مجال الفن التشكيلي، وقد أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج ايران، وحصل على جوائز عديدة وتم اختياره كشخصية بارزة والأفضل لفن الثورة الإسلامية، وهو الذي رسم لوحة “الإمتداد” بسرعة بعد استشهاد السيد حسن نصرالله، فبهذه المناسبة أجرينا حواراً معه، فيما يلي نصه:

 

الفن له تأثير كبير في العالم

 

 

بداية تحدث الأستاذ علي بحريني عن تأثير فن المقاومة في دعم المقاومة خاصة في مجال الرسم، حيث قال: مجال الفن يمكن أن يكون له تأثير كبير في العالم، لأن النشاط الفني ينتشر بسرعة عالية في الفضاء الإفتراضي ويتم نشر المواضيع دائماً بنفس الوقت، ويمكن للجميع في مختلف أنحاء العالم استخدام المحتوى المنتج، لهذا السبب، مطلوب من الفنانين في هذا المجال، عندما تحدث أمور مهمة كإستشهاد قادة المقاومة، أن يقوم الفنانون بسرعة برسم اللوحة وينتجوا المحتوى المناسب.

 

ولهذا السبب، كان من الواجب عليّ أنه في نفس ليلة استشهاد سيد المقاومة، السيد حسن نصرالله، أن اقوم بإنتاج عمل يبيّن ويبرز الأمل في هذا الفضاء الكبير، وأيضاً يكون رد فعل على أحداث اليوم و”امتداد” المسار، كما سمّيت اللوحة بالـ “الإمتداد”، وأقصد أن مسار السيد مستمر والمقاومة حيّة وتستمر في طريقها الخاص.

 

الشهادة أمنية كبيرة للأمة الإسلامية

 

وعندما سألنا الأستاذ بحريني عن رأيه حول المقاومة وهل ستتوقف باستشهاد قادتها، هكذا أبدى عن رأيه:لم تتوقف المقاومة على الإطلاق بعد استشهاد قادتها، ولا أعرف الوهم الذي يدور في أذهان قادة الكيان الصهيوني الذين يعتقدون أنهم باغتيال عالِم وقائد وقادة حزب، يمكنهم إيقاف هذه الحركة، لم يكن هكذا على الإطلاق عبر التاريخ، فكلما سقطت الراية من يد قائد، فإن القائد التالي يقوم برفع الراية بالتأكيد، ويستمر في الطريق.

 

والمثل الأعلى الذي عرّفه الإسلام هو أن الشهادة من أعلى درجات السعادة، فالشهادة أمنية كبيرة للأمة الإسلامية، وتحقيقها شرف عظيم، وليس في ديننا مطلقاً أن يبقى مكان الشهيد خالياً، وهذا الطريق سيستمر بالتأكيد، ولو استشهد على هذا الطريق المئات والآلاف، فسيستمر هذا الطريق حتى تحقيق الوعد الإلهي، والذي هو بظهور مولانا صاحب العصر والزمان(عج)، وسيكون المستضعفون هم ورثة الأرض.

 

لوحة “الإمتداد”

 

 

بعد ذلك تطرقنا إلى لوحة “الإمتداد” والمفاهيم التي يشير إليها الفنان بحريني في هذه اللوحة، حيث قال: الألوان التي إخترتها مأخوذة من عَلَم حزب الله، وهي الألوان الصفراء، وهناك مفاهيم أخرى في اللوحة الأصلية التي إكتملتها، لكن في اللوحة الأولية نرى أن السيد حسن نصر الله هو جسد مليء بالدوافع الواضحة ومليء براية حزب الله، وهو مثل زجاجة عطر إنكسرت، وانتشر أريجها في كل مكان وأبناء المقاومة في طريق القدس. في هذه اللوحة جنود حزب الله ينفصلون عن الجسد الروحي للسيد حسن نصرالله ويسيرون نحو تحرير القدس، والقدس في النهاية مغطاة بالدخان والألوان الدافئة، مما يعني أن العدو الصهيوني قد هجم، وحزب الله في طريقه وهذا الطريق هو الذي سيحرر القدس إن شاء الله.

 

لوحة “الإنتشار”

 

 

وفيما يتعلق بفعالية “دور الطوفان” الذي أقيم بحضور الطلاب الناشئين والفنانين المخضرمين الإيرانيين في مجال الرسم، وحضوره في هذه الفعالية، قال بحريني: شاركت في هذه الفعالية بعمل إسمه “الإنتشار” يتضمن قِطَعاً من راية حزب الله، وهي كالمرآة التي كأنها إنكسرت وانتشر السيد حسن نصر الله، وهي أيضاً من أجل تحرير القدس، وهي لوحة بأجواء غرافيكية، لأن الفعالية كانت بمشاركة الفنانين الناشئين، فقد اتخذت لها مساحة لهم، وتتضمن مفهوم إنتشار السيد حسن نصرالله.

 

 

فعاليات فنية في مسار المقاومة

 

وفيما يتعلق بتأثير إقامة هكذا فعاليات على الناشئين والشباب ومستقبل المقاومة، قال أستاذ الرسم الإيراني: إن مثل هذه الأحداث وإقامة هكذا فعاليات هي شرارة تتولد في أذهان الناشئين لإتّباع هذا الطريق الصحيح، لأن مهمة المؤسسات الثقافية هي تمثيل المسار الصحيح للحركة الفنية، لكي يتحرك فنانينا الشباب في هذا الطريق.

 

وختم بحريني كلامه: باعتبار هذه الفعالية جيدة جداً، إذاً إستمرار هذا الإتجاه بحضور المخضرمين والفنانين الجدد، سوف يوضح المسار حتى يعرف جيلنا الشاب أي طريق يجب أن يتبعه.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص