تعد قلعة والي في إيلام، إحدى الأعمال الفريدة للهندسة المعمارية الإيرانية ذات التصميم الرائع والزخارف الفريدة، والتي تدعو الزوار إلى رحلة إلى قلب التاريخ والفن الإيراني كون وصفها رمزا للثقافة والمجد الإيراني.
وهي واحدة من أهم المباني التاريخية المرتبطة بالعصر القاجاري في إيلام، والتي بناها غلام رضا خان فالي على تل تشوكاميراك في عام 1326 هـ.
وتبلغ مساحة قلعة والي إيلام 4687 متراً مربعا والبنية التحتية للمبنى 1464 متراً مربعاً.
تقدم “قلعة والي” في إيلام، بصفة إحدى روائع إيران التاريخية والفنية، الواقعة في قلب جبال زاغروس، عرضًا حيًا للفن المعماري الإيراني الأصيل. وهذه القلعة التي كانت مقر إقامة حكام إيلام في الماضي، لا تزال تحتفظ اليوم بسحرها عبر بنيتها وزخارفها الفريدة.
تم تصميم الهندسة المعمارية للقلعة بطريقة تجذب كل مُشاهد من النظرة الأولى وتقدم رحلة عميقة في تاريخ وفن هذه الأرض.
وعند الدخول إلى أراضي “قلعة والي”، يثير الجمع بين أشجار الصنوبر القديمة والطويلة والبركة المستطيلة الجميلة في الوسط شعورًا بالسلام وروعة الحديقة الإيرانية.
وتتميز القلعة بواجهة جنوبية شبه منحرفة بأجزاء مختلفة مثل الحريم والكوة وغرفة المرآة وسجن تحت الأرض وثلاثة مداخل في الشرق والغرب والجنوب، ويقع المدخل الرئيسي في الجزء الجنوبي والمداخل الأخرى خاصة.
والقلعة لها فناء وسطي تبلغ مساحته حوالي 700 متر مربع. والجوانب الثلاثة للفناء محاطة بالمباني.
تقدم هذه المساحة الخضراء صورة شاعرية وحالمة لمقر إقامة ملكي مبني في قلب الطبيعة ويتناغم معها تمامًا.
هذه الحديقة ليست منطقة معمارية فحسب، بل تحتوي أيضًا على عنصر حيوي من فن البستنة الإيراني التقليدي، والذي يأخذ المشاهد بتصميمه التفصيلي إلى عمق الذوق والجماليات الإيرانية.
عندما تتجول في مبنى القلعة، تبدو أسطحه نصف الدائرية والهلالية ملفتة للنظر.
وتم تصميم هذه الأسقف بزخارف فنية وتفاصيل مذهلة، والتي تعبر جميعها، مثل أسقف الشرفات الأرضية والأسرة الزنبركية، عن دقة وذوق المهندسين المعماريين الإيرانيين.
ومن الميزات المميزة لـ “قلعة والي” استخدام الطوب المربع المعروف باسم “الطوب العسكري” لسجاد أرضيات الغرف والفناء والسقف.
يمنح هذا الطوب بلونه الدافئ وملمسه التقليدي إحساسًا بالأصالة والاستقرار للمساحة، وحتى في التجديدات الأخيرة، تم بذل الجهود لاستعادة هذا الطوب بنفس الطراز الأصلي.
وتشمل المواد الرئيسية المستخدمة في بناء “قلعة والي” في إيلام الحجر والطوب والجص والبلاط والخشب.
وللقلعة ثلاثة مداخل في الشرق والغرب والجنوب وهي بشكل رئيسي في الجنوب والأبواب الأخرى خاصة.وعندما ندخل من الباب الرئيسي ندخل غرفة الحراسة.
ميزة أخرى للهندسة المعمارية للقلعة هي وجود 25 غرفة متداخلة متصلة بأبواب عديدة. ويتيح هذا التصميم الفريد سهولة المرور بين الغرف. بالإضافة إلى الجمال البصري، فقد أضاف هذا إلى التطبيق العملي وكفاءة القلعة.
ويمكن للزوار الانتقال من غرفة إلى أخرى ورؤية كل جزء بشكل مستمر ومتناغم مع الأجزاء الأخرى.
وتم بناء برجين نصف دائريين في الزاويتين الشمالية الشرقية والشمالية الغربية للقلعة، وهو رمز لمهارة العمارة الدفاعية في ذلك العصر.
يذكر المدخل الرئيسي لـ “قلعة والي” بالمباني اليونانية، والمدخلان الآخران متصلان بالفناء بواسطة ممرات مسقفة، وكانا يستخدمان بشكل خاص، أي كانا يستخدمان لعبور ضيوف القلعة.
لا يضيف تصميم الشرفات لهذه الأبراج إلى الجمال العام للمبنى فحسب، بل يعمل أيضًا كنقطة لمراقبة القلعة وحمايتها. وهذه الأبراج، على الرغم من جمالها، إلا أنها تعبر عن الشعور بالأمان والسلطة الذي شعر به سكان القلعة في قلب هذا المبنى.
يمكن مقارنة “قلعة والي” في إيلام بممثلة السمات المعمارية المشتركة للمنازل الإيرانية التقليدية؛ مساحة مبهجة ومشرقة ومليئة بالزخارف التي تحتوي على روح الفن الإيراني.
ويحتوي كل ركن من أركان هذه القلعة على قصة من التقاليد والتاريخ مخبأة في قلبها، وتنقل إحساسًا بالسلام والهدوء للزوار.
تُعرف هذه القلعة دائمًا لكل سائح بأنها تجربة لا تُنسى ومذهلة للأصالة والفن الإيراني، وهي تجتذب كل عام الآلاف من المتحمسين من جميع أنحاء إيران والعالم.
وأخيرًا، تعد “قلعة والي ” في إيلام مثالًا على الارتباط بين الفن والتاريخ، وروعة العمارة الإيرانية وإرادة الشعب في الحفاظ على تراثهم الثقافي وحمايته.
ولا تزال هذه القلعة قائمة وسط جبال زاغروس وأصبحت من أكثر رموز هذه المنطقة فخراً وتذكيراً أبدياً بمجد العمارة الإيرانية من خلال سرد القصص القديمة وإظهار مجد إيران القديمة.