مثل هذه المحاججة في نبي الله إبراهيم -عليه السلام- يقول الله عز وجل: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ” في موضوع إبراهيم كل منهم يريد أن يدعي أنه أولى به! اليهود عندهم: أن إبراهيم يهودي والنصارى يقولون: إن إبراهيم نصراني كيف هذا وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده! واليهودية قد قدموها برؤية أخرى هي ماذا؟ من بعد إنزال التوراة، من بعد إنزال التوراة بل وصلوا إلى حالة أعلى من هذه يقولون عنهم: إن كل واحد منهم يعتقد أن الله يهودي! أنهم هم عندهم أن الله على كيفهم مثلهم مثل أي “حاخام” منهم.. “أفلا تعقلون هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ”، في موضوع عيسى مثلاً في موضوعات من هذه لكن أنه يأتي ليحاجج في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل ودعاوى يهودية ونصرانية إلا من بعد بكثير يرد عليهم بقوله: “وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.. لاحظ هنا ظاهرة من مظاهر التلاعب بالدين يقولون للناس: كونوا هوداً أو نصارى يسحبون من هنا من تحت ويريدون الآخرين يحاولون يؤقلمونهم معهم إبراهيم هو كان يهودياً! وأنتم تيهودوا! الأسلوب هذا غلط كله لأن الموضوع هو إسلام لله “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ”، فقال لهم: إبراهيم كان مسلماً وجاء بكلام من كلام إبراهيم “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ”،.. ويثبت صحة ذلك بدليل آخر من القرآن الكريم، يقول الله عز وجل: “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، وهكذا ختم الشهيد القائد هذه القضية، من خلال تسلسل الحجج والبراهين، بغية إقناع الآخر.
– الابتعاد عن العناوين الخاصة: أي التي كل واحد قد ثقف ثقافة تجعله أنه ينظر نظرة مشمئزة إلى الآخر، يكون بعنوان: الكلمة السواء التي بين الجميع وهي: القرآن الكريم، وإعطائه الأولوية المطلقة والحاكمية المطلقة القرآن؛ لأن القرآن هو حاكم على ما قدموه هم من السنة أليس (حديث العرض) ينص على هذا؟ (فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله) لأن كتاب الله هو المرجع نرجع إليه هو الكلمة السواء عندما تقول لي: وسنته! السنة التي – كما قال الإمام الهادي – السنة المعلومة لدى الجميع باعتبارها أيضاً تمثل قواعد عامة وتمثل قواسم مشتركة يمكن أننا نعتبرها مقاييس للحوار وقواعد ننطلق منها للحوار.
– الإعتراف بوجود الأخطاء عند الجميع: يقول الشهيد القائد: الطريقة التي نسير عليها، ألسنا ننقد ما لدينا وما لدى الآخرين؟ من يريد ان يقول إن هذه نظرة متعصبة قل له: لا، نحن نظرتنا إلى أنه يجب علينا جميعاً أن نرجع إلى القرآن الكريم، ونقيِّم ما لدينا جميعاً ولدينا أخطاء، كلنا لدينا أخطاء شيعة وسنة زيدية واثنا عشرية السنة بمختلف طوائفهم لدينا أخطاء كلها ناشئة أننا ابتعدنا عن القرآن الكريم، إذاً فلنرجع إليه.
المبحث الثالث: المنهجية القرآنية للحوار وموضوعاته
– المطلب الأول: المنهجية القرآنية لدى الشهيد القائد: الشهيد القائد يعرّف مشروعه بأنه: “منهج قائم وحركة على أساس القرآن الكريم تترفع عن كل العناوين الخاصة، وتعطي أولوية للقرآن الكريم، وتسير على هديه، وتتحرك فـي الساحة هذه دائرة قابلة للتوسع؛ لأن كل طرف لا يعتبر أنك تقدم الشيء الذي هو قد ثقف على أساس النفور منه نهائياً، وعندما يراك – أيضاً – بأنك تقيِّم ما لديك ولديه بنظرة واحدة على أساس القرآن، وليس أنك تحاول تؤقلم القرآن على ما لديك من تراث ثقافـي وما لديك من ماذا؟ من مرجعيات سواء شخصية أو مرجعيات من الكتب”.
يتبع..