وفاجأ جونسون الجميع بإقالة صالح من منصبه، في مرحلة مبكرة من الموسم وبدون مبررات فنية مقنعة، وسط اتهامات للمالك باتخاذ القرار لأسباب غير رياضية على الإطلاق، بعدما ظهر المدرب الشاب واضعا علم لبنان على ذراعه.
وفي 6 الشهر الماضي وخلال المباراة مباراة ضد مينيسوتا فايكنغ في الأسبوع الخامس من دوري كرة القدم الأميركية، ارتدى صالح قميصا رياضيا يحمل علم لبنان، وبعدها مباشرة قرر مالك النادي الإطاحة به.
وبالطبع لم يعلن النادي أن علم لبنان هو السبب وراء إقالة صالح، لكن الكثير من الأنصار ومتابعي دوري هذه الرياضة الشعبية لم يجدوا أي تفسير منطقي للقرار سوى ذلك.
وكان عضو الكونغرس عن ولاية نيويورك، جمال بومان، من بين الذين اتهموا إدارة النادي بإقالة المدرب بسبب وضعه علم لبنان، مبديا أسفه للقرار.
وقال بومان عبر حسابه في منصة إكس “إن من المحتمل أن يكون المالك غاضبا من صالح لارتدائه شارة لبنان في مباراة يوم الأحد (خلال مباراة مينيسوتا فايكنغ)”.
“كير” يطالب بالتفسير
بدوره دعا مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) جونسون إلى “تفسير التقارير المتعددة التي أشارت إلى اصطحاب صالح خارج مبنى من قبل رجال الأمن بعد إقالته، وما تردد عن طرده بسبب وضعه علم لبنان على ذراعه”.
وقال كير -في بيان- “نشيد بالمدرب صالح لأنه صنع التاريخ باعتباره أول مدرب مسلم في تاريخ دوري كرة القدم الأميركية”.
وأضاف “رغم أنه لا ينبغي لأحد أن يتوصل إلى استنتاجات حول سبب إقالة المالك للمدرب، فإن التقرير الذي يفيد بأن أمن جونسون رافق صالح إلى خارج المبنى يثير المخاوف بشأن الدافع المحتمل لمثل هذا العداء غير المعتاد، خاصة وأن الأخير ارتدى دبوسا يحمل العلم اللبناني في إحدى المباريات قبل أيام قليلة”.
أما صالح فقد رفض التعليق على سبب إقالته، وخلال أول ظهور له بعد القرار بأحد المتاجر في نيوجيرسي، سُئل ما إذا ما كان وضع علم لبنان على ذراعه هو السبب، ففضل التزام الصمت وانطلق بسيارته.
وكان مالك النادي أرجع إقالة صالح إلى أسباب فنية بحتة، وقال بعد القرار “أبلغت روبرت أنه لن يستمر في منصبه كمدرب رئيسي للفريق وشكرته على عمله الجاد خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية وتمنيت له ولأسرته كل التوفيق في المستقبل”.
وأضاف “لم يكن هذا قرارا سهلا، وأعتقد أن الآن هو أفضل وقت لنا للتحرك باتجاه مختلف”.
يذكر أن جونسون رجل أعمال وسياسي أميركي شهير ومقرب من الرئيس العائد للبيت الأبيض دونالد ترامب، الذي عينه في ولايته الأولى سفيرا في بريطانيا.
ورجحت العديد من التقارير الأميركية أن ترامب سيُعيد جونسون مجددا لعمله السابق سفيرا في لندن، بعدما خدم 3 سنوات ونصف السنة خلال ولايته الأولى.
ولم يسبق لجونسون أن أقال مدربا لفريقه في وقت مبكر من الموسم، بل إن النادي نفسه لم يغير مدربا قط قبل منتصف الموسم منذ عام 1976، مما يزيد من الشكوك بشأن السبب الحقيقي لإقالة صالح.
واللافت أن نتائج نيويورك جتس بالدوري تراجعت أكثر بعد إقالة صالح وتعيين جيف أولبريتش بشكل مؤقت، مما دفع الكثير من مشجعيه للسخرية من قرار مالك النادي بشأن المدرب اللبناني الأصل.
يشار إلى أن صالح (45 عاما) من أصل لبناني وأول مدرب مسلم في تاريخ دوري كرة القدم الأميركية، وهو مولود في ميشيغان لأبوين هاجرا من لبنان.
قواعد ارتداء الشارات
ويقول موقع “سبورتنغ نيوز” الأميركي أن رابطة كرة القدم الأميركية تشجع عناصر اللعبة على ارتداء شارات تمثل تراثهم، حيث سبق للعديد من اللاعبين وضع شارات وأعلام على ظهر خوذهم، بينما أضاف المدربون رقعة إلى ملابسهم.
ونقل عن بيتر أوريلي أحد كبار المسؤولين التنفيذيين بالرابطة قوله تعليقا على تلك المبادرة “مع استمرارنا في إعطاء الأولوية لنمو دوري كرة القدم الأميركية على مستوى العالم، فإننا فخورون بأن يكرم لاعبونا ومدربونا خلفياتهم من خلال برنامج تراث الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية”.
وأضاف “تتيح لنا هذه المبادرة الاحتفال بالتراث والعائلات والثقافات التي تشكل نسيج الدوري، كما أنها تعرض النطاق العالمي المتنامي وتأثير رياضة كرة القدم والدوري الوطني لكرة القدم الأميركية”.
ومن بين اللاعبين والمدربين الآخرين -الذين شاركوا في ارتداء الملصق أو الرقعة سابقا- المدرب السابق بيل بيليشيك (كرواتيا) ونجم الوسط كايلر موراي (كوريا الجنوبية) ولاعب الوسط دالتون كينكايد (كندا) ونجم الاستقبال دي جي مور (جامايكا) ولاعب الاستقبال الواسع أمون را سانت براون (ألمانيا) ومدرب فريق نيويورك جاينتس برايان دابول (كندا).