“نفتقدك يا سيد”
يسير أحمد في الجنازة الرمزية لسماحة السيد حسن نصر الله في مخيم الشهداء في مدينة السيدة زينب عليها السلام، يحمل النعش المغطى بصورة سماحة الأمين وأعلام كلّ من فلسطين ولبنان وحزب الله وباقي حركات المقاومة.
يبدو المقاتل في حركة فتح وكأنه يمشي في جنازة حقيقية، فالدموع في عينيه تشي بما يعتمل في قلبه من حزن على سيد شهداء طريق القدس.
يرد أحمد على سؤال موقع “العهد” عن شعوره بعد رحيل الأمين فيجيب: “غادرنا ونحن نمني النفس بأن ندخل القدس سوية على وقع الانتصار المدوي”.
يؤم الشيخ محمد الناصري أستاذ الحوزة العلمية وجامعة المصطفى المصلين على الجنازة الرمزية فيما يقف المشيعون وراءه بخشوع وابتهال إلى الله أن يتغمد شهيد القضية الأسمى بواسع رحمته كما رحم غزّة وأهلها في حياته.
مسؤول المكتب الإعلامي في شعبة السيدة زينب لحزب البعث العربي الاشتراكي أحمد الصالح أشار إلى مهابة الوقوف في جنازة رجل “الوعد الصادق” حتّى لو كانت رمزية، فالمحبّة التي يحملها له الفلسطينيون نابعة من مواقفه الرجولية تجاههم وتجاه قضية المسلمين الأولى، ولعل هذا ما يفسر وفق قوله هذا الحشد الكبير من الحضور في جنازة رمزية يكفي أنها ارتبطت باسم سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله.
عامر تيم من المنظمات الشبابية الفلسطينية في مدينة السيدة زينب عليها السلام أكد أن سماحة السيد حسن نصر الله هو الذي أعطى السياسة ميزة الصدق في الوقت الذي يعرفها الناس بأنها فنّ الممكن، لكنّه أختار أن يكون صادقًا مع ربه ونفسه وجمهوره ومع الشعب الفلسطيني الذي صدقه الوعد حين أسند غزّة على الرغم من كلّ التهويل الذي مورس ضدّه والذي تحول في نهاية المطاف إلى حقيقة إجرامية قام بها العدوّ الغادر وتوجت باستشهاد سماحته على مذبح الوعد الذي قطعه على نفسه أمام الشعب الفلسطيني بإسناد غزّة.
“أزال الالتباس حول عنوان المقاومة”
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي شدد على أن سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله سمى الأمور بمسمياتها منذ اللحظة الأولى حين جزم بعدم جدوى السلام مع هذا الكيان الغاصب الذي يريد أن يأخذ كلّ شيء ويمنع حتّى المطبعين معه من الفتات.
وأضاف أن صوابية نظرته للكيان رافقتها كذلك صوابية تعريفه للسلوك الأميركي المسؤول عن تغطية كلّ جرائم الكيان “الإسرائيلي” في لبنان وفلسطين وعموم المنطقة.
وختم رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية حديثه بالتأكيد على أن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله رحل بعد أن مهد الطريق أمام رجال المقاومة من خلال إرثه الأخلاقي الكبير بعدما أزال الالتباس حول العديد من القضايا التي أثير حولها الكثير من الجدل قبل أن يحسم كلّ ذلك بقوله إن الحق بيّن ولا يحتاج إلى دليل.
محمد عيد