قبل أيام صوّت البرلمان الأوروبي لأجل إدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية وطالب الإتحاد الأوروبي بالادراج على هذه القائمة، كما ذكر البرلمان الاوروبي في البيان الذي أصدره: ” ذلك تنديداً للقمع والإعدام الذي مارسه الحرس الثوري بحق المتظاهرين في الأحداث الأخيرة في إيران.” كما يزعمه بعض من نوابه.
لا تأثير عملياً للتصويت
الجدير بالذكر أنّ هذا البرلمان الأوروبي كما ينص عليه الموقع الرسمي له والمواد القانونية التي أُدرجت على قانونه، لايملك قوة التشريع المستقل بل إنها سلطة إقتراح التشريع فحسب. فطبعا هذا التصويت ليس له أيّ تأثير عملي بل يبقى مجرد عمل إعلامي إلّا في حال يُصادق عليه الإتحاد الأوروبي وهذا الأمر ليس متوقعاً برأي من يعرف حال الإتحاد الأوروبي.
جاء ذلك القرار بعد حالات الشغب الاخيرة التي مرت بها البلاد والتي أدّت إلى إستشهاد عشرات من قوات الأمن الإيرانية والذين لم يسمح لهم القانون بحمل السلاح القاتل لمواجهة مثيري الشغب بل إنّهم كانوا يحملون سلاح لعبة بينتبول وعصا الشرطة.
هل قمع الحرس، المحتجّين السلميين؟
في حال قدّم البرلمان الأوروبي توصية للإتحاد الأوروبي مبنية على إدراج الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية وذلك بسبب “قمع الحرس الثوري” للمحتجين السلميين حسب ما زعمه، يخطر هذا السؤال ببال كلّ قارئ وهو: من هم المحتجّون السلميّون؟ ولماذا قمعهم الحرس؟
بعد إنطلاق حالات الشغب التي مرّت بها البلاد أُستُشهِد مايقارب 85 شهيداً من القوات الأمنية التابعة للشرطة والتعبئة الشعبية (البسيج) والحرس وغيرها من الجهات المسؤولة عن أمان المواطنين في البلاد. بعض من هؤلاء الشهداء أستشهدوا إثر إطلاق رصاصات قاتلة نحوهم وعلى سبيل المثال يمكننا أن نذكر الشهيد سلمان أحمدي والذي أستشهد إثر إصابته برصاصات أُطلقت عليه من بندقية نوع شاتغان. وكذلك يمكن الإشارة إلى الشهيد حسن يوسفي وهو كان شرطياً بمرتبة عقيد في محافظة كردستان وأستشهد من خلال إطلاق رصاص وغيره من الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل الأمان في البلاد.
هل المحتجّ السلميّ يحمل السلاح؟ هل المحتجّ السلمي يقتل مواطنه الشرطي والذي لايحمل السلاح لمواجهته؟ إذا يحدث مثل هذا المشهد في أي بلد من بلدان العالم فما الذي تفعله الأجهزة الأمنية هناك؟ هل يقبّلون وجوه القتلة ويسمحون لهم بسفك الدماء أكثر فأكثر؟
هل المحتجّون السلميّون ينزعون ثياب إمرأة مؤمنة متحجّبة بالعنف للإعتراض على الحجاب الذي شرّعه القانون الإيراني كما فعلوا ذلك في تلك الحقبة؟ هل المحتجّون السلميّون يضربون الفتيات المتحجّبات مع أطفالهم الرضّع إلى حد الموت لأنهم رفضوا نزع الحجاب ومرافقة الشغب كما فعلوا في تلك الحقبة؟
ردّ الإنسان الذي يحظى بأقل إنصاف سيكون: كلّا وألف كلّا.
الإنسان يستطيع أن يخدع الآخرين ولا يستطيع أن يخدع نفسه كما تقول الآية القرآنية: <يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلّا أنفسهم>.
البرلمان الأوروبي وحقوق الإنسان في حلفائها
نظام السعودية والتي تعتبر الحليفة الوفية للأمريكان في المنطقة كيف تواجه المنتقدين والذين يوجّهون إنتقادات لسياسات ولي العهد السعودي و ماهي ردة فعل البرلمان الأوروبي تجاه تصرفاتها؟ هناك من تلّطخت أيديهم جهاراً وعلناً بدماء الناس الأبرياء والذين واجههم الهجمة والضرب والقتل بسبب اطلاق اللحية على وجوههم أو هؤلاء القوات الأمنية الذين لم يحمل معهم سلاح قاتل كما أمرهم القانون في الإحتجاجات ومن طرف آخر شرّعت الشريعة الإسلامية حكم القصاص ولنا فيه حياة.
فرنسا وقتل الأكراد قبل قليل
لم ينس القارئ العربي كيفية مواجهة فرنسا للأكراد المتظاهرين قبل ثلاثة أسابيع في شوارع باريس والتي أدت إلى مقتل ثلاثة منهم. في تلك الحقبة أعلن الجهاز الامني الفرنسي إنّ هؤلاء كانوا يقومون بأعمال تخريبية ولذلك السبب أُجبر على إستخدام العنف ضدهم وهذا فيما لم يحمل كرديّ أي سلاح معه.
زمرة منافقي خلق وحالات الشغب
إنّ مثيري حالات الشغب في البلاد كانوا يرفعون شعار “إمرأة،حياة،حرّية” وهو شعار تنظيم لاشرعي إنفصالي مسلّح مقرّه في إقليم كردستان العراق ،يسمّونه “كوملة” وله تأريخ في ذبح رؤوس الناس في إيران والعراق وأجاد التوضيح عن جرائمه كتاب “عصر كريسكان” برواية الروائي الكردي أمير سعيد زاده والذي تعذّب على يد هؤلاء بسبب حبّه للجمهورية الإسلامية.
تقارير رسميّة عن تواجدهم في الشغب الأخير
هناك تقارير رسميّة وواضحة عن تواجد عناصر زمرة منافقي خلق الإرهابية في صفوف مثيري الشغب وهي التي إغتالت من يوم إنتصار الثورة الإسلامية حتى الآن 17 ألف من الناس العاديين والمسؤولين في إيران منهم الرئيس الشهيد محمد علي رجائي ومساعده الشهيدباهنر والمفكر الإسلامي البارز الشهيد الدكتور محمد حسين بهشتي وشهداء المحراب الخمسة وغيرهم. تواجد المنافقين المسلحين بين صفوف المحجّين أمر صرّحت به زمرة منافقي خلق علناً في موقعها الرسمي وجاء ذلك في كلمات ألقاها المنتمون إليه في مقابلاتهم الرسمية.
هناك تقارير عن تواجد المنتمين إلى تنظيم كومله الإرهابي وزمرة منافقي خلق في الشغب الأخير والقيام بقتل الشباب والبنات وتحميل الجمهورية الإسلامية مسؤولية ذلك كما بثّت التلفزيون الإيراني إعترافات بعضهم بذلك.
أوروبا تحتضن قتلة 17 ألف إيراني
الجدير بالذكر أنّ منافقي خلق بعد سقوط النظام الصدامي واجههم ترحيب واسع من فرنسا لبناء مقرّ فيها ولكن بسبب ممارسة الأعمال الإجرامية وهتك حقوق الإنسان ، اعتقلت فرنسا أكثر من مرّة رؤوسها الأصليين منها زعيمتها مريم رجوي. مع ذلك كلّه، اليوم يعيش المنافقون الإرهابيون في حاضنة أوروبا من دون أي مانع ويشكّلون تهديدات خاطرة للأمان في أوروبا وإيران.
الغرب ودعم الإرهاب
هنا يجب الإشارة إلى أنّه تمّ إدراج إسم هذا التنظيم الإرهابي في قائمة الجماعات الإرهابية الخطرة في الكثير من بلدان العالم وحتى الولايات المتحدة قامت بذلك وبقي إسمه حتى أعلنت هيلاري كلينتون عن إخراج الإسم من قائمة الإرهاب في التأريخ 28 سبتمبر 2012.
اليوم الإتحاد الأوروبي يحتضن ويدعم ويحمي تنظيماً إرهابياً يُعتبر من أخطر التنظيمات في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم كلّه.
هذه ليست أول مرّة تقوم الولايات المتحدة بدعم الإرهابيين بل وقد سبقه خطاب الوزيرة الأمريكية الأسبق هيلاري كلينتون حيث قالت في عام 2009: نحن(السلطات الأمريكية) تعاونا مع السعودية لنشر الإسلام الوهابي في المنطقة لوضع الحد من إنتشار الإتحادّ السوفياتي ولكن هذه المحاولة رغم صرف مليارات الدولارات لكنها باءت بالفشل”. في السياق ذاته أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أغسطس عام2016 في خطابه الإنتخابي: أوباما وهيلاري كلينتون صنعا داعش في المنطقة ودعماه.
اللعب بورق الإرهاب في مسار المصالح
قائمة الإرهاب ورقة تلعب بها الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيّون من حين إلى حين وذلك بسبب وجود مصالح ولا لحماية الشعوب والّا لماذا لا يصوّت البرلمان الأوروبي بإخراج زمرة منافقي خلق من البلدان الأوروبية في حين هناك 17 ألف شكوى رفعها ذوو القتلى الذين إغتالتهم الزمرة من خلال أعمالها الإرهابية؟. إزدواجية المعايير الحقوقية في البرلمان الأوروبي ليست أمر يدّعي له أحد ويرفضه أحد بل هو أمر واضح للغاية.
قبل فترة نشرت صور وتقرير رسمي عن تواجد زمرة منافقي خلق ولوبيهم في البرلمان الأوروبي وذلك عبر أحد أعضائها “شبنم مددزادة” حين نشرت صورة عن تواجدها في البرلمان الأوروبي وقيامها بالتفاوض مع نواب البرلمان وغيرهم من الأعضاء.
الحرس الثوري و مكافحة الإرهاب
بعدما إحتلّ الدواعش الإرهابيون، الكثير من الأراضي السورية والعراقية أنتشرت تقارير مصوّرة موثقة تؤكّد دعم الأمريكان لتوسيع سيطرة التنظيم على المنطقة وهذا ما يمكن للقارئ العربي أن يراه من خلال بحث بسيط على غوغل.
حينما وصل الدواعش على أعتاب إقليم كردستان العراق إتّصل رئيس الإقليم بالسلطات الأمريكية وطلب منهم تقديم المساعدات العسكرية والتصدي لهجوم الدواعش حتى لايسقط الإقليم ولاينال منه الإرهابيون وهذا الأمر ، صرّح به رئيس الإقليم مسعود بارزاني في تلك الحقبة. هذا فيما لم يتلقّ أهالي كردستان أيّ دعم من الأمريكان حتى رأى رئيسها الحل الوحيد في الإتصال الهاتفي بقائد فيلق القدس، الفريق الحاج قاسم سليماني وطلب المساعدة منه فجاء إثره الشهيد سليماني إلى كردستان مع ضباط فيلق القدس وأنقذوها من الإحتلال.
ولم ينس الشعب السوري ماذا قدّم الشهيد سليماني من قيادات الحرس الثوري له حينما وصل التنظيم الداعشي الإرهابي على أعتاب دمشق. إن تأريخ الحرس الثوري مليئ بكفاحه ضد التيارات المسلحة التكفيرية والإرهابية وخاصة مهرّبي المخدرات والذين يحاولون التهريب عبر الحدود الشرقية الإيرانية مع باكستان وأفغانستان.
الخدمات الإجتماعية للحرس الثوري
قدّم الحرس الثوري خدمات إجتماعية واسعة جداً للشعب الإيران لاسيّما حين تضرب الهزات الأرضية منطقة ما بإيران فالحرس أول جهة تُسرع إلى المنطقة لإنقاذ الناس وتقديم المساعادت الإنسانية لهم وإثر ذلك أصبح عند الشعب الإيراني مثل يضربونه بأن ألبسة الحرس صارت عليها آثار دماءهم في جبهات القتال ضد أعداء البلاد وأعداء الأمة الإسلامية، كذلك عليها آثار الطين في مساعدة الشعب.
هذا ولا تقتصر مساعدات الحرس والتي يقدّمها للشعب في مساعدة المعانين من البلايا الطبيعية بل إنّه لعب دوراً أساسياً في تعقيم الشوارع والأمكنة العامّة أيام ذروة تفشي كورونا في البلاد حيث قام الحراس بصناعة الكمّامات وتوزيعها مجّاناً بين الناس والتمريض في المستشفيات حيث كان عدد المصابين بكورونا مرتفع جداً وعدد الممرضين لم يكن يكفي في تلك الحقبة.
بالإضافة إلى ذلك فأن للحرس الثوري دور أساسيّ في بناء البلاد حيث يُعتبر من أهم الجهات التي تساهم في بناء الطرق السريعة والشوارع والجسور وغيرها من تقديم الخدمات المدنية.