القرآن يمنح الثقة: القرآن الكريم يعطي طمأنينة، يجعلك واثقاً من الطريقة التي أنت عليها، واثقاً ليس فقط مثلما تقول : يفرض لها وثوقاً، وثوق حقيقي، تثق بهذه الطريقة، فتكون مطمئناً، ما تخاف أن هناك شيئاً ممكنا يغلب ما لديك أبداً؛ جاء الأسلوب في القرآن الكريم بطريقة أنه يأتي للإنسان من كل جهة، منطق بشكل مقنع، وترغيب، وترهيب، واستعطاف، بكل الوسائل؛ ولهذا نجح، وانتشر الإسلام بشكل كبير في فترة قصيرة، مع أن الفلاسفة كانوا . يغرقون مع بعضهم بعض، ما تلمس بأنها اتسعت فلسفة معينة، متى ما اتسعت مثلاً أحياناً فلسفة معينة فتكون على أساس أنها توافقت مع سياسة نظام معين، لأن القرآن هو نزل وهو واثق من نفسه، القرآن في الدنيا هذه واثق من نفسه؛ لأن ما هناك أي ثقافة أخرى، أو ديانة أخرى، أو منطق آخر يمكنه أبداً أن يتغلب عليك أبداً، من ينطلقون بانطلاقته، من يتثقفون بثقافته، من يعرفون هداه يكونون بهذا. الشكل.. أي ثقافات أخرى غير القرآن يقع واحد في أخطاء كثيرة جداً.. والقرآن هو بهذا الشكل يتثقف به المسلمون ثم ينطلقون، ينطلقون على أساس هـداه، بمنهجيته، بـرؤاه، بمفاهيمه، بطرحه، بكل ما فيه، وهنا هو بهذا الشكل الذي قال: “لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلَّه”، “ويأبى الله إلا أن يتم نوره” ويمشي بعد ذلك يناظر، يقرأ، يلتقي بيهود، يلتقي بنصارى، يلتقي بأي شخص من أي طائفة من طوائف المسلمين، لكن عليه ان يعرف منهجية القرآن أولاً في التعامل مع الآخرين.. ولا مناظرة أو محاججة بغير القرآن “فمن عمي عن حججه فلن يبصر” فلن يبصر لو عيونه مفتوحة كيفما كانت “ومن حاج بغيره فلن يظفر” هذه قاعدة هامة، ومن حاج بغير القرآن فلن يظفر، لن يكون له الظفر، ولن يكون له الغلبة، ولن تكون له الحجة إذا كان يحاج بغير القرآن، وعلى غير منهجية القرآن، وعلى غير رؤى القرآن فلن يظفر.
المحاججة “المجادلة” في الحوار: يقصد الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- بالحوار مع الآخر، المجادلة ترادفها “المحاججة”، كمفهوم قرآني، بدأه بالمحاججة في نبي الله عيسى بن مريم –عليه السلام، “فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ” في شأن عيسى “مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ”، هذا هو العلم الذي جاءك “إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”، وما تقدم وما تضمنته أيضاً آيات أخرى في موضوع عيسى قصته وقصة أمه، “فمن حاجك فيه”، جادلك يحاججك “مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ”، يجمع كل واحد منا أعز ما لديه بالنسبة لأسرته أقرب الناس إليه يجمعهم من أجل يضرب هو وكل ما حوله وأعز الناس إليه أقرب الناس إليه، ثم انتقل إلى قضايا أخرى، موضحا أسس- ضوابط- الحوار، أو كما أطلق عليها “القواسم المشتركة”، كما سيأتي في المطلب الثاني، من هذا المبحث.
الحجة والبرهان: إن الإسلام يريد للإنسان أن يحصل على القناعة الذاتية المرتكزة على الحجة والبرهان، في إطار الحوار الهادئ العميق، سواءٌ في ذلك قضايا العقيدة وقضايا الحساب والمسؤولية؛ فلكل سؤال جواب ولكل علامة استفهام تواجه الإنسان في الطريق، علامات في كل منعطف تشير إلى سواء السبيل، وهذا هو الأساس الإسلامي، في اعتبار الحوار قاعدة أساسية في دعوته الناس إلى الإيمان بالله وعبادته.
المعرفة العلمية: بمعنى التحصيل المعرفي على أساس خطوات البحث العلمي، يقول الشهيد القائد: “يجب أن تفهم أنت منهجية المعرفة، لا تعتقد أن المعرفة معناها أنه في يوم واحد، أو في شهر واحد، شهر واحد يجب أن تعرف كل شيء، هذه هي منهجية غير صحيحة حتى ولو من الناحية العلمية السائدة الآن في الدنيا: أن أهم مصدر في المعرفة هو ما يسمى بالبحث العلمي أن المعرفة تأتي ضمن مسيرة، ضمن حركة، تأتي المعرفة بهذا الشكل، فعندما تتسع دائرة مهام الناس، تتسع ماذا؟
يتبع..