مسجد تون الجامع، المعروف حالياً باسم المسجد الجامع القديم، هو من الاماكن اللافتة بمدينة فردوس في محافظة خراسان الجنوبية. وهذا المسجد يعتبر بهندسة واعمال الزينة التي فيه من الأبنية التي يقل نظيرها، وكان في الماضي يحتوي على اعمدة ضخمة جداً.
ويعود تاريخ مسجد تون الى فترة حكم السلاجقة، وأول مرة ذكر فيها بكتب التاريخ هي في كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) للمقدسي في النصف الثاني للقرن الرابع للهجرة، وقد ادرج في قائمة الآثار الوطنية الايرانية.
هذا المسجد الذي بقي كتذكار تأريخي، يحتوي على ايوانين اثنين على نظير الايوانات الخراسانية، علماً ان ايوانه الشرقي وجزء آخر انهار في الزلزال الكبير في بوابات الحكم الصفوي، ثم جرى فيما بعد، ابان الفترة الصفوية، اعادة بناء 3 أضلاع من المبنى، وبقي ايوان (القبلة) والقبتين على طرفيه.
بالنسبة للهندسة والزينة وأعمال الطابوق على وجه الايوان الغربي فتعود للقرنين الخامس والسادس هـ.ق. وفي الفترة السلجوقية.
وتم في اوائل الحكم القاجاري بناء حرم باسم (حرم آخوند ملا اكبر) في الجهة الشرقية للمسجد، ويحتوي هذا الحرم على 100 عمود ضخم، وأنهار كله في زلزال العام 1968م.
يبلغ ارتفاع ايوان المسجد 16 مترا مغطى بطاق واشكال هندسية من الطابوق بمساحة 60×60 سنتيمترا. ووسط الاماكن الفارغة بين هذه الاشكال كانت توجد قطع من الكاشي لم يبق منها سوى 3 أو 4 قطع. وتوجد على الجص في الواجهة الداخلية للإيوان آثار من الرسوم.
وفي قسم آخر من المسجد، يشاهد حرم واسع بأعمدة عددها 100 عمود وقطر كل منها مترين. وللحصول على النور لداخل المسجد جرت الاستفادة من المرمر الشفاف الشبيه بالزجاج، والذي تم تركيبه في سقف الحرم وبين الاعمدة. وتقتصر هذه الهندسة على هذا المسجد فقط.
يذكر ان مدينة فردوس هي مركز مقاطعة فردوس، وتبعد مسافة 345 كيلومترا جنوب مشهد و195 كيلومترا شمال غرب مدينة بيرجند. وتقع على محور اتصال محافظات يزد وكرمان واصفهان وبوشهر وكرمان وفارس بمدينة مشهد.
والمدينة معروفة اليوم بسبب الانواع الجيدة من الرمان والزعفران المزروعة فيها.
