عبير شمص
الوفاق /خاص بعد عام كامل من الملاحقة والمطاردة في قطاع غزة، ارتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، شهيدًا خلال اشتباك مسلح. استشهد القائد السنوار مواجهاً عدوه، ممتشقًا سلاحه، خاض الاشتباك الأخير فوق الأرض وليس مختفيًا ومتحصنًا بين الأسرى في الأنفاق، كما ادعت جميع الروايات الصهيونية السابقة، لتثبت طريقة استشهاده أن الشهيد ظل في الميدان حتى الرمق الأخير، متحديًا كل محاولات الاحتلال لتشويه صورته، وليؤكد أن القادة الحقيقيين يظلون في الصفوف الأمامية مع مقاتليهم حتى النهاية. وحول شجاعة هذا القائد الذي لم يستطع الإحتلال الصهيوني الوصول إليه رغم تباهيه بقدراته الاستخباراتية، واستعانته بأفضل القوات الأمريكية والبريطانية في عمليات البحث عن المطلوبين، عن القائد الذي خاض معركته الأخيرة ببسالة وثبات حتى استنفد كل رصاصة في جعبته، مانعاً الاحتلال الصهيوني من تحقيق نصر معنوي عبر العثور عليه مختبئًا بين الرهائن الصهاينة، كما روجت رواياتهم طوال عام كامل، ليثبت أنه كان يقاتل فوق الأرض إلى جانب رفاقه، متنقلاً بين الجبهات الأمامية، حتى ارتقى شهيداً بالصورة التي شاهدها العالم كله، ليكتب فصلًا جديدًا من الفداء والتضحية في سجلّ المقاومة، حاورت صحيفة الوفاق الكاتب والإعلامي الفلسطيني حمزة البشتاوي، وفيما يلي نص الحوار:
لقد ظهرت قوته وشجاعته في تعابير وملامح الوجه المشرق طيلة حياته الجهادية إن كان في سجون العدو وإن كان في ميدان مواجهة الإحتلال في قطاع غزة وقد اعترف بشجاعته وقوته الأعداء لأنه في استشهاده قاوم حتى الرمق الأخير إذ نال ما تمنى في خاتمة تؤكد على قوته وشجاعته ورعب وخوف الإحتلال من شخصيته الصلبة كما يخافون من رجال وقادة المقاومة المتواجدين في الميدان والذين يسيرون على خطه مقبلين غير مدبرين ملتصقين بسلاحهم مواجهين جيش الإحتلال الصهيوني وقد كان الشهيد السنوار يواجه جيش العدو في المحاور الأكثر خطورة في قطاع غزة ونتحدث عن حي تل السلطان في رفح كان موجوداً في هذا المحور وكان يقاتل بإرادة وعزيمة وشجاعة سوف يذكرها التاريخ بصفحات من نور إذ تؤكد على طبيعة الرجل الثوري وطبيعة حياته وكيف يكتب بهذه الشجاعة الفصل الأخير.
يشير الإعلامي البشتاوي بأن الأجهزة الأمنية للإحتلال الصهيوني كانت تُروج بأن الشهيد القائد يحيى السنوار مختبئاً تحت الأرض وبين المدنيين وأنه محاط بالأسرى وكل هذه السردية الكاذبة كانت للتعويض عن الفشل الأمني في معرفة مكان تواجده ولكنه ظهر في المكان المناسب مقاتلاً حتى الثواني الأخيرة من حياته وهذا الفشل الإستخباري سيبقى يلاحق قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية للإحتلال كما سيبقى من زاوية أخرى سيبقى عاراً يلاحق عالماً صامتاً أو متخاذلاً أو متواطئاً على المقاومة.
لا عودة للرهائن الصهاينة
يؤكد الكاتب البشتاوي بأن وضع ومصير الرهائن الصهاينة لن يتغير كثيراً وسيبقى الشهيد السنوار في هذا الملف تحديداً يؤرق قادة الإحتلال حتى ما بعد استشهاده لأن ما يتعلق بمصير الأسرى كل هذا الأمر سيبقى كما كان عليه قبل استشهاده بمعنى أنهم لن يعودوا إلا وفق الشروط التي رسمها وحددها بنفسه والمتعلقة بوقف العدوان والإنسحاب الكامل وخروج أسرى فلسطينيين من سجون الإحتلال وإذا كان الإحتلال قد ربط مصير أسراه بمصير السنوار فإن هذا الأمر مستمر وبقوة وثبات لأن كل الشروط التي حددها ووضعها ستبقى قائمة وسيبقى رفاقه أكثر تمسكاً بالمطالب الواضحة التي لا يمكن التنازل عنها والتي هي وحدها وتنفيذ هذه الشروط هو الذي سيرسم عاجلاً أو أجلاً مصير الأسرى الصهاينة لدى المقاومة في قطاع غزة.
مقاوماً طيلة حياته
يوضح الكاتب البشتاوي بأن الشهيد القائد يحيى السنوار عاش حياته مقاوماً شجاعاً في الأثر في الميدان وهو بالمناسبة منذ كان طفلاً في مخيم خان يونس واجه الاحتلال بالحجر وواجه دباباته وجنوده المدججين بالسلاح بشكلٍ مباشر مستخدماً الحجر الذي كان متوفراً حينها بين يديه، كما واجهه قائداً مقاتلاً خاصةً في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني وكان يواجه بشكلٍ أسطوري، زلزل كيان الإحتلال بشجاعته وباستشهاده هكذا كان في كافة محطاته الجهادية هذه الشجاعة ستجعل المقاومة قوة وأكثر عزماً وإرادة وهو على مستوى النموذج الذي قدمه بشجاعته سيبقى في الذاكرة والوجدان ملهماً للثوار كقائد فدائي شجاع راسخ رسوخ الجبال لا يهاب الموت على يد الغدر الصهيونية التي تستبيح اليوم دماء الفلسطينيين واللبنانيين ولكن يقين الثوار والأحرار بأن هذا النهج وهذا الطريق الذي سار عليه الشهيد القائد يحيى السنوار سوف ينتصر وسوف تنهزم هذه الوحشية وهذا الإرهاب الصهيوني على أرض فلسطين وأيضاً على أرض لبنان من خلال فعل المقاومة والصمود والثبات.