السيد حسين بدر الدين الحوثي نموذجاً

المنهجية القرآنية في الحوار مع الآخرين (14)

أن تكون مؤمناً بالشيء يجب أن تكون واثقاً من نفسك بأنه صحيح وأنه أنت في موضع الثقة بما أنت عليه وتعطي ثقة تبدوا أمام الآخرين.

2024-11-06

ذكر أنها جمعت في قول الله عز وجل: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ”، واستنبط من الآية القرآنية عددا من الأسس-الضوابط- للحوار مع أهل الكتاب، يمكن الإشارة إلى أهمها:

 

– الدعوة الإيمانية: هذه دعوة إيمان هلموا آمنوا بهذه.

 

– تحديد القضية: الكلمة السوية الباقية: هذه الكلمة نفسها هي الكلمة التي قال الله هناك: “وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ”، قضية هي واحدة داخل دين الله أي ما لدينا ليس شيئاً خارجاً عن دين الله الذي أنتم تعرفونه.

 

– عبادة الله: دون غيره إلها واحدا!

 

– عدم الشرك بالله عز وجل: عندما تقولون في المسيح (كذا كذا كذا) إذاً هذا يتنافى مع القاعدة هذه، أعني هذا يعتبر شركاً، إذاً يجب أن تتخلوا عنها مع أن هذه الأشياء يؤمنون بها جملة عبادة لله، أن الشرك محرم في دين الله يؤمنون بها، هذه أشياء سائدة داخلهم كما قال عنهم في آية أخرى: “اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ”.

 

– عدم اتخاذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله: الآية!

 

هذه الأسس- البنود- الثلاثة الأخيرة جاءت من عند الله، ومعروفة عند أهل الكتاب – النصارى واليهود، يقول الشهيد القائد: “أليست هذه الأشياء أصول معروفة لديهم في الدين؟ وهناك شواهد عليها في ما لديهم في تراثهم شواهد على هذه؟ النصارى الآن لا يعتبرون أنفسهم مشركين هم ولا يعتبرون أنفسهم كافرين بالله، اليهود كذلك لا يعتبرون أنفسهم أنهم كافرين ومشركين بالله هم عندهم المشركون الفئة الأخرى المعروفة المشركين الذين هم ماذا؟ يعبدون أصناماً”، وتمثل هذه: أسساً، ضوابط للحوار أي هذه تمثل قواعد مشتركة هي في نفسها تعتبر مقاييس يتم على أساسها بيان ما هناك من أخطاء..

 

ملامح المنهجية القرآنية

 

 تتجلى في عدة أمور منها:

 

– الثقة فيما تدعو إليه:  يقول الشهيد القائد: أعني ثقة أن الإنسان الذي هو فعلاً يسير على دين الله يجب أن يكون واثقاً بما هو فيه وما هو عليه، تعالوا أنتم، عندما تكون بمعنى داعي تدعو إلى دين الله، تدعو إليك، يسيرون إلى الأشياء هذه التي أنت تؤمن بها وتسير عليها لا أن تكون أنت تحاول تؤقلم نفسك مع الآخرين تكون قد أنت تسير بعدهم وتحاول تزيل من الدين الأشياء التي قد تكون تزعلهم مثلما يعمل العرب الآن! أبعدوا الجهاد، وقدموا تفسيراً لقول الله تعالى: “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ”، “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً”،  وأشياء كثيرة؛ “قدموا الدين بالشكل الذي يمكننا أن ننسجم مع أولئك!”، تعالوا، هذه قضية هامة في مسألة أنك تبدو أنت أمام الآخر واثقاً بما أنت عليه قضية أساسية في قابلية ما أنت عليه من الدين أن تبدو واثقاً بما أنت عليه، قضية هامة.. الإهتزاز يطمع الطرف الآخر، أي طرف آخر يحاول يسحبك إليه ويجردك من كثير من الأشياء التي لا يريدها حتى تصبح في الأخير تابعاً له.

 

أن تكون مؤمناً بالشيء يجب أن تكون واثقاً من نفسك بأنه صحيح وأنه أنت في موضع الثقة بما أنت عليه وتعطي ثقة تبدوا أمام الآخرين.

 

– الثبات في المواقف: يستند الشهيد القائد في هذا الأمر إلى قول الله عز وجل: “فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”، لاحظ هذه هي مواقف ثابتة، هذه قضية هامة جداً وليس إذا تولوا فابحث كيف تقول: “مستعد أبعدوا هذه اسكتوا من هذه سنقدم بنداً آخر غير هذا” مثلاً “إذا لم يعجبكم”.. ثم يطرح الأسس التي هي قضايا السابق الإشارة إليها، هناك ثلاثة أشياء إذا أنتم تريدون نحن ندعوكم إلى أن تأتوا وهي قضية معروفة عندنا وعندكم ولو تحاورنا أليست هذه ثوابت؟ لم يرضوا يقبلوا مع السلامة، اشهدوا أنتم أننا مسلمون.. لم يقل: “إذاً هذا البند إذا لم يعجبهم قدم بنداً ثانياً تنازل قليلاً قليلاً” ما حصلت هذه؟.

 

يتبع..

 

المصدر: الوفاق/ خاص