سيد حسين بدر الدين الحوثي نموذجاً

المنهجية القرآنية في الحوار مع الآخرين (7)

كان السيد على خلق عظيم، يمتلك أسلوبا جذابا ومؤثرا للغاية، فما أن يتكلم حتى يهدأ ويسكن المئات من الحاضرين في مجلسه، كان يحاضر ويناقش ويحاور بأسلوب قرآني مؤثر جدا تصل كل كلمة من كلماته إلى أعماق النفس، وتؤثر كلماته، ومحاضراته، ودروسه تأثيرا بليغا في أعماق النفوس، وتحرك كل المشاعر والوجدان، وتلامس خصائص النفس البشرية.

2024-10-28

يقول  الباحث التونسي/ منصر الهذيلي : “أنصح بالاطلاع على ما ترك حسين بدر الدين الحوثي من نصوص ومحاضرات، يبدو ما تركه بسيطا جدا مقارنة بما قد تقع عليه اليد من كتب ولكنّ البسيط  في زمن التّعقيد المعمّم قيمة عظيمة، لا أعتقد أنّه كتب ما كتب وقال ما قال لينافس جهابذة الفكر والنظرية والأيديولوجيا، هو سلك لينفذ ويفعل ويغيّر، وأرى أنّه ينجح في ذلك بعد موته نجاحا بعيدا.. هو تقريبا يعود إلى الأصل القرآني ليستنطقه لزمنه الماثل وجغرافيته المحايثة، ولا يحرص كثير الحرص على استحضار زمنية اسلامية بكلّ ما رسّخت من أفكار وخلاف وجدل، هو يقفز على ما كان ويربط بين قرآن وهنا وآن، في خلفية هذا المنهج رؤية والرؤية التي تتأسس على البسيط أكثر وضوحا وأقدر على الفعل والإنجاز، بينما تتأسّس على المعقّد رؤية مشوّشة وإن كانت بديعة وجاذبة التركيب.. شخصيا أجد هندسة التصوف النظرية في فكره ولكن التصوف الحوثي تصوف حركي، هذا في أدنى الأحوال، يثبت أنّ التصوف يمكن أن يتحوّل حركة وحركية، إذا كان إذن يكون”.

 

وكان السيد على خلق عظيم، يمتلك أسلوبا جذابا ومؤثرا للغاية، فما أن يتكلم حتى يهدأ ويسكن المئات من الحاضرين في مجلسه، كان يحاضر ويناقش ويحاور بأسلوب قرآني مؤثر جدا تصل كل كلمة من كلماته إلى أعماق النفس، وتؤثر كلماته، ومحاضراته، ودروسه تأثيرا بليغا في أعماق النفوس، وتحرك كل المشاعر والوجدان، وتلامس خصائص النفس البشرية.

 

وكانت شخصيّة السيّد/ حسين شخصيّة قياديّة وتتمتّع (بكاريزما) عالية وجذّابة جدّا قل نظيرها، كما كان يتمتّع بالحكمة والبصيرة، وسعة الصّدر، وعلوّ مكارم الأخلاق، والحيويّة والنّشاط، وكان يمتلك أعلى القدرات في التّبيين والتّوضيح، والطّرح، والتّثقيف، ويتمتّع بأعلى الخبرات السّياسية، والإدارية، والفنيّة، وقد حباه الله بأعظم الصّفات الإيمانيّة، والمميّزات القياديّة التي كانت من أبرز مكوّنات شخصيته، ولعبت دوراً أساسياً ومحوريّاً فيها، وقد عُرف السّيد بنفوذه الواسع وتأثيره الكبير على محيطه، ومجتمعه، وزوّاره ومع كلّ من كان يلتقي به ويحضر مجلسه من عامّة النّاس ونخب المجتمع، وعندما تحضر في مجلسه وتستمع لدروسه ومحاضراته القرآنية، ومناقشاته وأطروحاته لا تمتلك إلاّ أن تقول ما قاله الجنّ يوماً من الأيام في حضرة جدّه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما قالوا: (إنّا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرّشد فآمنا به ولن نّشرك بربّنا أحدا) وهذا والله ما لمسته وعايشته بنفسي.

 

ولقد حظيت أطروحاته ودروسه ومحاضراته بسرعة الانتشار والتداول، وكانت حديث السّاعة والنّاس في المجالس والمدارس وفي كل مكان.

 

لقد حمل السّيد حسين همّ الأمّة بكلّها، وحمل قضيّة الأمّة وشعوبها على عاتقه، وتحرّك لرفع الظلم عن كاهلها، وتخليصها من هذه الحالة، وهذا ما تنضح به الدّروس والمحاضرات لقد لعب السّيد دوراً تمهيديّا قبل انطلاقة المشروع على المستويات السّياسية، والفكريّة، والثقافيّة، والاجتماعيّة في محيطه ومجتمعه من خلال آرائه، ونظرته الثاقبة، ونشاطه الاجتماعي، والثقافي، والسّياسي، والخدمي، والتنموي، وكان محطّ احترام وتقدير الجميع، وكانت كلّ القلوب تكنّ له خالص المودّة، والاحترام، والتقدير إلى درجة الذوبان.

 

ما تميّز به السّيد حسين هو القدرة الفائقة على التقييم والتحليل، تقييم وتحليل الأحداث والمستجدات، والتقييم والتحليل الدقيق والموضوعي للتراث الفكري والثقافي، مع تقديم كافة الحلول والمعالجات برؤية قرآنية، ومعايير إلهية مما أعاد الاعتبار للإسلام بمنهجه العظيم وقيادته الربانية، وقد احتوت الدروس والمحاضرات على رؤية تقييميّه وتحليليّه شاملة.

يتبع

المصدر: الوفاق/ خاص