من المقرّر أن يرسو الأسطول البحري 86 لبحرية جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المكون من سفن دانا ومكران في مياه البرازيل، ووفقاً لما أعلنته بعض المصادر البرازيلية أن الأسطول 86 التابع للبحرية الإيرانية، سوف يرسو في ميناء ريو دي جانيرو بالبرازيل خلال أيام قليلة.
الأسطول البحري الذي سيرسو في مياه البرازيل الأكثر تطورا في بحرية الجيش الإيراني، ويأتي في إطار تعزيز الأمن في البحار الدولية، ومواجهة هيمنة الإستكبار العالمي على المياه الدولية، لا سيما أن هذه التحركات تأتي في ظلّ تواصل التصعيد الغربي الأمريكي بالقرب من المياه الإيرانية.
وتعد المدمرة مكران جزيرة متنقلة يبلغ وزنها 121 ألف طن حولتها البحرية العسكرية إلى واحدة من أكبر مراسي طائرات الهليكوبتر من خلال تحويل ناقلة نفط الى حاملة مروحيات ضخمة. وانضمت هذه السفينة البحرية، التي تعد حاليًا أكبر سفينة عسكرية في البلاد، إلى البحرية الإيرانية في عام 2020 وهي مسؤولة عن دعم السفن الحربية التابعة للبحرية، يمكن أن تستوعب مكران 5 طائرات هليكوبتر على سطحها في نفس الوقت.
* تواجد القوات في قناة بنما
وكان الأدميرال شهرام إيراني قائد القوات البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قد أعلن في 21 من كانون الثاني الحالي، عن خطة تواجد القوة في قناة بنما، ويبدو أن هذا الهدف تحقق خلال مهمة الأسطول 86.
وبدأ الأسطول 86 للبحرية مهمته في أكتوبر من هذا العام بهدف الإبحار حول العالم، وكما ذكرت مصادر برازيلية، فإنه سيصل إلى هذا البلد في غضون أيام قليلة ويجب أن يمر عبر قناة بنما لمواصلة مهمته.
وبدأت القوات البحرية لجمهورية إيران الإسلامية مهماتها البحرية في المحيط منذ عام 2009 بهدف مكافحة القرصنة في خليج عدن والسفر 3000 كيلومتر إلى هذه المنطقة، وبعد ذلك وحتى اليوم وفي فترات زمنية معينة، قام الملاحون القتاليون من الجيش يتم إرسالهم إلى خليج عدن والبحر الأحمر والمحيط الهندي والمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي.
في العام الماضي، قام الأسطول البحري الخامس والسبعون للجيش، المكون من سفينتي سهند ومكران، بأكبر جولة بحرية عسكرية في تاريخ البلاد من خلال تواجده في ميناء سانت بطرسبورغ في روسيا، وقطع مسافة 250 ألف كيلومتر.
وفي تصريح له خلال الملتقى الوطني الأول للحضارة البحرية، قال الأدميرال إيراني: “أسطولنا البحري موجود في جميع المضايق الاستراتيجية في العالم باستثناء مضيقين، وهذا العام سنذهب إلى أحد المضيقين المتبقيين، كما نخطط للتواجد في مضيق بنما”.
وأضاف الأدميرال إيراني: “شكلنا ثلاث قيادات خاصة بالمحيطات، منها قيادة المحيط الهندي، وقيادة المحيط الهادئ، وقيادة المحيط الأطلسي. اليوم نحن موجودون في المحيطين الهندي والأطلسي وقريبا سنكون موجودين في المحيط الهادئ. المعدات التي ستنضم إلى البحرية في المستقبل تتماشى مع مهمة هذه القيادات الثلاث”.
*تحطيم الرقم القياسي
من المتوقع أن يحطم الأسطول 86 (المكون من سفينتي مكران ودانا) هذا الرقم القياسي ويزيد المسافة التي تقطعها أساطيل الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى حد كبير.
وكانت قد تصّدت البحرية الايرانية للعديد من محاولات القرصنة حول العالم في المياه الدولية، وكان آخرها خلال العام المنصرم عندما أعلن الأدميرال شهرام إيراني، قائد القوات البحرية: إنّ مجموعة المخابرات العملياتية القتالية الـ 84، التابعة لبحرية الجيش، استولت على زورقين أميركيين غير مأهوليين خلال مهمة في المياه الدولية.
وذكرت البحرية الإيرانية، في بيان لها في أكتوبر العام المنصرم، إنّها أوقفت “مُسيّرتَين مائيتَين أميركيتَين عرضتا الملاحة للخطر في أعالي المحيطات والبحر الأحمر”، مضيفةً: إنّ توقيف المُسيّرتين جاء خلال “مهمة البحرية الإيرانية لإرساء الأمن في أعالي البحار”.
وقال إيراني: على الولايات المتحدة أن تعلم أنّه إذا كان لها وجود بحري في مكان ما، فعليها الامتثال للقوانين الدولية، ويجب أن تعلم أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بوجودها القوي في المنطقة، ستتعامل بحزم مع أي خطوة تعرض أمن وسلامة الملاحة الدولية للخطر. وختم قائلاً: “إنّ الشرف العظيم لهذا الأسطول أنّه تواجد في المحيطات بحزم وقوة، وجهاً لوجه ضد الشر العظيم لأميركا”. وقبل أيام، انطلقت مناورات القوات البرية لحرس الثورة في منطقة ارس على حدود البلاد الشمالية الغربية، ووجّه القائد العام لقوات حرس الثورة الإيراني، اللواء حسين سلامي، تحذيراً واضحاً من أيّ تغيير جغرافي في المنطقة.
علاوة على البرازيل تواجدت البحرية الايرانية في مياه فنزويلا حيث قامت بإرسال ناقلات محروقات الى هذا البلد للمساعدة في تأمين احتياجاته من المحروقات في ظل الحصار الامريكي الجائر.
