قالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن “سورية تستنكر الاستهداف الأمريكي لقطاع الصحة مجدداً، وذلك من خلال فرض قيود إضافية على السماح ببيع التجهيزات الطبية أو تقديم الخدمات أو الدعم أو قطع الغيار إلى عدد كبير من المستشفيات السورية العامة والخاصة”.
وأكدت الوزارة بطلان المزاعم التي تروجها الإدارة الأمريكية بشأن وجود استثناءات لأغراض إنسانية من هذه التدابير، مشددة على أن استهداف المستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية إلى ملايين السوريين بما فيها مستشفى الأطفال الجامعي يستدعي تحركًا عاجلًا من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل وضع حد لهذه الممارسات.
شلل شبه تام للعمل الاغاثي في سوريا
المحلل السياسي د. علاء الأصفري أكد أنه بما يرتبط بقطاع الدواء في سوريا فإن المشكلة ذاتها لم تتغير بل ازدادت تفاقمًا بعد العقوبات الإضافية التي شنتها واشنطن بحق هذا القطاع الحيوي الهام في سوريا.
وقد أشار د. الأصفري إلى أن “هناك صعوبة كبيرة في التحويلات المالية بنظام سويفت العالمي لكي يتم جلب مواد أولية تصنع في المصانع الدوائية في سوريا كما أن هنالك مشاكل كبيرة في استيراد بعض الأصناف النوعية مثل أدوية السرطان وغسل الكلى وغيرها وكذلك مواد التعبئة والتغليف التي لا تصنع محليًّا كالفيالات والأمبولات وغيرها وكذلك الكواشف المخبرية التي تستخدم لفحص جودة ونقاء الأدوية”، مشيراً إلى أن “الضغوطات الأمريكية التي تشمل القطاع الصحي والخدمي والدوائي غير مسبوقة نهائيًا وتهدف إلى جعل الروح المعنوية للسوريين في الحضيض عبر تجاوز الحصار الاقتصادي إلى حصار صحي ودوائي وهو قد يكون أكثر إيلامًا في مكان ما، فهناك طعام ينوب عن طعام ولكن هناك أدوية لا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال وخصوصًا للأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة”.
ولفت د. الأصفري إلى وجود إجراءات عديدة سوف تتخذها الدولة السورية وبمساعدة الأصدقاء والحلفاء ستساعد على تجاوز هذه المرحلة الخطيرة. وحول مناشدة وزارة الخارجية السورية للمجتمع الدولي من أجل التدخل لإيقاف هذه التعديات على الشعب السوري أوضح أن “المجتمع الدولي مع الأسف نائم تحت السيطرة الأمريكية، وهناك بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها وكثير من المنظمات غير الربحية تطالب الآن بأن لا تكون هناك مثل هذه العقوبات على الشعب السوري، أي هناك شبه تجميد الآن لكل عمل الأمم المتحدة الاغاثي في سوريا نتيجة هذه العقوبات غير المسبوقة لذلك أعتقد أن نداء الخارجية السورية هو ضروري ولكنني غير متفائل لأن المجتمع الدولي الآن يرزح تحت الضغط والهيمنة الأمريكية”.
القطاع الاستشفائي: معاناة نتيجة العقوبات
الدكتور محمود رمضان مختص التخدير في أحد المشافي السورية الخاصة أكد أنّ القطاع السوري عانى كثيرا خلال الأزمة الحالية نتيجة الحصار الشديد والعقوبات اللانسانية المفروضة عليه مشيراً إلى أن كل كلام عن شرعة الأمم المتحدة المتضمن تحييد الغذاء والدواء عن كل الصراعات الداخلية والخارجية لم يجد طريقه إلى التطبيق في الحالة السورية.
وأضاف د. رمضان أن العقوبات لم تشمل الدواء فقط بل امتدت لتشمل قطع تبديل الأجهزة الطبية التي تعاني المستشفيات السورية الأمرين من أجل استيرادها من الخارج وغالباً ما تلجأ إلى أساليب غير مباشرة والتفافية تستنزف الكثير من الوقت والمال وبالقطع الأجنبي.
ولفت مختص التخدير إلى أن الأمر قد يستفحل بعد العقوبات الإضافية الأخيرة التي أصدرتها واشنطن بحق القطاع الصحي في سوريا، لكنه بالتأكيد سيحرك جوانب إبداعية لدى خبراء هذا القطاع الذين نجحوا سابقا في إصلاح الكثير من المعدات الطبية التي كانت متوقفة بشكل نهائي نتيجة عدم توفر قطع الغيار.