تعتبر مدينة مشهد المقدسة المدينة الدينية الاكثر استقطابا للزائرين في ايران، وتتجه اليها سنويا اعداد لا حصر لها من قوافل السائحين من داخل البلاد وخارجها، والى جانب الحرم الطاهر للامام الرضا(ع)، تحتوي هذه المدينة على معالم جاذبة اخرى، احدها مبنى الاطواق الاربعة بازه هوره، في احد اطراف مشهد وهذا المبنى هو أقدم ابنية الاطواق في ايران، ويعود تاريخه الى حقبة الاشكانيين، علماً ان الدراسات على تاريخ الهندسة الايرانية، تدل على ان ابنية الاطواق الاربعة هي عادة الاسلوب المعماري المتبع في فترة الحكم الساساني، وعلى كل فان بحوث علماء الآثار تبين ان هذا المبنى استخدم في الفترة الساسانية.
يقع هذا المعلم في جنوب قرية رباط سفيد، على بعد نحو 70 كيلومترا من مدينة مشهد المقدسة بمحافظة خراسان الرضوية، وعلى جانب الطريق القديم من مدينة مشهد المقدسة الى مدينة تربت حيدرية، وكانت القوافل في الماضي على طريق جنوب خراسان وسيستان وبلوجستان وكرمان، تعبر من المضيق المجاور لهذا المبنى. ويعتقد البعض ان له خصوصيات ابنية الفترة البارتية، في حين يعتقد المؤرخ هرتسفيلد ان المبنى يعود للفترة الساسانية. كما يعتبره البروفسور آرثر بوب أقدم قبة في العالم.
وهذا المعلم المبني من الصخور، ادرج في العام 1931م في قائمة الآثار الوطنية في خراسان الرضوية، ويدل هذا التاريخ ان هذا المبنى ذو الاطواق الاربعة هو من أوائل الآثار القديمة الايرانية وأول الآثار التأريخية في خراسان التي جرى ادراجها في قائمة الآثار.
وبما يخص استخدامات هذا المبنى، لا توجد فيه عناصر مثل الموقد وغيره، وتقول نظرية اخرى انه كان صالة، وان بقايا المبنى على اطراف الاطواق الاربعة هي قسم من مجمل البناء وان مدخل الاطواق الى الاقسام الاخرى للبناء كانت متصلة مع بعضها. وعلى هذا يستند بعض علماء الآثار ان الاطواق الاربعة كانت على شكل صالة.
من جهة اخرى يعتقد باحثون ان الاطواق الاربعة بنيت لأغراض دراسة علم الفلك. كما ان تواجد المبنى على طريق كان ذو أهمية عالية قديماً، جعل البعض يرى انه كان مخفراً أو موقعاً لمراقبة الطريق. وقد عثر في هذا الموقع على فخاريات كثيرة لها شبه بنظيراتها من الفترة الساسانية ويلاحظ ان هذا المبنى لا يزال قائما بعد 1700 سنة في حين انه مبني على أرض غير صلبة.
مبنى الاطواق الاربعة هو على شكل مربع تغطية قبة بأربعة اعمدة، وفيه اربعة مداخل، وهذا المبنى يشكل النواة المركزية لأبنية اخرى، وكان يتصل في جانبه الشرقي ببناء آخر، وكان يحتوي في شماله وجنوبه على ملحقات مثل الممر والإيوان.
