يُعتبر تقدير العمر البيولوجي للدماغ بناءً على الخصائص الهيكلية والوظيفية أداة فعالة في تقييم عملية شيخوخة الدماغ وتوقع التغيرات المعرفية. لهذا الغرض، يجب فحص الدماغ بشكل كامل وشامل وجمع خصائصه كبيانات دقيقة.
وقال عضو الهيئة التدريسية في كلیة العلوم بجامعة طهران حول الطريقة الجديدة المصممة لتقدير عمر الدماغ البشري: “تم تصميم هذه الطريقة بناءً على التعلم الآلي واستخدام صور الرنين المغناطيسي، وهي قادرة على تحقيق دقة عالية في تحليل وتقدير عمر الدماغ دون الحاجة إلى بيانات واسعة ومكلفة”.
وأضافت الدكتورة هدية ساجدي: “تستخدم هذه الطريقة الشبكات العصبية المعقدة وخوارزميات التعلم العميق لتحليل صور الرنين المغناطيسي للدماغ بشكل مقطعي”. وتابعت: “في هذه الطريقة، يتم استخدام مسارين لتحليل المعلومات في وقت واحد: المسار المحلي الذي يركز على فحص أجزاء معينة من الدماغ، والمسار العام الذي يعتمد على رؤية شاملة للتحليل، ثم تُعالج النتائج المستخلصة من كلا المسارين بواسطة قسم خاص للتصحيح والتركيب النهائي. وفي الختام، يقدم هذا المعالجة المدمجة تقديراً دقيقاً للعمر البيولوجي للدماغ، مما يجعله مفيداً جداً لتقييم الحالة الدماغية والصحة المعرفية للفرد بسرعة ودقة.
وتحدثت هذه الباحثة في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي عن إمكانية تطوير هذا النموذج في المستقبل، قائلة: “يمكن للطريقة المقترحة أن تتحول إلى أداة شاملة لتوقع وتحليل عملية شيخوخة الدماغ. على سبيل المثال، من خلال جمع بيانات إضافية وتحسين تقنيات التصوير، يمكن تطوير نماذج متقدمة تعمل مع بيانات أكثر تعقيداً وتحدد أنماطاً أكثر دقة لشيخوخة الدماغ”. وأضافت: يمكن أيضاً استخدام هذه التكنولوجيا كأداة لمراقبة حالة الدماغ بشكل مستمر، مما يساعد الأطباء والباحثين على فهم عملية شيخوخة الدماغ على نطاق واسع ومع مرور الوقت.
وتابعت هذه الأستاذة في جامعة طهران حول تطبيق النماذج الذكية في الطب: “لا تساعد هذه الطريقة الجديدة الأطباء والباحثين فقط في تشخيص وعلاج الأمراض المرتبطة بالعمر، بل تفتح الطريق أيضاً لظهور أدوات أكثر تقدماً وفعالية من حيث التكلفة في مجال الطب من خلال إنشاء قاعدة علمية لتطوير التكنولوجيا المستقبلية.. ويمكن أن تؤدي الاستثمارات في مثل هذه المشاريع، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة، إلى تأثيرات إيجابية على تحسين الصحة العامة وتقليل العبء المالي لعلاج الأمراض المرتبطة بشيخوخة الدماغ.
وتحدثت عن مزايا أخرى للطريقة الجديدة المقدمة، قائلة: “تتميز هذه الطريقة بسرعة كبيرة في المعالجة، وقادرة على تقدير العمر البيولوجي للدماغ عند تلقي صورة الرنين المغناطيسي في أقل من ثانية واحدة. تعتبر هذه السرعة مفيدة بشكل خاص في التقييمات السريرية والمراقبات السريعة، ويمكن أن تساعد الأطباء على تقييم الحالة المعرفية لمرضاهم بدقة أكبر وبدء التدابير الوقائية والعلاجية في الوقت المناسب”.
وأضافت: “يمكن أن تكون طريقة الباحثين في جامعة طهران لتقدير العمر البيولوجي للدماغ البشري خطوة فعالة في التشخيص المبكر للأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة، مثل الزهايمر وباركنسون”.