حيّوا على التكافل الإجتماعي

2023-01-21

بقلم محمود موالدي

إذا كان مفهوم (المقاومة) هو رد فعل طبيعي مبني على عقيدة وجدانية راسخة تشمل أداء محدد في النواحي المختلفة من جوانب الحياة العامة، وإذا كان ترسيخ هذا المفهوم يتجلى في ساحات الجهاد والرباط بالثغور وميادين القتال، فإن عمق المفهوم المقاوم، هو في التصدي لمختلف ظواهر الإستبداد والمفاسد والإستغلال والعمالة.

إن الخط الولائي بني على سيرورة الرسالة المتمثلة بنهج أمير المؤمنين علي ابن طالب(ع ) في ترسيخ موائمة الحق بين النهج القرآني والتطبيق العملي وعلى خواص الثورة الحسينية الناهضة التي جمعت كل طقوس الفلسفة الإنسانية بتجربة خلاقة عامرة وطاهرة.

من هذه النقطة تجمعت أقطار اللوحة العظيمة لما سمي اليوم بمفهوم المقاومة التي تأخذ بيان العمل الاجتماعي والإنساني والصحي والثقافي وحتى المعرفي بروافع عمل تتشبه بالإعلام والصحافة والكتابة .

من أدوات حداثية مؤثرة على المجتمع فما تتعرض له اليوم دول المحور المقاوم من حرب اقتصادية وما يرادفها من فساد متأصل في حياتنا البنيوية الإجتماعية والسياسية في ذهنية بناء الدولة، يجعل مهمة كل فرد مقاوم متشعبة من جهة ولصيقة للمجتمع من جهة ثانية، فما كرسه الحزب من شروع في عمل (التكافل) الإجتماعي يفتح الباب واسعاً لفهم أعمق وأدق لحالة المقاومة المبنية بالعقيدة المقدسة والشريفة البعيدة عن أطماع المناصب وعفن الإدارات وتباطؤ المؤسسات ودخولها في نفق البيروقراطية السوداء، نعم… إنها المقاومة يا صديقي في ندائها الحي الصادق، فإذا كانت  الدعوة في القريب الماضي للجهاد حي على خير العمل، فإنّ دعوة الحاضر والمستقبل القريب حي على التكافل… فليبقى قرارنا مقاومة إجتماعية.