أجمل صورة أسطورية لرجل قاتل حتى الرمق الأخير

هكذا كان حال القضية الفلسطينية فبعد ان كانت تعاني من الاهمال والتهويد وكثير من الاعمال الإستيطانية ، جاء رجل يحمل في يده عصا كعصى موسى يتوكأ عليها ... وله فيها مآرب اخرى . فأعاد احياء القضية وانار الطريق واقتحم ، وغير كل الأرقام البالية ووضع القضية على المسار الصحيح الذي يرضي الله

2024-10-21
خلیل الخليل
يقول الشهيد القائد  محمد سعد قائد المقاومة في جنوب لبنان خلال العام ١٩٨٣ إنّ الوضعَ بحاجةٍ لرجالٍ ولمواقفٍ. 

فإمّا أنْ ننهزِم ونكونَ أرقامًا مهملةً ، وإمّا أن نقتحِم ونُغيّرَ كلَّ الأرقام، ونضعَ الحقيقةَ في إطارٍ يُرضي اللَّهَ سُبحانهُ وتعالى.

 

وهكذا كان حال القضية الفلسطينية فبعد ان كانت تعاني من الاهمال والتهويد وكثير من الاعمال الإستيطانية ، جاء رجل يحمل في يده عصا كعصى موسى يتوكأ عليها … وله فيها مآرب اخرى . فأعاد احياء القضية وانار الطريق واقتحم ، وغير كل الأرقام البالية ووضع القضية على المسار الصحيح الذي يرضي الله .

 

ابا ابراهيم كان سجين الاحتلال وعانى من المرض وعالجوه ولكنه لم يبع القضية على حساب صحة جسده ، فإرادته لم تلن ، وعزيمته لم تنضب ، وحين تنسم رياح الحرية عاد الى ساحات جهاده من جديد، يعد العدة ليحقق طوفان الأقصى ، هذه العملية التي اربكت مخططات الصهيوعالمية والتي كانت تسعى لإقتلاع الغزاويين من ارضهم سواء بطوفان الأقصى او بدونه لتحقيق حلم اقامة مشروع قناة بن غوريون التي تمتد من البحر الأحمر الى البحر الأبيض المتوسط ، كما اربكت عملية السنوار كل مؤمرات التطبيع بين الدول العربية والكيان المؤقت، واوضحت لكل الأجيال القادمة ان طريق تحرير فلسطين والتخلص من الظلم والإستبداد والقهر  لن يكون سوى بالبندقية وان هذا الكيان لا قيمة له ولا بقاء لولا الدعم الإستعماري اللامتناهي من دول الغرب وعلى رأسهم دولة الشيطان الأكبر .

 

القضية الفلسطينية هي مبدأ وعقيدة لا يقودها شخص ، انما تقودها الأمة الفلسطينية والعربية والإسلامية ، فإن قتلوا شخص السنوار فهذا لا يعني انهم قادرون على قتل الأمة ، فعندما يسفك دم شهيد كل قطرة دم من دمه تتحول الى نقمة على الإحتلال ، وتتحول الى بغض وكره وحقد في صدور المئات من الشباب والأجيال القادمة . وبالعموم قَتل السنوار لن يغير المعادلة ولن يحقق النصر لمجرم العصر نتنياهو ولن يستطيع فرض ارادته على المقاومة الفلسطينية ، وكل تجاوب او ضعف او وهن سيكون خيانة لدماء الـ ٥٥ الف شهيد ولـ ١٢٥ الف جريح ولكل قطاع غزة المدمر … المقاومة الفلسطينية يجب ان تستمر وتناضل وتقاتل حتى تحرير الأسرى من سجون العدو وتحقيق وقف اطلاق النار واجبار العدو على تغيير مخططاته، من الصعب علينا نحن ان نقيّم إدارة الشهيد للمعركة ، ففي شخصه تجلت اجمل صورة اسطورية لرجل قاتل حتى الرمق الأخير ، وعندما نَفَدَت ذخيرته استعمل عصا موسى في مواجهة اعداء موسى المنتحلون للصفة.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة