تجنب العبارات المثيرة
ينطلق الشهيد القائد من قول الله عز وجل: {وَلَا تَسْبُوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسبُوا الله عدواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ رَبَّنَا لِكُلّ أُمَّةٍ عملهم ثمَّ إلَى رَبِّهِمْ مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملُونَ} (سورة الأنعام: الآية١٠٨)، هنا عندما تأتي الآية بهذا اللفظ: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله مع أننا وجدنا بالنسبة للقرآن الكريم فيه آيات كثيرة تتكلم عن هذه الأصنام، بعبارات، من خلال ضرب أمثلة مثلاً بأنها أوهن من بيت العنكبوت، وبأنها لا تنفع ولا تضر وبأنها لا تسمع ولا تبصر وأنها .. وأنها … بكلام كله سخرية بها، أليس سخرية ؟ في إطار كونه تبيين، لكن لأنه قد يكون هناك ربما من الناس من تكون عباراتهم بالشكل المثير لآخرين، يتجنبون هم التعبير، يتركون القضية لله سبحانه وتعالى، ولرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) في تبيين حالة هذه الأصنام؛ لأن الطرف الآخر هو يعتبره إلها، تأتي أنت بكلمة جارحة غير لائقة مثيرة قد تجعله ينشد إلى هذا؛ لأنه عنده بالنسبة لنفسه، وهو تربى على هذا، إله لديه، ليس معناه أن لا تتعرضوا للأصنام نهائياً، إلا لأنه قد يحصل هذا، وهذا شيء معلوم في حياة الناس، لذلك نقول في كثير من القضايا بأنه ليس مناسباً أن أي إنسان يتناول القضية الفلانية، لأن كل شيء يحتاج إلى حكمة، وكل شيء له أسلوب، قد يكون طريقة شخص معين بالشكل الذي يجعل هذا الإنسان يتخلى عما هو عليه من ضلال، وقد تكون طريقة شخص آخر بشكل يجعله ينشدُّ إلى ما هو عليه من ضلال، والله هو رحيم بعباده، ويريد لعباده جميعاً أن يهتدوا، فمن واجب المؤمنين أن تكون لديهم هذه الروحية، أن يكونوا حريصين على أن يهتدي الآخرون، فلا تأتي من جانبهم عبارات مثيرة وبالإمكان أن تأتي عبارات أخرى وتؤدي نفس الغرض المطلوب، وبأفضل وأكمل، وتؤدي إلى نتيجة طيبة بأن يهتدي هذا الإنسان أو ذاك، هذا بشكل عام، هناك نوعية من الناس نوعية محدودة من الناس الذين قد يكون مناسباً أن يأتي لهم عبارات قاسية؛ لأنه فعلاً عندما يأتي شخص يسب صنماً لكن بطريقة مثيرة، مع أن العرب يعتبرون الله سبحانه وتعالى هو إله أقدس من الأصنام هذه التي لديهم، لكن من أجل ماذا؟ من أجل نفسه، يستثار فيسب الله؛ لأجل هذا الشخص بأسلوبه المثير غير الحكيم، قد يؤدي إلى أنه يسب الله، فتكون أنت كأنك حملته على هذا بطريقتك غير الحكيمة.
المطلب الثاني: الأسس المنهجية للحوار مع الآخر
مشاهد الحوار التي حفلت بها آيات القرآن الكريم تتضمن جملة من الأسس المنهجية التي تضمن تحقيق الغايات والأهداف المرجوة من وراء الحوار مع الآخر، يرى أحد الباحثين أن هذه الأسس تتجلى إجمالا فيما يأتي:
أولا: الاعتراف بالآخر وبأن الاختلاف بين البشر حقيقة فطرية.
ثانيا: لا حدود للحوار مع الآخر.
ثالثا: تحقق المعرفة بالآخر.
رابعا: اعتماد العقل والالتزام بالمنهجية العلمية.
خامسا: التزام آداب الحوار
أسس – مرتكزات- الحوار لدى الشهيد القائد: يطرح الشهيد القائد عددا من الأسس –المرتكزات- التي يجب توافرها كي يصل الحوار إلى الهدف المنشود، يستنبطها من الآيات القرآنية، يقول: “أعني فيما لو قام حوار بينك وبينهم تعتبر هذه قواعد تمثل ضابطا لأن أي حوار بين أطراف لا بد أن يكون هناك قواسم مشتركة ـ التي يسمونها ـ يكون هناك قواعد قضايا يلتقي عليها الكل يعتبرونها ماذا؟ منطلقاً لحوارهم”.