لو سلّطنا الضوء على “ايران أكاديمي” لتبيّن لنا بحسب المعطيات أنها اسم موقع على شبكة الإنترنت يدعي أنه جامعة، يتعامل هذا الموقع باللغة الفارسية مع تعليم العلوم الإنسانية والاجتماعية عبر الإنترنت فيما يتعلق بالمجتمع والثقافة الإيرانية، علي رضا كاظمي هو المؤسس الرئيسي لأكاديمية إيران، ودرس دراسات الشرق الأوسط في جامعة أمستردام بهولندا.
وعن سبب ووقت إنشاء هذه الجامعة الافتراضية يزعم أنها نشأت منذ عام 2012 وبحجة أحداث فتنة 88 التي وقعت في ايران في ظلّ حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد، يقع المقر الرئيسي لـ جامعة “إيران أكاديميا” في لاهاي بهولندا، ودرجتها التي تبلغ مدتها عام واحد تعادل درجة الماجستير، التي يعتمد اعتمادها على هياكل هولندا، وكل التعليم مجاني.
*محاولات تخريبية
علاوة على الدورة التدريبية التي تبلغ مدتها عام واحد، تنظم إيران أكاديميا ندوات ومؤتمرات قصيرة المدى عبر الإنترنت ومجانية تسمى “آکادمیکس” في جزء آخر.
إحدى الدورات التدريبية للأكاديميين هي دورة “التنظيم والترويج الاجتماعي”، حيث تقدم تدريباً مجانياً حول إنشاء حركة اجتماعية و “تعبئة” في إيران. نقطة مثيرة للاهتمام هي أن بعض فصول أكاديمية إيران عبارة عن مقاطع فيديو مسجلة مسبقًا. في الواقع، في بعض المواد، لا يتم تشكيل الفصول الدراسية وهي تقدم محتواها فقط للشباب الإيراني.
*إصرار على التخريب وبث الشقاق
المثير للقلق هو محاولات هذه الأكاديمية العمياء لتعكير صفو التناغم الإجتماعي في الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ لا ينفك يحاول موقع الويب هذا باللغة الفارسية جذب الشباب الإيرانيين لدرجة أنه أوجد إمكانية التسجيل من خلال روبوت على التلغرام حتى لأولئك الذين يواجهون الإنترنت البطيء.
إحدى القضايا التي تركز عليها الأكاديمية الإيرانية هي تيار النزعة الانفصالية، والتأكيد على القومية الكردية وتأثيرها على المجتمع الكردي.
كما تُسلّط الأكاديمية في جانب آخر من “أجندتها الخبيثة” الضوء على القضايا الجنسية والإنحلال الأخلاقي الذي ينعم به الغرب ومن يعيش في كنفه، علاوة على قضايا الشرق الأوسط.
*نماذج من قلب الأكاديمية
محمد رضا نيكفر، أحد الأعضاء الأساسيين وأساتذة الأكاديمية المشبوهة التي شرحنا في السطور السابقة طبيعة عملها وأجندتها، يعمل منذ عام 2012 كمحرر لراديو زمانه. نيكفر معروف عنه الإشهار بإلحاده والترويج له، يمارس أنشطته الرئيسية في اتجاه العلمانية ونقد الدين، خاصة الإسلام، ويعتقد أن إيران يجب أن تصبح علمانية. في شبابه وعندما كان في إيران في السنوات التي سبقت الثورة الإسلامية المباركة، كان لديه توجه يساري وأصبح عضوا في منظمة خلق الارهابية.
ويدعم أحد أعمدة “ايران أكاديميا” ذات التوجّهات المُسيّسة، استنساخ التجربة الغربية مع المرأة لا سيما فيما يخصّ الإنحلال الأخلاقي الذي تعيشه في عالم الغرب، كما أنه ساند بشدّة في حوار له مع قناة بي بي سي التحركات الإنفصالية الإرهابية في الجمهورية الإسلامية الايرانية.
*اللوبي الصهيوني حاضراً
وتتلقى “راديو زمانه” الذي يتولى فيها نيكفر منصب رئاسة التحرير تمويلها من قبل البرلمان الهولندي ومقره في أمستردام، عاصمة هولندا. وصب راديو زمانه جزءا كبيرا من نشاطه على “الأقليات العرقية” في الحركات الاجتماعية الإيرانية. تم إطلاق هذه الوسيلة الإعلامية عام 2003 بمساعدة فرح كريمي – وهي إيرانية في البرلمان الهولندي.
في السنوات الأولى للثورة ، أصبحت كريمي عضوًا في زمرة المنافقين الارهابية. ثم ذهب إلى كردستان العراق حيث انضمت إلى المنافقين ثم هاجرت إلى أوروبا. بدأت كريمي نشاطها في مجال حقوق الإنسان في هولندا وبعد انضمامها إلى حزب الخضر وبدعم من هذا الحزب شقّت طريقها الى أروقة البرلمان الهولندي.
ومن المعروف عن حزب الخضر ميوله الصهيونية وأعضاء هذا الحزب من أنصار الصهاينة في هولندا. خلال أعمال الشغب الأخيرة ، كانت كريمي أحد مؤيدي أعمال الشغب بشدّة في ايران وحرّضت بشكل كبير داخل البرلمان الهولندي للتحرك ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية.
*مؤسسة تجسّس هولندية
وفي تقرير نشرته منظمة هيفوس وهي مؤسسة تجسس هولندية تتخفى تحت ذرائع واهية، قال مواطن هولندي ومدير برامج راديو زمانه، دورسي فان دويجين “إن نفقات وسائل الإعلام تمول من وزارة الخارجية الهولندية، وزارة الخارجية الكندية والمفوضية الأوروبية”. هذا بينما ادعى “راديو زمانه” أنه يحصل على تمويله من تبرعات عامة.
أعلنت “راديو زمانه” (الإذاعة المعادية للبلاد) على موقعها القديم أن راعيتها هي هيفوس، وهذا يدل على العلاقة الوثيقة بين مؤسسة هيفوس للتجسس وراديو زمانه.
وللتوضيح أكثر، مؤسسة هيفوس هي مؤسسة هولندية تقوم على القيم الإنسانية وقد أسستها “الجمعية الإنسانية الهولندية” وتهدف إلى إنهاء القضايا الدينية ونشر العلمانية. أعلن “بوريس فانديرهم” رئيس الجمعية الإنسانية الهولندية، أنه لهذا الغرض (اللادينية) ، ذهبنا إلى قضايا مثل حقوق المثليين جنسياً وحقوق المرأة والأقليات العرقية. ولكن تكمن خلف هذه الشعارات الخاوية والخطيرة في ذات الوقت خلطة من زعاف تهدف لتفتيت المجتمعات في الشرق الأوسط وتأجيج الخلافات بين القوميات الشرقية لتحقيق أغراض بعيدة الأمد تخدم الأجندة الغربية.
* أنشطة مؤسسة هيفوس في ايران
وفي وقت سابق كشف كيان تاجبخش رئيس المقر الانتخابي لخاتمي في جزء من اعترافاته حول أنشطة مؤسسة هيفوس في إيران، “مؤسسة أخرى نشطة في إيران هي معهد هيفوس الهولندي، وقد عقدت اجتماعات مع مسؤولي هذه المؤسسة، تتمتع هذه المؤسسة بعلاقة جيدة مع المؤسسات والمنظمات غير الحكومية داخل إيران، بل إنها أنفقت 10 ملايين يورو في نهاية رئاسة خاتمي في إيران، معظمها تم منحه للحركة النسائية، يحصل معهد هيفوس على جزء من تمويله من خلال رشاوى من شركات النفط الهولندية التي تريد تجنب دفع الضرائب.
عضو آخر في الأكاديمية الإيرانية، كان أحد مؤسسي هذه المنظمة، هو ” رها بحریني”. تحمل الجنسية الإيرانية الكندية ومعروف عنها بأنها خبيرة في قناة ايران ايرنترناشونال السعودية-الصهيونية، وتتخفى العميلة “بحريني” خلف غطاء المنظمات الأممية لاسيما العفو الدولية لتحقيق مهام تُكلّف بها من قبل الغرب لتحقيق أجندة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
*تحضيرات لأعمال الشغب
في سبتمبر العام المنصرم، وقبل اندلاع أعمال الشغب في إيران، عقد مؤتمر في لاهاي تحت عنوان “دراسات إيران” وركز على “قضايا المرأة” من قبل “ايران أكاديمي”. كانت رها بحریني بصفتها أحد الأعضاء الرئيسيين في الأكاديمية الإيرانية، من افتتحت هذا المؤتمر بكلمتها، مؤتمر خيّمت عليه دعوات مُغرضة وتحريضية ضد الإسلام وللتأسي بالإنحلال الاخلاقي للمرأة في الغرب.
تقول بحريني أن الأكاديمية استقطبت 800 إيراني كطلاب دراسات عليا، 70٪ منهم من داخل إيران، ومن بينهم 40٪ نساء و 10٪ بهائيون 20٪ المتبقية تتكون من الإيرانيين في تركيا والعراق وطاجيكستان وماليزيا وبعض الدول الأخرى. وقالت في خطابها: نحاول تعريف الجمهور الإيراني بمحتوى الأكاديمية الإيرانية وحتى الآن تم تسجيل أكثر من 10 آلاف شخص في دورات قصيرة الأجل من 4 إلى 6 أسابيع، حيث يتعرفون على القضايا الحالية لـ الشرق الأوسط، تم الدفع لقضايا حقوق الإنسان والمرأة.
كما تحتضن هذه الأكاديمية الممولة من جهات صهيونية وسعودية وحكومية هولندية، العديد من المعادين للثورة الاسلامية، وتعمل على تمويلهم طالما يقومون بأداء واجبهم في التحريض ضد ايران وبث الفتنة بين أبناء الشعب الايراني، فمن ضمن المتواجدين أيضاً في الأكاديمية الهولندية التجسسية كل من “مُقدمة قناة ايران اينترناشونال آزاده شفیعی، وكل من سعید بیوندی، تورج اتابکی و زینب بیغمبرزاده وشیرین عبادی وجواد توسلیان “.
ولكن المُثير للريبة هو الدور الذي تلعبه قناة ايران اينترناشونال الممولة سعودياً في دعم الأكاديمية الإيرانية المستقرة في هولندا، حيث ترى أنها وسيلة لإيصال المعلومات المطلوبة في مجال العلوم الاجتماعية إلى الشعب الإيراني وإنشاء جسر بين الإيرانيين في الداخل والخارج.
*أهداف إيران أكاديميا
بناءً على ما تم ذكره حول أهداف “إيران أكاديميا” وبرامجها وأعضائها واتصالاتها المالية، وجميعها من مصادر مفتوحة ومتاحة للجمهور، فإن إيران أكاديميا هي أكثر من مجرد جامعة افتراضية، إنها مؤسسة أمنية تابعة لجهاز المخابرات الهولندي، ومن أبرز أهدافها:
أساتذة الجامعة هم من خبراء قناة ايران اينترناشونال، ويحدد الكيان الصهيوني خط القناة المذكورة، ويمكن اعتبار العلمانية والإزالة الكاملة للدين والإيمان بالله من المجتمع الإيراني الهدف الرئيسي لهذه الأكاديمية الغربية المُغرضة. كما تركز الأكاديمية بشكل خاص على قضايا المرأة وتعتزم تحقيق العلمنة بهذه الطريقة. كما يعد تعليم بناء الشبكات والحركات للشباب الإيراني ومحاولة إثارة الاضطرابات هنا أحد برامجها. كما تركز إيران أكاديميا بشكل خاص على الحركات الانفصالية، وخاصة حركة الأكراد في الداخل والخارج. علاوة على قضايا التوسع في التسامح الجنسي والمثلية الجنسية. أعضائها الرئيسيون لديهم علاقة خاصة مع مؤسسة هيفوس للتجسس.
*الاختراق الأمني
أحد الأهداف الرئيسية للأكاديمية الإيرانية هو إنشاء جسر للتواصل مع المواطنين داخل إيران لغرض الاختراق الأمني. يعد دعم المذهب البهائي أحد البرامج والأهداف الرئيسية لهذه الأكاديمية. يتم دعم أكاديمية إيران بشكل مباشر من قبل الحكومة والمراكز الأمنية في هولندا. محاولة زيادة العقوبات والتحشيد ضد إيران في المحافل الدولية هي إحدى خططها الأخرى. بالإضافة إلى الخدمة الهولندية، يتمتع أعضاؤها بصلات خاصة مع وكالات أمنية أخرى مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه).