وفي أحيان أخرى يتخلى البعض عن أحلامه أو يضعها جانبا إرضاء للعائلة لتعزيز إرثها الطويل في مجال ما، أو خوفا من الخروج من منطقة الراحة!
ويعد النجم الأوروجواياني دييجو فورلان مثالا عمليا على ذلك، فرغم أن شغفه كان كبيرا بالتنس في طفولته ومراهقته، ورغم أنه كان واعدا للغاية، إلا أنه لم يتمكن من الفكاك من تاريخ عائلته الكروي: أبوه وجده وشقيقه أيضا!
ولم يُخف فورلان موهبته عن بعض زملائه في الفرق التي لعب لها، خاصة مانشستر يونايتد الذي عاش فيه لحظات مجنونة أعادته لشغفه القديم عام 2003.
في جولة ما قبل الموسم في ذلك العام قاد حظ فورلان السعيد بعثة يونايتد في الولايات المتحدة لمقر شركة نايكي، بمدينة بورتلاند في ولاية أوريجون، حيث وجدوا بعض ملاعب التنس، وعلى الفور أراد خوض مباراة.
كان خصمه في هذه المباراة المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي، وسريعا اشتعلت الأجواء، وزادت الضغوط على فورلان الذي با متوترا بعدما راهن عليه غالبية زملائه (بالمال) ومعهم السير أليكس فيرجسون المدير الفني وقتها.
وصرح فورلان ضاحكا بحسب ما نقل موقع ذي أتليتك: “الضغوط كانت شديدة ولم يكن أحد يعلم ما بداخلي، لقد كنت أقول يجب أن أفوز. كنت أفضل من رود”.وتابع: “اختارني السير أليكس وتوقع فوزي مثل الجميع، وكان يشجعني.
لعبنا شوطا فاصلا لكسر التعادل، وفزت. الأمر يشبه ركلات الترجيح قد تخسر فيها أحيانا وإن كنت تستحق الفوز. لأن نقطة واحدة قد تكون حاسمة”.
الآن، وبعد اعتزاله كرة القدم، فورلان يبلغ 45 عاما، وقد أصر على إرضاء شغفه ولو بالقليل في الأمتار الأخيرة من مسيرته الرياضية، ولذلك انتهى به الأمر باللعب على المستوى الاحترافي في جولة الماسترز التابعة للاتحاد الدولي للتنس “ITF”.
ولعب فورلان لأول مرة ضمن منافسات فئة ما فوق 35 عاما، ثم انتقل إلى فئة 40+، ثم +45 لكنه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سيخوض للمرة الأولى منافسات احترافية في بطولة أوروجواي “مونتيفيديو المفتوحة”.
ونال فورلان دعوة للمشاركة في البطولة للعب في منافسات الزوجي رفقة فيديريكو كوريا.
وحاليا يحتل فورلان المركز 744 في تصنيف الاتحاد الدولي للتنس لمن تتخطى أعمارهم 40 عاما، والمركز 108 لما فوق 45، علما بأنه لعب حتى الآن 11 مباراة في العام الجاري جميعها في الملاعب الرملية: فاز 8 وخسر 3.