د. محمد هزيمة- ستون عاماً كما تمنى “وما أجملها في الستين” قالها السيد شهادة هي إحدى الحسينين نال ما تمنى ليلتحق الحبيب بحبيبه وابن خالته رفيق دربه معلمه وملهمه الذي بقي بجانبة رقما صعبا على كاهله مسؤوليات جسام في التنظيم حمل فيها العبئ الأكبر بباسلة وبقي حتى لحظة الشهادة مرشحاً ليكون أميناً عاماً ولم يتخلف يوما عن ساحة جهاد ليبقي حاضرا في ميادين السياسة والأمن وفي تحويل الحزب إلى مؤسسات فولاذية يصعب خرقها ضمن رؤية تطوير الهيكلية الإدارية والإشراف على الوحدات مطلقا مرحلة جديدة في عمل الحزب تتجاوز حدود الوطن ما أسهم في ارتباط الجاليات فيه بمشروع المقاومة ودعن مشروعها ضمن ثقافة المقاومة ونشر مفاهيم التحرر والالتزام بقضية الأمة المركزية وثوابتها في الدفاع عن فلسطين وشعبها ورفض العدو الصهيوني بكل أشكاله ما أضفى هذا نهضة وعي عند اجيال كبيرة ربما كانت لم تعرف الوطن ولا القضية وولدت بالخارج حافظ عمل السيد على انتمائها وزرع فيها روح الجهاد والايمان الممزوج بالعمل على قاعدة التكامل بين الخارج والداخل الذي كانت تظهر فيه ملامح نهج جديد حملة السيد هاشم صفي الدين الذي طلبه السيد حسن نصرالله من إيران بالعام أربعة وتسعين بعد متابعة له حيث لفت أنظار أساتذته ومتابعيه وبمقدمهم الشهيد عماد مغنية.
وبدورة لم يتأخر عن واجب كما عرف عنه جدية وحزم طيبة وعزم توجها بالتواضع والقرب من القواعد ما اضفى نظره جديدة للمقاومة لم يعرفها العالم من قبل وليس لبنان فقط ثابر فيها السيد بكافة المراحل بهدوء وتعقل وعمل على حلحلة كافة مشكلات كانت تعترض الحزب منذ انطلاق مسيرته في بيئة خاصة متشعبة بوطن منقسم على نفسه بقي العدو الاسراىيلي يحتل جزء منه تولى حزب الله مقاومته حتى أخرجه من لبنان مدحورا مخلفه جيش من العملاء تركهم العدو ليكونوا مشروع فتنة مذهبية تجاوزها حزب الله بحكمة ورؤية عاد وكررها بعد انتصار الفين وستة حيث أهدى النصر إلى اللبنانيين جميعا مسقطا مشروع انقسام كانت بصمات السيد هاشم واضحة فيه بمتابعة من السيد نصرالله شهيد القدس الذي ترك استشهاده أثرا في حياة الأمة وتجاوز حدود الوطن إلا أن المسيرة مستمرة بعد أن عمدت بدم القادة لينتصر الدم على السيف من جديد من كربلاء العصر فإذا كان العمل الجهادي قدر الاحرار فإن الشهادة أمنية لا بل مرتبة عظيمة يسعي لها المخلصون.
ومن اكتر اخلاصا من السيد هاشم الذي اشتاق الى رفيق درب السيد حسن الذي بقي نهجا بعد شهادته وارثا مقاوما نبراسا يجسد عقيدة الجهاد الأعظم عند طائفة المؤمنين بالقضية الذين يحبون الحياة بكرامة بعيدا عن الاستسلام والارتهان وبيع المواقف التي لم يعرفها السيد نصرالله زارعا الامل بنصر هو وعد من الله عمل له السيد باعداد مقاومة قوية جهزها برباط مقدرات تحتاجها الجبهة لصناعة الانتصار يرسمها قادتها خطط صحف منزلة ايات نصر بينات تلمع سيوف الحق صليات تصيب اهداف العدو وشهب مسيرات ورجال في الميدان باعوا لله حماجمهم مربحت تجارتهم نصرا عزيزا يشرق فيه وجه السيد بدرا يضيى ظلمة ليل حالك لن يطول فالمسيرة مستمرة والنصر قدر وحزب الله استوعب الصدمة واعاد ترتيب أوراق وولى وجهه الجبهة ومن هناك يصنع الانتصار فرغم غياب القادة وفراغهم سيبقى نهج قضيته كوكب يؤكد حتمية الانتصار.