بالتزامن مع تصاعد الهجمات المميتة لداعش خراسان في أفغانستان، تزايدت المخاوف بشأن تدفق مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي إلى أفغانستان، الذين يتلقون تدريبات عسكرية في ملاجئ هذه المجموعة في أجزاء من باكستان في ظلّ محاولات تبذلها إسلام آباد لوأد إرهابيي التنظيم.
وحذر في رسالة بعث بها مولوي محمد آصف ذاكر ، قائد الوحدة الحدودية لطالبان في ولاية بكتيا، إلى الوحدات العسكرية لهذه المجموعة، من احتمال دخول 7000 مقاتل من داعش الارهابي إلى أفغانستان من باكستان.
*خطورة الحرب القادمة
هذه الرسالة التي كُتبت وأرسلت في 6 كانون الثاني / يناير ونُشرت في الفضاء الإلكتروني، تروي خطورة الحرب بين داعش خراسان وطالبان في الأشهر المقبلة، خاصة مع نهاية فصل الشتاء.
جاء في الرسالة: “على الجانب الآخر من الخط الوهمي في أراضي باكستان، في قرى كوكخل وغاندي غاري وبيجار ووادي ميرشالو، المغطاة بالغابات وقد أقامت ثلاث مجموعات، إحداها داعش مقرات تدريبية تحت قيادة مسلم كوتوال.
في هذه الرسالة، تم توضيح أن مجموعتين من هؤلاء الأشخاص لديهما قوات قتالية على غرار الكوماندوز وأعلامهم سوداء، وذكر مولوي أن عدد قوات هذه المجموعات الثلاث يبلغ سبعة آلاف إرهابي.
*مخاوف كبيرة
وكان قائد طالبان قد كتب عن احتمال تدفق هؤلاء الأشخاص إلى أفغانستان: “بعد الإنتهاء من الدورة التدريبية، لديهم خطة للذهاب بشكل فردي وجماعي إلى مناطق أزرا في محافظات لوغار، منطقة زازي أريوب في ولاية باكتيا، منطقة سافينا شيك في ننغرهار، ومنطقة علي شينغ في لغمان. تقع هذه المحافظات على الحدود مع باكستان وقبل انهيار الحكومة الجمهورية في أفغانستان، كانت من بين المناطق الواقعة تحت تأثير حركة طالبان والعصابات الإجرامية.
في السياق، أمر قائد نقطة التفتيش الحدودية التابعة لطالبان جميع قادة هذه المجموعة في المقاطعات المذكورة بالتحقق الدقيق من دخول وخروج الأشخاص على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، ومنع الإرهابيين من دخول أفغانستان.
*هجمات داعش مستمرة
وتقول حركة «طالبان» إن الوضع الأمني في البلاد تحسن منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، لكن العديد من الهجمات بالقنابل نفذت في الأشهر الأخيرة، وأعلن الفرع المحلي لتنظيم «داعش» مسؤوليته عنها. وفي 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي هاجم مسلحون فندقاً في كابل يرتاده رجال أعمال صينيون. وقتل خلال الهجوم؛ الذي تبنّاه أيضاً تنظيم «داعش» الارهابي، عدد من المهاجمين وأصيب 5 صينيين.
وتعمل «طالبان» جاهدة لتصوير أفغانستان على أنها بلد آمن بالنسبة إلى الدبلوماسيين ورجال الأعمال، لكن موظفين في السفارة الروسية قتلا بتفجير انتحاري وقع خارج مقر البعثة في سبتمبر (أيلول) الماضي، في هجوم تبناه كذلك تنظيم «داعش» الارهابي. وأعلن التنظيم أيضاً مسؤوليته عن هجوم استهدف السفارة الباكستانية في كابل خلال ديسمبر كانون الأول عدّته باكستان «محاولة اغتيال» استهدفت السفير. وأصيب حارس أمن في الهجوم.
*قلق باكستاني
وكان قد أعرب سفير باكستان لدى الأمم المتحدة منير أكرم، عن قلق بلاده تجاه تصاعد التشدد المسلح على طول حدود بلاده مع أفغانستان. وأوضح أن باكستان قلقة أيضاً من تأثير الوضع الاقتصادي المتردي في أفغانستان سلباً على الوضع الأمني، حيث هناك مخاوف من انضمام عناصر من حركة طالبان إلى جماعات أكثر تشدداً مثل تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضاف أن نشاط الجماعات الإرهابية وخاصة “حركة طالبان باكستان” و”جيش تحرير بلوشستان” وتنظيم “داعش ـ ولاية خرسان” ضد باكستان قد ازداد خلال الفترة الأخيرة.
وأكد أن باكستان مصممة على مكافحة الإرهاب الداخلي، ولكن الخطر الذي يثير القلق هو الإرهاب الذي يأتي عبر الحدود، مشيراً إلى أن باكستان على اتصال مع الحكومة التي تقودها حركة طالبان في أفغانستان للسيطرة على الإرهاب العابر للحدود.