يحاول العلاج الفيزيائي المساعدة في تحسين وظائف الأعضاء من خلال الاستفادة من الطبيعة الفيزيائية للجسم. عادة، يتم استخدام طريقة العلاج هذه في مجال علاج المشاكل المتعلقة بالمناطق الهيكلية والعضلية بالجسم. مؤخراً تم الكشف عن أول روبوت ذو هيكل خارجي صناعي في البلاد يسمى “هكسا”، والذي تم تصميمه وصنعه بالكامل من قبل الباحثين في جامعة العلوم الطبية وجامعة فردوسي في مشهد.
وبيّن الأستاذ مرادي، المتخصص في الأعضاء الاصطناعية وعضو الهيئة التدريسية بجامعة مشهد للعلوم الطبية، أن الروبوت الذي تم الإعلان عنه هو روبوت يقوم بالمعالجة الفيزيائية لمنطقة الحوض، وقال: كل ما على المريض هو ارتداء هذا الروبوت الذكي وضبطه من خلال البرنامج وفقاً للمشاكل التي يعانيها.
* نمط مشي صحيح بمساعدة “هكسا”
وقال مرادي: تتصل بالجسم مجموعة من الروبوتات التي تساعد في العلاج الطبيعي لكامل الجسم تسمى exoskeleton وتعني الهيكل العظمي الخارجي للجسم وتؤدي وظيفة الهيكل العظمي الذي يساعد في حركة الجسم. وأضاف: تمكنت جامعة مشهد للعلوم الطبية، وجامعة فردوسي، والمركز الوطني لتطوير أبحاث العلوم الطبية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تصميم هذا الروبوت خلال سبع سنوات من العمل المشترك.
وأكد مرادي أن هذا الروبوت مصنوع للمرضى الذين أصيبوا بسكتة دماغية، لأنه بمجرد تلف أدمغتهم، يصبح لديهم نمط خاطئ في الحركة، ولا يمكنهم أداء بعض الحركات بشكل سليم ويصبحون بحاجة إلى إعادة تأهيل طويلة الأمد، وهو بالضبط ما يفعله هذا الروبوت لهؤلاء الأشخاص.
* “هكسا” أفضل من النماذج الأجنبية
وتابع الأستاذ المشارك بجامعة مشهد للعلوم الطبية: وزن هذا الروبوت إيراني الصنع مناسب جداً، حيث يزن أقل من أربعة كيلوغرامات ونصف، في حين أن النماذج الأجنبية من هذا الروبوت في الغالب تزن أكثر من ذلك بكثير، وهذه الميزة مفيدة جداً للمرضى.
وبيّن أن الفئة العمرية المستهدفة لهذا الروبوت هي فئة البالغين، وقال: الروبوت “هكسا” ليس مفيداً لمن هم أصغر سناً؛ ولكن يمكن استخدامه لجميع الأشخاص الذين لديهم هيكل عظمي طبيعي وحجم شخص بالغ. وأضاف: بالإضافة إلى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالسكتة الدماغية، فإن استخدام هذا الروبوت مفيد بالتأكيد للمرضى الذين قاموا باستبدال مفاصل الحوض أو دمج فقرات العمود الفقري.
*استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج “هكسا”
وعن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج هذا الروبوت، قال مرادي: تعاونا مع فريق مختص بالذكاء الاصطناعي مدرب تدريباً عالياً؛ ولأننا كنا بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي للإعلان عن نمط الحركات للروبوت من خلال البرنامج، ولأنه كان من المهم بالنسبة لنا أن يفهم الروبوت أبعاد المرض والحركات الخاطئة في الجسم بشكل صحيح، وكذلك لأننا كنا بحاجة إلى الدقة والسرعة العالية، فلهذا السبب اعتمدنا على الذكاء الاصطناعي في انتاج هذا الروبوت.
* مبيعات “هكسا”
وفيما يتعلق ببيع هذا الروبوت، أوضح مرادي: تم التسويق للروبوت “هكسا” وهو حالياً في مرحلة ما قبل البيع، وقد تجاوزت كمية الطلبات عليه جميع توقعاتنا. وأضاف: ساهمت الفرق الطلابية بشكل كبير في صنع هذا الروبوت، مما يعني أنه في هذا المشروع، لم يتم بناء وإنتاج الروبوت فحسب، بل تمكن عدد كبير من الطلاب من اكتساب الخبرة بهذه الطريقة، ويمكن لكل من هذه المشاريع العلمية أن يساهم في مستقبل الطب في البلاد.
وفي الختام، قال مرادي: إن تأثير الذكاء الاصطناعي في حياتنا سيزداد يوماً بعد يوم، وإذا لم يتمكن شخص ما من التكيف مع الذكاء الاصطناعي، فإنه بالتأكيد سيبقى في مرتبة أدنى من باقي الأشخاص في المجتمع.