دلالات إطلاق إيران قمرين اصطناعيين إلى الفضاء

إيران تنظر إلى المستقبل بأمل كبير وهي تتطلّع إلى بناء نظام من الأقمار الصناعية وربط الطائرات بدون طيار الزراعية وغيرها بالقمر الصناعي الأمر الذي يساعد في تعزيز وتقوية قطاعاتها.

2024-11-06

 

د.محمد العبادي

 

إيران وضعت لنفسها خطة علمية جامعة، وتسير في ركب التطور بسرعة تفوق معدل السرعة المتوسطة .

 

إنّها تحتل مراتب متقدمة في كثير من الصناعات، وقطعاتها المختلفة في بداية الثورة الإسلامية كانت ناشئة، لكنها مضت تخطو بخطوات واسعة وتلتحق بالدول ذات القدرات العلمية الكبيرة .

 

إنّ العلم هو سفينة نجاة الأمم ، وهو الذي يأخذ بيد الأمم إلى مرسى الأمان .

 

إيران بدأت طريق الألف ميل بخطوات متواضعة( طريق الألف ميل يبدأ بخطوة )، لكن هذه الدولة ما لبثت أن سارعت خطوها نحو الفتوحات العلمية، وحالياً بعد إطلاق إيران للقمرين الاصطناعيين أصبح عدد الأقمار التي صنعتها وارسلتها إلى مداراتها في الفضاء ( ٢٤) قمراً اصطناعياً،وهي: ( أميد ، مصباح١ ، مصباح ٢، سينا١، طلوع، رصد ، نويد، فجر، ناهيد ، پیام، ظفر، نور١، نور٢، نور٣، مبين١ ، مبين٢، خيام، ثريا، مهدا، كيهان٢، هاتف١، چمران١، كوثر، هدهد).

 

إنّ هذا العدد التصاعدي يكشف عن وجود خطة علمية ورائها همم عالية، وكما يقولون: (التحدي العظيم يخلق رجالاً عظماء). نعم توجد خطة علمية وقد نقلت وكالة ايسنا عن پرتو أعلم ، عضو الفریق الفني والتقني في صناعة الأقمار الاصطناعية قوله: ( إنّ لدينا منهج عملي لتطوير الأقمار الصناعية، يمكننا من خلاله إقامة تعاون دولي في المراحل الأولية والنهائية لصناعة الفضاء).

 

لقد نقلت القنوات الإخبارية في إيران نبأ إطلاق القمرين الاصطناعيين إلى الفضاء، وكانت وجوه المهندسين والفريق الفني والتقني الذي يقف وراء صناعة القمرين كانت وجوههم ناظرة إلى نتائج عملهم ناظرة، وتهللت وجوههم بالفرحة والإستبشار وصفقوا بحرارة وهم يشاهدون القمر الصناعي كوثر ينطلق ليستقر في مداره، والقمر الصناعي هدهد ليسبح في الفضاء الرحب، و(كل في فلك يسبحون) .

 

النقطة المهمة والجديدة هي أن القطاع الخاص والشركات الأهلية دخل عالم الفضاء، وأخذ يتعاقد مع النخب العلمية ويستفيد من طاقاتها في تصنيع الأقمار الاصطناعية في مجالات الزراعة ، ورسم الخرائط، والاتصالات والانترنت وغير ذلك.

 

إن القطاع الخاص أصبح بإمكانه تنفيذ مشاريع كبيرة تساعد في تقوية وبناء الدولة وعلى حد تعبير أحد أعضاء الفريق العامل في مجال الأقمار الاصطناعية ( إنّ مثل هذه المشاريع تساعد على إيجاد تعاون جدي، وتخلق جو من الأمل والثقة بالنفس بين العاملين في هذا المجال).

 

وكما قال حميدي أحد الأعضاء الفريق العامل في صناعة الأقمار الاصطناعية؛ فإنّ إيران بصناعتها القمر الصناعي هدهد تسعى إلى أن تكون رائدة في مجال خدمات الأنترنيت ومستقلة ونزيهة ولا تعتمد على الخارج والتغطية الدولية.

 

إن قمر الهدهد بإمكانه أن يقدم الخدمات والتغطية للمناطق النائية والجبلية الوعرة .

 

إنّ إيران تنظر إلى المستقبل بأمل كبير وهي تتطلّع إلى بناء نظام من الأقمار الصناعية وربط الطائرات بدون طيار الزراعية وغيرها بالقمر الصناعي الأمر الذي يساعد في تعزيز وتقوية قطاعاتها المختلفة.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة