من "سلسلة الشمس في مهبط ملائكة الله":

المسيح في ليلة القدر

يصوّر كتاب "المسيح في ليلة القدر" العلاقة الوجدانيّة الوثيقة بين قائد الثورة وعوائل الشهداء المسيحيّين في إيران

2023-01-21

تتميّز الثورة الإسلاميّة في إيران بالعديد من الخصائص والميزات، نكتفي بذكر أمرين منها، وهما:

أولاً: القيادة العلميّة الحكيمة والشجاعة: فلا يخفى على أحد في هذا العالم أثر قيادة الإمام الخميني (قدس) في استنهاض كلّ شرائح الشعب على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وقوميّاتهم، وذلك من خلال التواصل الصادق والخطاب الإسلاميّ الأصيل معهم. وعلى المنهج والقيم والثوابت نفسها حفظ الإمام الخامنئي (دام ظله) نهج الإمام، وأكمل درب الثورة في بناء الدولة الإسلاميّة العزيزة والقادرة، بل والمتفوِّقة علماً وتقدّماً وحضارة.

ثانياً: الاعتماد على الشعب: فالثورة الإسلاميّة في إيران هي من الثورات الفريدة في هذا العالم، لأنّها استندت في قيامها ونهضتها وانتصارها ونظامها السياسي إلى وعي الشعب وقوّته وعزّته.

وها هي قوافل الشهداء التي قدّمها أبناء الشعب الإيرانيّ في بدايات الثورة الإسلاميّة، وبعد الانتصار في الحرب المفروضة على إيران، دليلٌ على الحضور الحيويّ والفعّال لهذا الشعب في الثورة وبناء الدولة. وما يُميّز شهداء الثورة الإسلاميّة في المرحلتَيْن، هو أنّك ترى جميع النّاس على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم وأديانهم يواجهون الظّلم والظّالمين…، ويؤثرون العزّة والكرامة على الحياة الذليلة. لهذا، نجد أنّ الشهادة وتقديم القرابين على مذبح العزّة كانت سمةً تميّزت بها جميع شرائح المجتمع الإيرانيّ.

وهذا الكتاب “المسيح في ليلة القدر” هو عيّنة من تضحيات هذا الشّعب، إذ يصوّر العلاقة الوجدانيّة الوثيقة بين قائد الثورة وعوائل الشهداء المسيحيّين في إيران.

فالكتاب من النتاجات المُهمّة لمؤسسة “صهبا”، والذي يهتمّ بالتعريف بجوانب من البرامج النورانيّة المتواصلة للإمام القائد الخامنئي، أي حضوره في منازل الشهداء. وهو برنامج بدأ سنة 1984م في أصعب فترة من أيام الحرب المفروضة على الجمهوريّة الإسلاميّة، وما زال مستمرًّا حتى اليوم، وفي كلّ مورد من موارده لفتات لطيفة ودروس قيّمة وعبر للناس.

و”المسيح في ليلة القدر” هو عنوان الكتاب الثّاني من “سلسلة الشمس في مهبط ملائكة الله” الّتي أصدرتها مؤسسة “صهبا”. فمن بين اللقاءات العديدة لقائد الثورة مع عوائل الشهداء تمتاز لقاءاته مع عوائل الشهداء المسيحيّين بجاذبيّة خاصّة وخصوصيّات مميّزة، فلقد زار سماحته منذ سنة أربع وثمانين ميلادية وإلى الآن منازل ثمانٍ وعشرين أسرة شهيد مسيحيّة، وقد استمرّ على هذا المنوال في فترة رئاسته للجمهورية، ولا يزال في مرحلة قيادة الثورة.

في الختام، لا بدّ من توجيه الشكر إلى كلّ من ساهم في نقل هذا الكتاب إلى العربيّة، ولا سيّما فريق الترجمة، ونخصّ بالذكر الأخت عزة فرحات، والأخت إيمان صالح، وفريق التصحيح اللّغوي والتحرير ولا سيّما الأستاذ عدنان حمود، ومركز المعارف للترجمة والتعريب الّذي كان له الجهد الأكبر على مستوى الترجمة وإدارة هذه العمليّة، والتقويم العلمي للترجمة.

الوفاق