أمام فشل مؤامرة الغرب لتأجيج الأوضاع في الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي تمثّلت بمحاولات تصدّرها الدور البريطاني الخبيث لإثارة الإنقسامات بين أبناء الشعب الإيراني، وفي ضوء الإنجازات الناجحة والفريدة من نوعها لإستخبارات حرس الثورة الإسلامية وقوى الأمن بضبط جميع المغرضين وعدد كبير من الجواسيس التابعين للغرب خلال الإضطرابات الأخيرة في البلاد، لا سيما إعدام أبرز جواسيس بريطانيا (علي رضا اكبري)، إستعرّ غضب لندن وسارعت لتأليب الأوروبيين للردّ على الخطوة الإيرانية القانونية إزاء من أضرّ بمصالحها القومية وشكّل تهديدا لشعبها.
وبتحريض من بريطانيا وتدبير فرنسي، دعا عدد من النواب الأوروبيين إلى تصنيف حرس الثورة الإسلامية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. في محاولة خاوية لشيطنة إسم الحرس وذلك لما كان له من دور كبير في وأد المؤامرة التي كانت تستهدف البلاد مؤخراً.
*دور أوروبي مشبوه ضد ايران
وفي الوقت الذي لم يبخل فيه الاتحاد الأوروبي بفرض حزمات عقوبات جائرة متتالية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ بدء أعمال الشغب، ففي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قطع علاقاته مع المجلس البرلماني الإسلامي (وهي هيئة استشارية مكونة من مثقفين) بذرائع واهية، تكشّف من خلال هذه السياسات الدور الأوروبي المخرّب في الأحداث التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة في ايران.
ورغم ما يزعمه البعض من أنه في حال إدراج حرس الثورة الاسلامية كمنظمة إرهابية من قبل الأوروبيين، سيكون لذلك عواقب وخيمة على الجمهورية الإسلامية، إلاّ أن تبعات ذلك ستكون أكبر على الأوروبيين أنفسهم، ولكن المؤكد في كل هذا الحنق الأوروبي على إعدام أكبري أنها تأتي في إطار مناورة سياسية تهدف لتحقيق غرضين، أولهما شيطنة اسم حرس الثورة الإسلامية ردّا على دوره الحاسم في وأد المؤامرة الأخيرة، والثاني، مناورة لطمأنة جواسيس آخرين ربما ما زالوا ينشطون على الأرض داخل البلاد بأن رعاتهم لن يتخلّوا عنهم.
*ما تبعات التحرّك الأوروبي الخبيث؟
قال القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، خلال مراسم إحياء ذكرى الشهيد اسماعیل دقایقي: الإرهاب الذي ينسبه لنا أعداؤنا إلينا اليوم مردّه الأمريكان.
ردّا على هذه التطبيلات الأوروبية لشيطنة اسم حرس الثورة الإسلامية، قال اللواء سلامي: يمكنكم أن تروا الأوروبيين يجتمعون اليوم لشيطنة اسم حرس الثورة، لكن وعي الشعب ويقظتهم ستبث اليأس في نفوس الأعداء مرّة أخرى.
وأضاف: كل أجهزة التعذيب تصدر من أمريكا والكيان الصهيوني، والبريطانيون لقد قتلوا الملايين من الناس الذين يعانون من الفقر في منطقتنا، والنظام الذي أسس وجوده على أساس نهب الدول الأخرى لا يمكنه رؤية تألق أي شعب.
كما حذّر مساعد حرس الثورة في الشؤون السياسية، من أن إتخاذ الإتحاد الأوروبي مثل هذه الخطوة سينعكس عليه سلباً لا سيما فيما يخصّ تواجد السفن الاوروبية في المياه الايرانية، كما أنه سيكون له تداعيات سيئة على الإقتصاد الأوروبي.
*ردّ فعل وزير الداخلية
من جانبه قال وزير الداخلية أحمد وحيدي: إن خطة البرلمان الأوروبي لإعلان الحرس الثوري إرهابيا لا تثير قلقنا، والحرس الثوري سيواصل طريقه بقوة.
وقال وزير الداخلية وحيدي: “الحرس الثوري الإيراني حارب الإرهاب أكثر من غيره، لكنه يُهدد من التيارات الداعمة للإرهاب”. وصرح وزير الداخلية أحمد وحيدي للصحافيين على هامش اجتماع مجلس الوزراء يوم أمس: أن بعض الناس في الغرب يريدون فعل شيء خارج القواعد الدولية وتسمية قوة رسمية إرهابا، وهذا يظهر ضعفهم الفكري والأخلاقي والسياسي.
وتابع: إنهم يعتقدون أنهم يستطيعون إضعاف الحرس الثوري الذي هو في قلوب الشعب وخادمهم. الحرس الثوري الإيراني هو أهم قوة لمكافحة الإرهاب، على رأسها الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني الرمز العالمي لمحاربة الإرهاب.
وصرح وزير الداخلية: النظام الصهيوني هو إرهاب دولة، كما اغتالت أمريكا علنا القائد سليماني. يعتبر كل الموجودين في المنطقة أنفسهم مدينين لجهود الحرس الثوري الإيراني والشهيد سليماني.
*القضاء يوضّح سبب إمتعاض بريطانيا
الى ذلك، قال المتحدث باسم السلطة القضائية، مسعود سطايشي: إن رد فعل الحكومة البريطانية المتوتر والمتسرع على تنفيذ حكم الإعدام بحق الجاسوس علي رضا أكبري يشير إلى أن هذه الحكومة نفذت سلسلة من الأعمال الكيدية بحق الشعب الإيراني بسبب أقل من القرنين الماضيين. وأشار ساتيشي في مؤتمر صحفي، الأربعاء ، إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق علي رضا أكبري، جاسوس وكالة التجسس البريطانية، وقال: كان من المتوقع أن تعتذر هذه الحكومة رسميًا على الأقل للفروع الإيرانية عن الفضيحة. لقد ارتكبوا ، لكن ردود الفعل هذه أثبتت أن الكراهية المؤسسية للفروع الإيرانية تجاه هذه الحكومة وأفعالها تشير الشريعة إلى المعرفة الحقيقية والعميقة للفروع الإيرانية في بريطانيا.
وبين أن الفصل في الدعوى والتحقيق الأولي وانتهاء التحقيق والتعامل مع اتهامات هذا الشخص في السلطة القضائية تم بدقة وسلطة قانونية ، والحكم هو آخر مؤشر على حساسية النظام القضائي تجاه شر الحكومة البريطانية.
وصرح أن رفع الدعوى والتحقيقات الأولية والانتهاء من التحقيق والتعامل مع اتهامات هذا الشخص في السلطة القضائية تم بدقة وإشراف قانوني، والحكم الصادر هو مؤشر آخر على حساسية النظام القضائي تجاه شرور الحكومة البريطانية.
قال المتحدث باسم السلطة القضائية في ايران مسعود ستايشي، “نطمئن الشعب الايراني المرفوع الهامة والجريح من ظلم بريطانيا ان الصفعة القوية التي تلقتها بريطانيا من ايران من اعدام جاسوسها ستستمر حتى احقاق حقوق الشعب الايراني في المحاكم الداخلية والخارجية وسيأتي اليوم الذي يخضع هؤلاء للمحاسبة بشأن افعالهم تجاه الشعب الايراني”.
وقال ستايشي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي اليوم الاربعاء، لقد القينا القبض على متزعم لشبكات كانت تدير البلطجية خلال احداث الشغب التي شهدتها البلاد ، مضيفا: ان هذا الشخص كان على اتصال مباشر عبر الانترنت بقناة “ايران اينترنشنال” (الممولة من السعودية) المحرضة وكان يتحرك بايعاز من هذه القناة ، وقد جرى خلال الايام الاخيرة ايضا التعرف على اعضاء هذه الشبكات في مختلف المحافظات وتم القاء القبض عليهم، كما يجري تعقب وملاحقة باقي المرتبطين بهذه الشبكات وسيتم القاء القبض عليهم قريبا.
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحفي تطرق المتحدث باسم السلطة القضائية الى التدخلات البريطانية في موضوع اعدام العميل البريطاني “اكبري” قائلا ان الردود الغاضبة والمتسرعة للنظام البريطاني على اعدام جاسوسهم البارز لهو دليل اخر على سلسلة الافعال الخبيثة لهذه الدولة ضد الشعب الايراني خلال القرنين الاخيرين.
وتابع ستايشي: كان من المفترض ان يقدم هؤلاء الاعتذار للشعب الايراني بعد هذه الهزيمة الاستخباراتية لكن رد فعلهم اثبت بأن كراهية الشعب الايراني لبريطانيا نابعة من المعرفة الصحيحة بهذه الدولة. واعتبر ستايشي ان تعالي صراخ بريطانيا بعد معاقبة هذا الجاسوس أثبت بأن القضاء الايراني والاجهزة المعنية اليقظة قد وضعوا يدهم على نقطة حساسة وادوا واجبهم بشكل صحيح .