السيد حسين بدر الدين الحوثي نموذجاً

المنهجية القرآنية في الحوار مع الآخرين (3)

الحوار: مراجعة الكلام، والمحاورة: المجاوبة، وأحار الرجل الجواب أي ردَّه، وما أحاره أي ما ردَّه، والمتحاورون قد يرجع أحدهم إلى رأي صاحبه أو قولـه أو فكره، رغبة في الوصول إلى الصواب.

2024-10-23

– منهج البحث: تستند الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي: وهو المنهج الذي يتم من خلاله دراسة الإشكالات العلمية المختلفة من خلال عدة طرق كالتركيب والتقويم والتفكيك، ويعرف بأنه أحد أشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم؛ بوصف ظاهرة أو مشكلة محددة عن طريق جمع المعلومات المقننة عن الظاهرة وتصنيفها وتحليلها وإخضاعها للدراسة الدقيقة، ويستخدم في المنهج التحليلي ثلاث عمليات وهي: التفسير، النقد، والإستنباط، وقد يستخدم الباحث إحدى هذه العلميات أو قد يجمع بين عمليتين أو أكثر وسوف يتم توظيف هذا المنهج في البحث من خلال وصف الظاهرة المدروسة وتحليل المعلومات، والكشف عن العلاقة بين متغيراتها، واستخلاص دلالاتها، ومن ثم الوصول إلى نتائج تساعد في فهم الظاهرة محل الدراسة.

 

– تقسيم البحث: لدراسة المشكلة البحثية وأهميتها، وللإجابة على التساؤلات، لتحقيق الأهداف المرجوة، بغية الوصول إلى نتائج على ضوئها تصاغ المقترحات والتوصيات، رأى الباحث تقسيم البحث إلى ثلاثة مباحث، إضافة إلى الإطار العام للبحث والنتائج والتوصيات، على النحو التالي:

 

 

المبحث الأول: مصطلحات ودلالات

 

المطلب الأول: مصطلحات البحث، والمطلب الثاني: شخصية الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي –  رضوان الله عليه.

 

المبحث الثاني: آداب الحوار ومرتكزاته

 

المطلب الأول: آداب الحوار، والمطلب الثاني: مرتكزات الحوار.

 

المبحث الثالث: منهجية الحوار وموضوعاته وقضاياه

 

المطلب الأول: منهجية الحوار، والمطلب الثاني: موضوعات الحوار وقضاياه.

 

النتائج والتوصيات

 

– المبحث الأول: مصطلحات ودلالات

 

– المطلب الأول: مصطلحات البحث

 

مفهوم الحوار

 

– الحِوَار في اللغة: أصل كلمة الحوار هو “الحاء – الواو – الراء” وقد بين ابن فارس في “معجم مقاييس اللغة” إن الحاء والواو والراء أصل أحدها لون، والآخر الرجوع، والثالث أن يدور الشيء دورا، مشتق من الحَوْر، وهو الرجوع إلى الشيء وعن الشيء، قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى يحور حتى سمعت أعرابية تقول لبنية لها: حورى، أي أرجعي . وفي القرآن الكريم: “إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ” أي لن يرجع إلى الله تعالى مبعوثا محشورا،  قال لبيد:

 

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه

 

يحور رماداً بعد إذ هو ساطع

 

والحوار: مراجعة الكلام، والمحاورة: المجاوبة، وأحار الرجل الجواب أي ردَّه، وما أحاره أي ما ردَّه، والمتحاورون قد يرجع أحدهم إلى رأي صاحبه أو قولـه أو فكره، رغبة في الوصول إلى الصواب، أو للاستفسار، أو الرد والتفنيد.

 

وعليه فالمعنى اللغوي يرشد إلى الرجوع إلى حقيقة الشيء بعيدا عن ملابساته.

 

الحوار اصطلاحاً: أحيانا نجد مفردات لم تتناولها كتب الاصطلاح والمعرفة كتعريف ولكن نجد لها بيان متنوع تبعا لبحث المفردة ووجودها فتجدها مرة في كتب التفسير وأخرى في العقيدة وثالثا في كتب الفلاسفة ومقالاتهم وهكذا غيرهم، وفي جميع ذلك نجدهم يطلقون على الحوار بمصاديقه وهو أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف، فيتبادلان النقاش حول أمر معين، وقد يصلان إلى نتيجة موافقة لكلا الطرفين، وقد لا يقنع الآخر ولكن السامع يأخذ العبرة ويكون لنفسه موقفا، وعلى هذا الأساس هناك تقارب بين المعنى اللغوي والاصطلاحي من حيث تناول كلا المعنيين لمادة الحوار ويتناقش الطرفان بها آيات قوة وصحة هذا الطرف عن ذلك لذا عدت بعض أفراد المحاورة – المناظرة- باعتبار نقاشهما حول مادة الحديث المراد إثباتها أو العكس.

 

يتبع…

 

إعداد: محمد محسن الحوثي

المصدر: الوفاق/ خاص