كاتب فلسطيني للوفاق:

الظلموت الجاثم فوق صدر فلسطين زائلٌ لا محالة

رواية الكاتب والروائي الفلسطيني حسن حميد ( مدينة الله) تتحدث عن مدينة القدس، عن بيوتها القديمة، ودور العبادة فيها، وأسواقها، وبواباتها، ومحاولات الاحتلال الصهيوني تهويد الأمكنة الفلسطينية، وتغيير أسماء الشوارع والساحات والأبنية..ومقاومة أهل القدس عنها.

2024-10-22
أصغر علي كرمي

 

كرَّمتني إيران مرات ومرات، ومنحتني هدايا صارت وقائع باديات بعد أن كانت مجرد أحلام. كرَّمتني إيران يوم قامت ثورتها في 11/شباط 1979 نصرة للمظلومين وأهل الحق وطلاّب العدالة الاجتماعية، فأدخلت السرور لقلبي، وأيّدتني وأمدتني بأمل جديد هو أن الظلموت الجاثم فوق صدر البلاد الفلسطينية زائلٌ لا محالة، لأن القوة المؤسسة على الظلم زائلة لا محالة. وكرَّمتني إيران يوم ألغت السفارة الصهيونية في مدينة طهران، وقالت لا للوجود الصهيوني فوق الأرض الإيرانية لأن الشر والخير لا يجتمعان في نسيج واحد، ولا يعيشان في روح واحدة، وكان لهذا الفعل الحقاني صداه ودويه في كل قلب فلسطيني ذاق مرارة طعوم الدموية الإسرائيلية الباطشة. وكرَّمتني إيران يوم أنزلت العلم الصهيوني من فوق ساريته، وقالت لا هواء له في الفضاء الإيراني، ورمته أيضاً، ورفعت بدلاً منه العلم الفلسطيني بألوانه الشَّارقات! وكرَّمتني إيران يوم جعلت للقدس الحبيبة يوماً عالمياً راحت تؤرخه عاماً بعد عام في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وبذلك جعلت إيران المعنى الفلسطيني مشدوداً إلى المعنى العقائدي الذي يجول في الأرواح دنيا وآخرة! وكرَّمتني إيران بما أمدّت به الشعب الفلسطيني من حضور، وطاقات إيجابية، وتأييد، وإسناد، ودفاع، ودعم، ومواكبة، واعتزاز، وعطاء، وبذل.. حين درّست طلبة فلسطين في جامعاتها، وحين عالجت جرحاهم في مشافيها، وحين واست أسر شهدائهم في بيوتهم، وحين بنت دورهم التي هدمها الصهاينة، وحين شجعت ثقافة المقاومة وأعلت من شأنها طباعةً، ونشراً، وترجمة! وكرَّمتني إيران حين جعلت المناهج الدراسية في المدارس والجامعات والحوزات الإيرانية تدرّس تاريخ فلسطين وجغرافيتها، وحضارة فلسطين وأمكنة العبادة فيها، وأدب فلسطين وثقافة أهلها، وأعلام فلسطين وما قدموه للبشرية من إبداع أصيل. هذه الكلمات أعرب بها الدكتور حسن حميد الكاتب والروائي عن احاسيسه تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حواره مع مراسل الوفاق:

 

 

 

ايران كرّمتني في عدة مواقف

 

ثم تطرق الكاتب الكبير إلى ترجمة روايته “جسر بنات يعقوب” الى الفارسية و اضاف: و تكرّمني إيران مرة أخرى، حين تتصدى لترجمة روايتي “جسر بنات يعقوب” إلى اللغة الفارسية لتكون بين أيدي القراء الكرام، وأساتذة الجامعة وطلبتها المحترمين، وهذا ما يشعرني بالفخر لأن التلاقي العقائدي والإنساني على أرضية نصرة المظلومين في العالم هو من أغنى وأهم وأجمل أشكال التلاقي في الدنيا، ولا عجب من هذا أبداً لأن الثورة الإيرانية، ومنذ البداية نادت وعملت من أجل نصرة المظلومين في العالم كله بعيداً عن كل دائرة ضيقة، لأن الحق إنساني وعالمي ولا تعرف أنواره إلا بهذه الشمولية والإحاطة.”

ومن ثم أكد على ضرورة ترجمة الكتب إلى اللغات الأخرى وصرح قائلا: كانت روايتي [جسر بنات يعقوب] قد ترجمت من قبل إلى اللغات الفرنسية، والصينية، والروسية ضمن مشروع ترجمة أهم مئة رواية عربية خلال القرن العشرين المنصرم، وقد فرحت بتلك الترجمات الثلاث، مع أنني لا أعرف تلك اللغات الثلاث، لأن صوت بلادي وصل إلى القارئ الذي يجيد هذه اللغات الثلاث، ولأن صورة بلادي البادية في مقارعة الظلم، وعشق الأرض والشهادة، وطلب العدالة الاجتماعية.. وصلت كاملة إلى أهل هؤلاء اللغات الثلاث.

 

وها أنذا، أفرح وسع قلبي من ترجمة هذه الرواية إلى اللغة الفارسية كي تشملها الروح الإيرانية بالرضا والمحبة والتأييد.

كانت قصصي التي كتبتها عن شهداء فلسطين، وعن مخيمات أبناء فلسطين، وعن السجون الصهيونية التي احتشدت بأبطال فلسطين، وعن المقابر الفلسطينية التي غدت أوسع وأكبر مساحة من المخيمات الفلسطينية، وعن القواعد الفدائية، وأحلام الفلسطينيين.. قلت كانت قصصي قد ترجمت إلى اللغة الفارسية، وصدرت إلى جوار رواية [عائد إلى حيفا] للأديب الشهيد غسان كنفاني عن دار أب الإيرانية وجاءت تحت عنوان [قرنفل أحمر.. لأجلها]، واليوم تمتد فرحتي وتعلو، لأن العين الإيرانية الرائية الحساسة قدّرت روايتي [جسر بنات يعقوب] فترجمتها إلى الفارسية.

 

و قال حسن حميد حول خصائص هذا الكتاب: ورواية  “جسر بنات يعقوب”، تدور حول تاريخ فلسطين القديم، ومحاولات احتلالها ، والميزة الخاصة في هذه الرواية: أنها تسرد وعلى نحو اسطوري استحواذ اليهود على فلسطين بقوى مختلفة، وميزة أخرى هي ان الرواية غير مباشرة، وميزة ثالثة تعدد أصوات الرواة داخل أنساق السرد. والكتابات حول جسر بنات يعقوب كثيرة جدا.. ومنها دراسات ماجستير ودكتوراه في جامعات مختلفة فلسطينية وسورية ولبنانية وجزائرية وعراقية.

 

رواية تسرد تاريخ انشاء المخيمات الفلسطينية

 

ثم أشار إلى رواياته وقصصه المنتشرة حيث قال: كتبت حوالي 15 رواية طوال 30 سنة، تحدثت عن موضوعات مختلفة، منها روايتي( السواد) دارت حول خروج أهالي القرى الفلسطينية في منطقة الجليل، في شمال فلسطين..رغما عنهم، وبالقوة، والتهديد، وبالارهاب، والقتل، والاعتقال..

 

رواية أخرى عنوانها( تعالي نطير أوراق الخريف) تسرد تاريخ انشاء المخيمات الفلسطينية في البلاد العربية المحيطة بـ فلسطين مثل: سورية، الأردن، لبنان.

رواية أخرى عنوانها( مدينة الله) تتحدث عن مدينة القدس، عن بيوتها القديمة، ودور العبادة فيها، وأسواقها، وبواباتها، ومحاولات الاحتلال الصهيوني تهويد الأمكنة الفلسطينية، وتغيير أسماء الشوارع والساحات والأبنية..ومقاومة أهل القدس عنها.

 

وكتبت روايات أخرى عن استقطاب يهود العالم وتهجيرهم ونقلهم إلى البلاد الفلسطينية، مثل(الفلاشا) يهود الحبشة/ أثيوبيا.

 

وفي إشارة إلى الأدب الفلسطيني الحديث، واهم الكتاب والروائيين الفلسطينيين قال الدكتور حسن حميد: الأدب الفلسطيني جزء من الأدب العربي ، وجزء من الأدب الإنساني عامة.

 

قدر الأدب الفلسطيني ، ومنذ 100سنة، أنه كان أدبا مقاوما للظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني ، فكان جبهة ثقافية مقاومة ضد الاحتلال الإنكليزي ، وضد الاحتلال الصهيوني ، وفوق الأراضي الفلسطينية كلها.

 

لقد قامت الرواية الفلسطينية بالتأريخ لبدايات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإنكليزي ، والاحتلال الإسرائيلي معا، وكانت أهم الموضوعات التي عالجتها الرواية الفلسطينية هي: المكان الفلسطيني الذي احتله الإنكليز والصهاينة، وتهجير الفلسطينيين وطردهم وتشريدهم في المنافي، وتدمير القرى الفلسطينية ، وانشاء مخيمات اللجوء. ثم هناك المقاومة والكفاح المسلح، والفدائيون، والسجون الاسرائيلية، ومقابر الشهداء، ثم أحلام الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم.

 

وقد مرت الرواية الفلسطينية بمراحل أدبية عدة، منها الكتابة عن الخروج الفلسطيني، والاقتلاع من الأراضي الفلسطينية ، والعيش في المخيمات. ومنها أيضاً مرحلة الكتابة عن المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني.
ومن أبرز كتاب الرواية الفلسطينية: جبرا إبراهيم جبرا ، غسان كنفاني، أميل حبيبي، رشاد أبو شاور ، يحيى يخلف، إبراهيم نصرالله ، حسن حميد، محمود شقير،عاطف أبو سيف، عبدالله تايه ، احمد رفيق عوض، وليد الشرفا،..

 

نبذة عن حياة حسن حميد الکاتب والروائي الفلسطيني

 

الدكتور حسن حميد کاتب وروائي فلسطيني من مواليد 1955 – أكراد البقارة مدينة صفد – فلسطين.

 

حاز على شهادة الإجازة العامة في الفلسفة وعلم الاجتماع عام 1980 جامعة دمشق – كلية الآداب ومن ثم شهادة دبلوم التأهيل التربوي – جامعة دمشق – كلية التربية – 1981 – و شهادة دبلوم الدراسات العليا كلية التربية – جامعة دمشق 1982- وفي سنة 2008 بتقدير جيد جداً، حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة اللبنانية في علم الاجتماع.

 

شارك في أعمال عديد من مؤتمرات، وملتقيات، وندوات أدبية، وفكرية كثيرة – محاضر. على سبيل المثال: مؤتمر الرواية العربية في مصر – مؤتمر القصة القصيرة الحديثة في الأردن – مؤتمر السرد الأدبي – جامعة اليرموك إربد – الأردن، مؤتمر الأدب المقاوم – الخرطوم في السودان، مؤتمر العروبة والمستقبل – سورية وفي البلاد العربية، و  مؤتمر الشعر العربي – خليل مطران ولامارتين – في إسبانيا، مؤتمر الأدب الحديث لكتاب آسيا وافريقيا – الهند، و مؤتمر الرواية والاسطورة – الصين، مؤتمر تحديث المعاجم العربية في فرنسا.

 

ترجمت بعض أعماله الأدبية المطبوعة إلى بعض اللغات العالمية مثل: الإنكليزية – الروسية – الألمانية – الإسبانية – الفارسية – الأرمنية – الصينية.

 

عمل رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي (اتحاد الكتاب العرب). وعمل رئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي (اتحاد الكتاب العرب) وعمل مدير تحرير لمجلة الفكر السياسي (اتحاد الكتاب العرب) وقد شارك في كتابة أبحاث الموسوعة العربية (سورية – دمشق، تونس). هو الآن عضو لجنة قرَّاء منشورات (اتحاد الكتاب العرب – وزارة الثقافة – مؤسسة السينما – مؤسسة الدراما السورية) وخبير في قراءة المخطوطات الأدبية لدى الكثير من دور النشر(دار الفكر – دار الأهالي..) كما شارك في تحكيم الكثير من المسابقات الأدبية في (سورية، لبنان، الأردن، فلسطين…).

 

والکثیر من الأعمال المطبوعة منها: اثنا عشر برجاً لبرج البراجنة، و قرنفل أحمر.. لأجلها، وكائنات الوحشة، و هناك.. قرب شجر الصفصاف في القصة القصيرة. کما له الروایات منها: السواد أو الخروج من البقارة، و تعالي نطيِّر أوراق الخريف، وجسر بنات يعقوب والوناس عطية ومدينة الله، ولا تبكِ.. يا بلدي الحبيب، وروایة كي لا تبقى وحيداً. وأيضا له دراسات منها:  ألف ليلة وليلة – غيبوبة القَصِّ/غيبوبة الاستماع، والبقع الأرجوانية في الرواية الغربية (كافكا – جويس – سرفانتس – بروست – دوستويفسكي)، والأدب العبري – المرجعيات – المصطلحات – الرؤى، والدبان الذهبيان/ بوشكين وتشايكوفسكي، وعشاق الحياة، ودراسات أخرى.

المصدر: الوفاق/ خاص