قيسارية.. أقدم المناطق التي سكنها البشر

ضجّ العالم بتوجيه المقاومة الإسلامية اللبنانية ضرباتها لقيسارية المحتلة، حيث منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، "جيش" العدو لم يخرج بعد من الصدمة حول ما جرى، وحاول نتنياهو نفسه تحريف البوصلة، لكن الهدف وصل وحقق المُراد وسيكون لهذا الهجوم النوعي تداعيات هامة على المحتل، باعتراف مسؤوليه وإعلامه.

2024-10-20

 

قيسارية التي تبعد عن لبنان 70 كلم، وصلتها الصواريخ الإيرانية من طهران أيضاً في 2 تشرين الأول/ اكتوبر الحالي، ضمن عملية “الوعد الصادق 2″،و وأظهرت صور للأقمار الصناعية، نشرتها وكالة “أسوشييتد برس”، الأضرار التي لحقت بقاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية جنوبي فلسطين المحتلة، بعد استهدافها بوابل هائل من الصواريخ الإيرانية.

 

ماذا نعرف عن قيسارية؟

 

قيسارية هي بلدة فلسطينية، تمّ احتلالها عام 1947. وتقع في فلسطين على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهي من أقدم المناطق التي سكنها البشر، إلى الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها حوالى37 كم، بلغت مساحة أراضيها 31786 دونماً.

 

كانت تقع على شاطئ البحر، وكان شكلها موازيا للشاطئ ممتداً من الشمال إلى الجنوب ومنازلها من الحجارة المتماسة بالطين أو الإسمنت، أسست مدرسة ابتدائية فيها وكان سكانها يتزودون بالمياه من آبار عدة واعتمدوا يا اقتصادهم على الزراعة كما دلت أعمال التنقيب على وجود عدة مواقع أثرية فيها.

 

كانت القرية تقع على شاطئ البحر، داخل بقايا متينة البنيان تعود لثغر بحري كان يسمّى أصلاً برج ستراتو. والاسم قيسارية تعريب لسيزاريا (Caesarea)، الاسم الروماني الذي أُطلق على المدينة التي خلفت برج ستراتو. أما الثغر البحري، فقد أنشأه ستراتو (Strato)، حاكم صيدون، في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، مستعمرةً تجارية فينيقية.

 

بناها الكنعانيون وسموها (برج ستراتون), وقد أطلق عليها هيرودوس الرومي اسم (قيصرية) نسبة إلى القيصر الروماني (أغسطس قيصر).

 

الأماكن الأثرية في قيسارية

 

البلدة ذات موقع أثري سياحي، إذ تحتوي على بقايا مدينة رومانية وجدران وميناء وحلبة سباق، ومعبد وجدران صليبية وقاعدة تحصين مائلة وبناء روماني مستطيل الشكل، وأساسات وقطع معمارية، وصخور منحوتة وأقنية ويعتبر موقعها حافل بالآثار الرومانية والبيزنطية والإسلامية والصليبية وإلى أن هناك بعض المباني القديمة يحافظ على شكله إلى حد بعيد.

 

 

احتلال قيسارية

تمت أول عملية منظمة لطرد السكان العرب من القرية على يد عصابة “الهاغاناه” وتم تدمير ثلاثين منزلاً.

 

وفي عام ‎1940 أنشئت مستعمرة كيبوتس سدوت بام على أراضي القرية، وأنشتت مستعمرة أور عكيفا سنة 1951 شمال شرق القرية.

 

وفي الأعوام الاخيرة اجرت فرق ايطالية واميركية واسرائيلية تنقيبات في الموقع على نطاق واسع وحول إلى منطقة سياحية. وباتت المنازل الباقية مطاعم في معظمها وحول مسجد القرية الى ملهى ليلي!

المصدر: الميادين