هذا الإبن الضال من ذاك المُجرم

بعد انتصار الثورة الاسلامية رأينا أن وقوف ايران الى جانب الشعوب والدول الاسلامية والعربية أصبحت أولوية سياسة ايران وأن يكون لديها أفضل العلاقات مع هذه الدول

2023-01-21

شرطي المنطقة! هذه التسمية التي كان قد أطلقها الغرب والأمريكان على الشاه ونظامه، هذا النظام الذي كان ينفذ تماماً مآرب الغرب، وكان يعمل في المنظومة الصهيو-أمريكية، وهذا هو تراث استمر عليه من والده المقبور رضا شاه الذي جاء به البريطانيون الى الحكم، فلذلك ليس من الغريب أن يساعد الإبن محمد رضا شاه الذي اصبح الملك الثاني في نظام بهلوي الدكتاتوري الصهاينة في حرب 67 ويقف الى جانب الغرب بعد قرار تأميم قناة السويس وأن ينضم الى حلف بغداد، ويتخذ سياسة عنصرية ضد العالمين الاسلامي والعربي.

والأسوأ أنه يحكم بلاده بنظام قمعي دكتاتوري مدعوم من الغرب الذي كان يدّعي دوماَ الدفاع عن حقوق الانسان،في الوقت الذي استشهد عشرات الالاف من أبناء الشعب الايراني على يد نظام الشاه البائد وعشرات الآلاف منهم كان يعذب في سجون الشاه تحت اشراف مستشارين أمريكان وصهاينة يعمل معهم جهاز استخارات الشاه (السافاك)، ولم يكن غريباً عندما يأتي ويوقع قانون الحصانة للامريكان، بمعنى أن أي أمريكي اذا قام بعملية إجرامية ضد مواطن ايران وحتى لو كانت عملية قتل، يتم نقل ذلك المجرم الأمريكي الى الولايات المتحدة ولن تتم محاكمته في ايران،الى جانب ذلك جعل الشاه البلاد تابعة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً للغرب، هذا البلد المعروف بقيمه وثقافته وتاريخه العريق،ولكن ايران في تلك الفترة أصبحت دولة مستوردة وغيرمنتجة وكانت المرأة محرومة من حقوقها، والشعب كان يعيش في أسوأ الاوضاع الاقتصادية.

أما عندما أشرقت شمس الثورة بقيادة الامام الخميني(قدس سره الشريف) بنهضته الثورية الاسلامية أكد على استقلال وسيادة البلاد، ومن اولى كلماته في عام 1963 كان يؤكد فيها على وجوب الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومواجهة خطر الصهيونية والغرب، فالثورة الاسلامية كانت ثورة لاستعادة كرامة وسيادة واستقلال وعزة وشموخ البلاد، وعودة ايران الى محيطها الاسلامي، وبعد انتصار الثورة الاسلامية رأينا أن وقوف ايران الى الشعوب والدول الاسلامية والعربية أصبحت أولوية سياسة ايران وأن يكون لديها أفضل العلاقات مع هذه الدول، وخلال هذه السنوات أثبتت ايران ذلك من خلال دعمها اللامحدود للقضية الفلسطينية بجميع الوسائل والوقوف الى جانب الشعبين العراقي والسوري في حرب مكافحة الارهاب وهنا لافرق لايران بأن يكون هؤلاء شيعة أو سنة بل ايران تنظر اليهم بعين الاخوة.

فايران من شرطي للغرب خلال فترة نظام الشاه البائد أصبحت ايران الثورة التي تقف إلى جانب اخوانها المسلمين والعرب،وهي تؤكد دوماً أن قضايا المنطقة يجب حلها بالتعاون والحوار بين دول هذه المنطقة والان كنموذج نرى هناك حواراً جارياً بين طهران والرياض، فايران تنظر الى الدول الاسلامية وخاصة العربية من منطلق الاخوة والصداقة.

وهناك للأسف توجد بعض الدول في المنطقة مازالت تدعم بعض الحركات الارهابية الانفصالية التي تعادي الشعب الايراني، ومن بينها إبن الشاه المقبور، الذي قام والده عند هروبه من ايران في ذروة احداث الثورة بسرقة أكثر من 80 مليار دولار من أموال الشعب الايراني والآن هذه الدول وخاصة من خلال وسائلها الاعلامية تدعم هذا السارق إبن ذاك المجرم الذي كان يعادي الشعوب الاسلامية والعربية، وهو كذلك مستمر في طريق أبيه المعادي للشعوب المسلمة والعربية،ولكن على تلك الدول أن يكون في علمها أن الشعب الايراني يتمتع اليوم باستقلال وتطور عظيم في جميع المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية، لن يعود الى الخلف، وهو متمسك بثورته الاسلامية التي جلبت له العزة و الكرامة، كما أجدد وأقول ايران الثورة الاسلامية ستكون دائماً إلى جانب الشعوب والدول الاسلامية والعربية وترحب بتعزيز العلاقات مع هذه الدول.

 

المصدر: مختار حداد/ رئيس التحرير