“يحيى السنوار”.. شهيد بطل بحجم أمّة

 هو عاش أكثر حياته في الظل من سجون الأعداء إلى ظل الانفاق حاملاً لأمانة القيادة إلى مجابهة ومقاتلة الأعداء متنكراً حتى  أن من قتله لم يدرك ما فعله الا متأخراً ..

2024-10-20

أحمد فخرالدین

 

البيوت تحيا بساكنيها

 

أمّا الأُمم فتحيا بشهدائها

 

السنوار حي فينا

 

بل نحن نحيا بالسنوار وأمثاله

 

قيل الكثير الكثير في يحيى

 

لكن مهما قيل فيه وفي شجاعته وأقدامه وعنفوانه

 

فلن نفيه مثقالاً من حقّه

 

نحن أعجز من أن نقيم هذا الصنف من البشر

 

مَن كانت شهادته مسجلة عبر الأثير وعبر الشاشة المباشرة وبهذا التصميم على المواجهة والاستعداد لرشق دورون العدو اللعينة بعصاه التي حملتها يسراه لا يموت

 

أما يمناه النازفة وما أدراك ما يمناه فقد تركها ترتاح على كتف مقعده المتلبس بالغبار بعدما قضت ما عليها من واجب وهشمت صورة العدو

 

عض على جرحه بشريط التقطه من بين الركام لتكون الصورة خير شاهد على شديد بأسه وصلابة عقيدته وهو موقن انه قريبا سيلاقي ربه .

 

أبى الاستسلام وقاتل أعداءه مقبلا غير مدبر وحتى الرمق الأخير ….

 

قالوا عنه أيقونة الجهاد للقرن الواحد والعشرين.. وقالوا.. لا بل  للألفية الثالثة.

 

قالوا.. بطل يكتب نهاية مسلسل جريء لم يتسن لأحد أن يكتب مثله ويكون هو الكاتب والممثل والمخرج والبطل في آن واحد… وبمثل هذا النمط من الايمان والشجاعة والعزم.. هذا لم يحصل من قبل… وربما لن يحصل في المستقبل القريب وحتى البعيد.

 

السنوار يحيا.. نسخة من سنخ مختلف من البشر.. من سنخ ابطال لن تتكرر …

 

هو عاش أكثر حياته في الظل من سجون الأعداء إلى ظل الانفاق حاملاً لأمانة القيادة إلى مجابهة ومقاتلة الأعداء متنكراً حتى  أن من قتله لم يدرك ما فعله الا متأخراً ..

 

في الظل كان. لكن اي ظل.  وشمسه الساطعة ترسل لهيبها شواظا إلى رؤوس الأعداء… كما ترسل أشعتها وضياءها إلى المقاومين من حوله ترسم لهم لاحب الطريق..

 

السنوار ابو ابراهيم كان الأجدر بتحمل المسؤولية من سلفه وفي اصعب الظروف وأكثرها حساسية..  كان يعلم انه يتلقف كرة من النار عندما بويع بهذه الخلافة…. وكان الاجدر  بين بني قومه بذلك  ..

 

كان يحيا شعلة متوقدة من شجاعة واقدام واقتدار وقوة لم يجاريه فيها احد الا القليل.

 

يشع من عينيه بريق  الأمل بالنصر الآتي وتشعر مع خطابه الهادر أن طوفانه مستمر في التدفق كما رسمه بيده نصراً أو استشهاداً . …

 

كان من القادة  الذين يستشهدون وقوفاً وفي الميدان ليصنعوا نصراً عزيزاً..

 

يحيا السنوار كتبت له الحياة الحقيقية… فأحيا بشهادته امة..

 

حقاً الأمم تحيا بشهدائها

المصدر: الوفاق/ خاص