المشاركون في ملتقى "مدرسة نصر الله" يؤكدون للوفاق:

الشهيد السيد حسن نصرالله قائداً أُممياً ومدرسة عالمية كبرى

الوفاق / خاص إنطلق ملتقى "مدرسة نصر الله" الدولي أمس السبت في طهران بمشاركة مفكرين من مختلف دول العالم وذلك في ذكرى مرور أربعين يوماً على إستشهاد سيد المقاومة وسيد شهداء الأمة المجاهد الشهيد السيد حسن نصر الله، بهدف التعريف بالأبعاد الفكرية والشخصية والسياسية للسيد نصر الله لبناء النموذج وتبيان دور القادة المستقبليين للمقاومة. وعلى هامش الملتقى، إلتقت صحيفة "الوفاق" بعدد من المشاركين وسألتهم عن دور وشخصية سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله في تعزيز أساس المقاومة وأبعاد شخصيته العظيمة.

2024-11-10

حميد مهدوي راد

 

يسجل التاريخ سماحة السيد بصفحات من نور

 

وفي هذا السياق، قال الشيخ عبداللطيف الهميم الرئيس الأسبق لديوان الوقف السني في العراق: سماحة السيد نصرالله كان له دور فاعل وأدار حركة المقاومة منذ 30 عاماً بطريقة رائعة وممتازة وهو واحد من الشخصيات المهمة.. أعتقد أنه سيسجله التاريخ بصفحات من نور وأحرف من الذهب. وأضاف الشيخ الهميم: أن الشهيد نصرالله شخصية ليست عادية نذر نفسه لكل المقاومة في المنطقة وأدى أداء رائع في الحقيقة.

 

صدق وبصيرة وحكمة السيد نصرالله

 

بدوره، قال الشيخ غازي حنينة رئيس مجلس أمناء تجمع علماء المسلمين في لبنان: سماحة السيد حسن نصرالله كان جاهداً في تأمين ما يمكن أن نسميه الجبهة الداخلية، فكما أنه عمل على تمكين الجبهة في مواجهة العدو الصهيوني عسكرياً وتدريباً وإعداداً ولوجستياً وأمنياً، أيضاً كان له أثر كبير في تمكين الجبهة الداخلية في إنشاء مؤسسة القرض الحسن والمستوصفات والمستشفيات ومنها مستشفى الرسول الأعظم(ص)، وإنشاء الجامعات وإنشاء المدارس ومراكز ثقافية ومراكز تأهيل الشباب والفتيات وتأهيل السيدات وإعداد الدعات من المبلغين من خلال الحوزات العلمية التي أنشأها في لبنان من شماله إلى جنوبه إلى بقاعه إلى بيروت إلى الجبل، حيث أن الحوزات العلمية كانت لها تأثير كبير في إنشاء فئة كبيرة من العلماء العاملين المقاومين والذين استشهد منهم العدد الكبير في معركة “طوفان الأقصى”. وأضاف شيخ غازي حنينة: أن السيد حسن نصر الله بصدقه وببصيرته وبحكمته وبوعيه وبرشده وبصبره وبثباته وبمثابرته لم يكل ولم يمل حوالي 40 عاماً في خط المقاومة وهذا الذي جعل قلوب الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين وغير المسيحيين أيضاً من أبناء العالم والمجتمع الانساني أن تنفتح قلوبهم لمحبة السيد حسن نصر الله وهذا الذي أثر في أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا وأثر في الإخوة المسيحيين.

 

السيد نصر الله كان حسينياً

 

من جانبه، قال السيد صدرالدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف: الشيء الذي يسجل لهذا السيد العظيم لمدة 32 عاماً يعني من عام 1992 وهو تحمل أمانة حزب الله إلى عام 2024 مدة ثلاثة عقود وتحمل المسؤولية ومعنى هذا أننا نحن نستمتع بالدنيا؛ لكن هو كان يعيش في الجهاد ومرتدياً دروع الحرب 32 عاماً وهذه القضية ليست سهلة ويسجل له (رضوان الله عليه) الانفتاح على الجماهير ولم يكن معزولاً يعني تطابق صوته وخطابه مع شعبه ومع الجماهير والحضور في وسط الجمهور هذا الذي هو صنع حزب الله وهذا الحضور الميداني له (رضوان الله عليه). وأضاف السيد القبانجي: إن الشهيد منذ شبابه كان مقاوماً واستمر في هذه المقاومة وكان أيضاً على لقاء مستمر مع الجمهور ومع الشباب ورغم الملاحظات الأمنية؛ لكنه كان يحضر عبر الشاشة مع الجمهور، ولهذا أنا أعتقد أنه هو قدوة للشباب في البُعد الديني والبُعد الوطني والبُعد المقاوم والجهاد وقبل ذلك البُعد الحسيني، والسيد نصر الله كان حسينياً.

 

إمامة المقاومة

 

بدوره، قال الإعلامي اللبناني البارز ناصر قنديل:كان دائماً كل الذين يتحدثون عن فلسطين يتحدثون بلغة أن بلدهم أولاً، ويقول أنا كلبناني لا أستطيع أن أفتح جبهة من أجل فلسطين والمسألة الثانية يتحدثون عن العواقب؛ ولكن الذي فعله سماحة السيد هو أنه تجاوز هذين الأمرين وقال آن الآوان لنتصرف كأمّة واحدة وفلسطين نحن، ونحن فلسطين، وإذا قُتل الفلسطينيون سيأتي علينا الدور، ولذلك ما لم نقم الآن وننصر فلسطين فلن ينصرنا الآخرون أيضاً، وهكذا نهض محور المقاومة، بدأ السيد ثم جاء اليمن ثم جاء العراق، ثم وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو يدفع دمه الآن ويسقط شهيداً في الميدان لأنه قرر أن مواجهة هذا الطغيان الدولي يجب أن تتم مهما كانت التكلفة؛ لكن في الحقيقة هذا الذي فُعل في المقاومة في لبنان والذي فعله “طوفان الأقصى” لم يُقم حساباً للعواقب والذي فعله اليمنييون اللذين تحدو في البحر الأحمر، هذا زرع روح القوة في الأمّة والآن الأمة كلها لا تقيم حساباً للعواقب، ومتى وقفت الأمة لا تقيم حساباً للعواقب هُزم الأعداء. وأضاف قنديل: نحن نتحدث عن إمام وأنا أعتقد أنه هذا إمام المقاومة وإمام العرب والإمام هي مصطلح، نحن لا نتقيد فيه بحدود دينية وشرعية معينة وهو قائد يُقدم أفكاراً جديدة يحقق إنجازات جديدة وهذا فتح من فتوحات العقل الديني الإنساني، هذه إمامتنا العربية الجديدة في الحقيقة إمامة المقاومة.

 

مدرسة عالمية كبرى

 

من جانبه، قال العالم البحريني البارز الشيخ عبدالله دقاق: سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله أرسى دعائم المقاومة، ووسّع محور المقاومة، عرضياً وعمودياً، عرضياً من لبنان إلى فلسطين إلى سوريا إلى اليمن وإلى العراق، وعمودياً بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية.. إن الشهيد نصر الله أسس المقاومة وخرّج أجيال على ما يزيد أربعين سنة، فهو لم يمت وإنما هو باقٍ بأثره وبمدرسته الكبرى التي خرجت المقاومين والأبطال وسننتصر وسنصلي في القدس كما وعدنا. وأضاف الشيخ دقاق: إن الشهيد نصر الله كان شخصية عالمية كبرى وبعد استشهاده تحوّل إلى مدرسة عالمية كبرى يُخرّج المقاومين ويُخرّج الشهداء ويُخرّج قادة محور الممانعة المقاومة.

 

قائداً أُممياً

 

من ناحيته، قال المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ زهير الجعيد: السيد حسن نصر الله لم يُعزز شخصية المقاومة في جنوب لبنان فقط، السيد حسن نصر الله هو أصل وأساس في محور المقاومة وعلى مستوى المنطقة كلها ابتداءً من فلسطين، فهو الداعم الأساس وهو الذي تبنى المقاومات الفلسطينية دعماً مادياً وعسكرياً وتدريبياً وتسليحياً وكذلك من خلال الموقف السياسي الذي كان يمثله سماحة السيد، كذلك هو الذي وقف إلى جانب سوريا والعراق واليمن، من هنا سماحة السيد نصر الله ليس قائداً على مستوى لا جنوب لبنان ولا على مستوى لبنان، بل أقول بحق أن سماحة السيد حسن كان قائداً أممياً بكل من الكلمة من معنى، فهو يمثل أملاً لكل الأحرار ولكل المستضعفين في العالم. من هنا فإن سماحة السيد بتأسيسه لهذا العمل الإيماني الجهادي المقاوم هو كان يؤسس لقدرة الأمة على مواجهة مشاريع الاستكبار العالمية والمشاريع الصهيو-أمريكية الفتنوية، فقيمة سماحة السيد نصر الله لن تنطلق فقط من الميدان العسكري؛ ولكن من خلال الميدان الفكري والميدان الفقهي والديني والذي كان بحق سيداً للوحدة الاسلامية كما هو سيداً للمجاهدين والمقاومين وسيد الشهداء. وأضاف الشيخ الجعيد: إن سماحة السيد اليوم بعد استشهاده أقوى وحاضر أكثر من خلال حضوره الجسدي، لأنه سيكون ليس فقط داعماً وليس ملهماً، بل سيكون هو الوقود الذي يشعل كل الأحرار والمقاومين في المنطقة، ونحن سنشهد ببركة دماء سماحة السيد انتفاضة شعبية عالمية/ ولابد أن تثمر هذه الدماء المباركة تحريكاً للمياه الراكدة في عالمنا العربي الإسلامي.

 

رجل حكيم بنى وعمل بما أراده الله سبحانه وتعالى

 

بدوره، قال العالم والمحقق اللبناني السيد محمد مرتضى العاملي: السيد الشهيد نصرالله عندما جاء إلى إيران قبل أن يُصبح أميناً عاماً لحزب الله قبل استشهاد الشهيد السيد عباس الموسوي، جاء ونهل من الحوزة في إيران كما نهل من الحوزة في لبنان والعراق، وقبل ذلك تخرج من الحوزة وأسس مقاومة اسلامية.. المقاومة الإسلامية ليست مقاومة قومية أو لبلد معين، هي مقاومة إسلامية تشمل جميع شعوب لأن عنوانها الإسلام وليس عنوانها الوطن لوحده، فهي تشمل فلسطين ولبنان وايران واليمن والعراق وكل البلدان الاسلامية وهي تقاوم المحتل، فهو رجل حكيم بنى وعمل بما أراده الله سبحانه وتعالى وبما أمر به في القرآن الكريم “وأعدّوا لهم ما استطعتم”، العُدة الإيمانية والعُدة في السياسة والإجتماع والعُدة في الميدان وكل هذه العُدة هو أمنّها بحكمته وكان حكيماً جداً وهذا ما يميزه عن سائر أقرانه والحمدلله فهو قد وضع هذه المقاومة في خط النصر إن شاء الله. وأضاف العاملي: هو مدرسة الاسلام، فإذا كانت مدرسة نصر الله هي مدرسة الاسلام فهذه المدرسة منتصرة بالإسلام وتنتصر بالقيم التي رسمها الإسلام والتي التزم بها الشهيد السيد نصر الله بتبعيته وبالتزامه خط ولاية الفقيه لأنه امتداد لخط الأئمة وامتداد لخط رسول الله(ص)، فهو قد نجح في هذا الأمر.

 

المميزات القيادية للسيد نصرالله

 

من جانبه، قال مدير مركز دراسات الاسلام والشؤون العالمية في إسطنبول الدكتور سامي العريان: محور المقاومة هو المحور الذي يتصدى للمخططات والمشاريع الإستعمارية والصهيونية، وحزب الله كان له دور مركزي في هذا المجال، وقيادة السيد الشهيد حسن نصر الله كانت في غاية الأهمية في التصدي لمحور التطبيع، والسيد حسن نصر الله كان شخصية كاريزمية وقيادة فذة وملهمة ليس فقط في لبنان إنما عبر العالم العربي والإسلامي.. ونظراً لتفهمه العميق لطبيعة المشاريع الصهيونية والمخططات الإمبريالية في هذه المنطقة، وهو عبر تقريباً أربع عقود من قيادته لحزب الله في لبنان كان هو جزء من ما يحدث الآن من التصدي لهذا المشروع الذي يريد أن يهُيمن على هذه المنطقة. وأضاف العريان: إن السيد نصرالله كان عنده من المميزات القيادية التي لم تتحقق من أوقات كبيرة أو أوقات طويلة، وأن تكون عندك مثل هذه الشخصية التي تلهم الجماهير وتستطيع أن تحقق انتصارات، هو عنده من الأمور التي لم تتوفر في عدة شخصيات فبالك إذا توفرت في شخصية واحدة؛ لكنه استطاع من خلال قيادته لحزب الله ولمركزه الرئيس في محور المقاومة، أن يعدّ حتى لهذا المحور أن يستمر ويتصدى للصهيونية رغم غيابه ورغم فقدانه.

 

السيد نصر الله لم يكن شخصاً، بل كان مدرسة فكرية

 

من ناحيته، قال ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي: السيد حسن نصر الله لم يكن شخصاً، بل كان مدرسة فكرية، وهو حلقة في السلسلة الذهبية لمفهوم المقاومة وبالتالي السيد حسن نصر الله أقام وأرسى قاعدة أساسية هي كيف يمكن لهذه الأمة أن تتحد باتجاه مواجهة العدو الصهيوني، وبالتالي هو قدّم روحه دفاعاً عن أهله ووطنه وعن فلسطين وقدّم إخوانه في القيادة دفاعاً عن فلسطين وعن أهلنا في لبنان وعن مبادئنا وأيضاً خلّف رجالاً هم في الطريق لتحرير فلسطين، وبالتالي مكتب ومدرسة حية أساسه المقاومة.

كل جوامع القيادة اجتمعت في السيد نصرالله

 

من جانبه، قال الناشط الإعلامي اليمني علي المحضري: السيد حسن نصر الله من طلائع حركة المقاومة والتحرر في العالم وكان له الدور الكبير في تأسيس حزب الله وفي استمرار حزب الله وفي تعاظم دور حزب الله إلى المستوى الذي وصل إليه لحتى يكون رأس شوكة في مواجهة الأستكبار العالمي، ودور ريادي وقيادي وإداري وتنظيمي وخطابي وسياسي وكل جوامع القيادة اجتمعت في السيد القائد المجاهد العظيم الشهيد السيد حسن نصر الله، وشهادته شكلت دافعاً قوياً لحزب الله ولحركات المقاومة في المنطقة وفي العالم، وشخصية عالمية زادته الشهادة بهاءً ولمعاناً ونجومية وكرّس نفسه كما كرّس نفسه في حياته لخدمة المقاومة وخدمة المستضعفين ونصرتهم، فشهادته تكريس لهذا الدور وتخليداً لهذا الدور العظيم ولن يُنسى والحزن قائماً في قلوبنا جميعاً؛ لكنه هو حزن مع البأس وليس مع اليأس كما يريد العدو الصهيوني.

المصدر: الوفاق خاص