الشاعر اليمني المقاوم "معاذ الجنيد" للوفاق:

الكلمة تدعم المقاومة وهي وقود للمجاهدين

كل يوم تتطور العمليات، و"نحن مع غزة حتى النصر ولا توجد خطوط حمراء في الدفاع عن غزة"، والكلمة تأتي ليشعر المجاهدون أن هناك مَن يقف معهم

2024-11-08

موناسادات خواسته

 

العلاقة بين الأدب والمقاومة والثورة علاقة تكاملية، فلا مقاومة ولا ثورة بلا أدب وفكر وفلسفة تصبغ شخصية المقاوم والثائر، وأينما يممت وجهك في كل أرجاء اليمن الكبير ستجد حضوراً وتأثيراً لأدب الثورة والمقاومة، وهناك أدباء وشعراء ثوريون، يطلقون رصاص كلماتهم الحاسمة في وجه العدو، فمنهم الشاعر اليمني المقاوم “معاذ الجنید” الذي يُعد أحد رموز الشعر اليمني المعاصر حيث قام بدور فعال في المقاومة الشعبية وأخذ الشعر سلاحاً للدفاع عن شعبه ووسيلةً للتعبير عن معاناته وآلامه حيث تتسم قصائده بالصراحة والمباشرة والحیویة، وله دور کبير ونشيط وفعال في شحذ الهمم وتشجیع النفوس علی النضال في وجه الأعداء والمحتلين. فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً معه فيما يلي نصه:

 

قصائد في مواجهة العدوان

 

 

يبدأ الأستاذ “معاذ الجنيد” كلامه بالتعريف عن أشعاره، حيث يقول: معظم قصائدي في مواجهة العدوان على اليمن، وفي وصف صمود وثبات الشعب اليمني، والملاحم البطولية التي حصلت في اليمن، وفي وصف بعض المشاهد الأسطورية والعظيمة التي كان فيها تأييد الله واضح، وفي وصف ارتباط الشعب اليمني بالهوية الإيمانية.

 

دور الكلمات في دعم المقاومة

 

فيما يتعلق بدور الكلمات في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، يعتقد “الجنيد” أن دور الكلمة في دعم المقاومة هو أنها كالوقود للمجاهدين وتدعم الشعب الفلسطيني، فيقول: يشعر الفلسطينيون وكتائب القسّام المجاهدون بأن هناك مَن يقف وراءهم ومَن يساندهم بالكلمة وهناك شعوب تتحدث عنهم وعن إرتباطها بهم، وأننا معهم فلا يشعرون بالغربة وبأنهم وحيدون، خاصة في هذا الخذلان العربي والإسلامي باتجاههم من قِبَل بعض الدول، فالكلمة تأتي ليشعر المجاهدون أن هناك مَن يقف معهم.

 

الزوامل اليمنية

 

بعد ذلك تحدثنا عن الزوامل اليمنية الجميلة، حيث قال “الجنيد”: هناك أناشيد يمنية ومنها الزوامل، التي نالت النصيب الأكبر من الشهرة والإتساع، لأنها تأتي باللهجة الشعبية، ولحن الزامل الذي قريب من طبول الحرب والإثارة له، فهو لحن حربي.

الكثير من الزوامل كانت تبدأ بالحروب والنضالات وكذلك عندما تحدث بعض المشاكل والإختلافات الإجتماعية والقَبَلية، ومَن ينجز الزامل ينادي القبيلة بأن “هُبّوا إلى الجبهات.. هُبّوا إلى صد العدوان..”، فتكون دافع ووقود لهؤلاء المجاهدين.

 

القصائد النابعة من بطولات الشهداء

 

عندما سألنا الشاعر اليمني المقاوم عن  كيفية إختيار موضوع لأشعاره، هكذا يرد علينا بالجواب: القصائد التي أكتبها هي نابعة من مشاعري وإحساسي، أشعر بما يدور حولنا، أحياناً تأتي حادثة أو موقف عظيم، أو هناك بطولة لأحد المجاهدين، مثلا الشهيد “هاني طومر” الذي كان يُسعف أصدقاءه الجرحى ويمر بين النيران وهو بمفرده، مثلما الشهيد “أبوقاصف” الذي خلصت عليه الذخيرة، فواجه الأعداء بالحجارة، وصدّهم وردعهم حتى تهرولوا منتكثين ورجعوا إلى الوراء، وهو يواجه بالحجارة فقط، وانتصر عليهم.

 

هذه هي المواقف التي كانت يتجلى فيها التأييد الإلهي الكبير للمجاهدين، والثبات الذي هو بمَن مِن الله وفضله، فهذه الأمور تحرّك  المشاعر، فيكتب الشاعر في وصف هذه البطولات، وهذا المشهد، وأحياناً في رفع معنويات المجاهدين، وأحياناً في تحريض المؤمنين على القتال، فالشعر في كثير من الأحوال يأتي من التحريض، الذي أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ويحرّض المؤمنين على الجهاد وأن يشجع المجاهدين الذين إنطلقوا.

 

فضح الكيان الصهيوني بالكلمة

 

يعتقد “الجنيد” أن مواجهة الكيان الصهيوني والأمبريالية يُمكن عن طريق فضحهم بالكلمة، ويقول: لأنهم ظلّوا لعقود من الزمن يدّعون بالدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق المرأة وحقوق الطفل، وهناك عناوين ظلّوا يتشدقون بها، ويكذبون بها أمام الناس، ويدّعون أنهم الغرب المتحضر، ويريدون من الشعوب الأخرى أن تلحق بركابهم، ولكن في قضية فلسطين وغزة، كُشفت كل هذه الأقنعة، وظهر أنهم نازيون ومجرمون، وكلما يقولون هي عناوين كاذبة زائفة للكذب على الشعوب، ومهمة الكلمة هي أن تواجههم وتفضحهم أمام الناس والشعوب التي خُضعت بهذه العناوين، وكذلك للكلمة دور في تحريض المؤمنين ضدهم، ودعم المجاهدين وكل هذه الأمور.

 

تجري الرياحُ على ما تشتهي اليمنُ

 

في إشارة إلى بطولات الشعب اليمني في باب المندب والبحر الأحمر وغيرها، سألنا عن رأيه حول كلماته في هذا المجال،  فاعتبر هذا أيضاً من تجليات الله تعالى للشعب اليمني، وقال: هذا هو فضل المشروع القرآني، يعني لو لم يكن هناك مشروع قرآني ومسيرة قرآنية التي أتى بها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي ثم من بعده السيد عبدالملك واصل هذا، مهما كان الناس عظماء أو غيرها، ولكن هناك مواقف تحتاج إلى إيمان، يعني الشجاعة بوحدها لا تكفي، الشجاعة يجب أن تكون مطبوعة بإيمان حقيقي بالله، ففضل هذه المسيرة القرآنية، هي التي حرّكت هذا الإيمان الموجود في قلوب اليمنيين، واستحضرت هذا الإيمان العريق التاريخي منذ زمن الأنصار وتحرك اليمنيين بإيمانهم بالله وثبتوا في هذه المواقف في باب المندب وفي البحر الأحمر وخليج عدن.

 

كل يوم العمليات تتطور، واليوم نحن في المرحلة الرابعة من التصعيد، وما بعد الرابعة والخامسة والسادسة، ونحن مع غزة كما يكون عنوان المسيرة اليوم، “نحن مع غزة حتى النصر ولا توجد خطوط حمراء في الدفاع عن غزة”، وقلت في هذا الموضوع:

 

تجري الرياحُ على ما تشتهي اليمنُ

فليعقلِ الناسُ إن لم تعقلِ السفُنُ

قلنا لكم لن تمروا مُبحرين، إلى

أن يُوقفوا الحرب قِف في البحر يا زمنُ

أمامكم دولةٌ إن هددت ضرَبت

وعيدُها بوعيد الله مُقترِنُ

والله لن تدخُلَ “إسرائيل” حاويةٌ

وزادُ “غزّةَ” محجوزٌ ومُرتهنُ

 

رسالة للمقاومين

 

في الختام يوجه الشاعر اليمني المقاوم رسالة للمقاومين ويقول: رسالتي للمقاومين هي نتمني أن نكون محوراً واحداً وأن تكون ضرباتنا واحدة، وأن يأتي الرد مثلاً من اليمن ومن العراق ومن سوريا وإيران ومن كل محور المقاومة في وقت واحد، ونواجه أمريكا بوقت واحد وهذا يكون كفيل بأن الله يتدخل في النصر العاجل والفتح القريب.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص