أكّدت زيارة كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية الإيرانية وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام علي لاريجاني إلى دمشق في هذا التوقيت الدقيق ــ الذي يشهد تصعيدًا غير مسبوق في العدوان الصهيوني على كلّ من غزّة ولبنان وتكثيف الاعتداءات على سورية ــ عن استمرار حالة التنسيق السياسي والأمني بين البلدين الحليفين وتبديدًا لكل الأحاديث المشبوهة عن وجود حالة من الفتور والتباعد بينهما.
وإذ تحدثت مصادر سورية عن أنّ زيارة لاريجاني إلى دمشق في هذا التوقيت تندرج في سياق مهمّة سياسية خاصة ناقشت آلية تنسيق المواقف لمواكبة تصاعد العدوان الصهيوني على نحو غير مسبوق، حيث سيستكمل الفصل الآخر منها في لبنان المحطة الثانية للزيارة بعدما أكد لاريجاني من دمشق دعم كلّ من إيران وسورية للمقاومة وإسنادها في معركتها لحين الوصول إلى وقف تام للعدوان على غزّة ولبنان.
مهمة سياسية خاصة
وفي هذا السياق، أشار عضو مجلس الشعب السوري وليد درويش إلى أن لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع لاريجاني كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية، تناول التطورات التي تشهدها المنطقة لا سيما التصعيد الصهيوني والعدوان المستمر على فلسطين ولبنان وضرورة إيقافه.
كما جرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين وشعوب المنطقة.
و لفت درويش إلى تشديد الرئيس الأسد على التمسك بالحقوق الفلسطينية التاريخية ودعم صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني بشتى الوسائل ووقف المجازر ووضع حد لجرائم الإبادة الجماعية.
كما نوه إلى موقف لاريجاني المؤكد على وقوف إيران إلى جانب سورية واستعدادها لتقديم شتّى أنواع الدعم، وتشديده على دور سورية المحوري في المنطقة والتطلع لتعزيز هذا الدور بما يخدم دول المنطقة وشعوبها.
وأضاف عضو مجلس الشعب السوري بأن لا عنوان يتقدّم حاليًّا على ضرورة وقف العدوان “الإسرائيلي” على فلسطين ولبنان في أولوية القيادتين السورية والإيرانية.
كما كان لافتًا حديث الرئيس الأسد عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وضرورة الحفاظ عليها، فيما بدا أنه بناء على خطابه التاريخي في القمة العربية الإسلامية التي عقدت مؤخرًا في الرياض وكان موقف سورية وإيران مختلفًا وذو سقف مرتفع عن بقية الكلمات.
كما كان واضحًا تأكيد لاريجاني عقب لقائه الرئيس الأسد على استمرارية دعم المقاومة وحديثه اللافت عن حتمية الانتصار لهذه المقاومة.
وشدد درويش على أن لاريجاني حمل معه رسائل إلى المسؤولين السوريين واللبنانيين الذين سيلتقيهم في محطته الثانية بعد دمشق، تتحدث عن تنسيق عالي المستوى لا سيما على الجبهة العسكرية تحديدًا بعد تكثيف العدوّ الصهيوني لاعتداءاته على سورية، واستمرار عدوانه الهمجي على كلّ من غزّة ولبنان، الأمر الذي يعكس عدم اتضاح الصورة في الوقت الحالي بخصوص وقف العدوان وضرورة البحث عن مخارج سياسية تحفظ لجبهة المقاومة إنجازاتها.
ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أن لاريجاني لم يفوت فرصة اللقاء مع قادة فصائل المقاومة الفلسطينية في السفارة الإيرانية بدمشق جريًا على عادة كلّ القادة الإيرانيين من زوار دمشق حيث أكد دعم إيران الدائم للقضية الفلسطينية وعدم السماح بالتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني.
وختم درويش حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن الاعتداءات الصهيونية على دمشق أثناء وجود لاريجاني فيها واجتماعه بقادة الفصائل الفلسطينية المتواجدة على أرضها هدفت الى إيصال رسائل نارية للقيادتين السورية والإيرانية ومعهما فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، بيد أنه لفت إلى أن جبهة المقاومة تملك في جعبتها ما ترد به على هذا العدوان حين تمسك هذا العدوّ من رسنه وتعيده إلى حظيرته.
تنسيق يبدّد الشائعات
من جانبه، وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري، أكد المحلل السياسي جعفر خضور أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السوريين والإيرانيين تتناول عادة العلاقة الطبيعية والأخوة والصداقة التي تجمع سورية بإيران والتشاور الدائم في ما يتعلق بالملفات المشتركة وملفات المنطقة والحرب المفروضة على سورية منذ ثلاثة عشر عامًا، مشيرًا إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وستبقى صديقة وحليفة وشريكة في تحرير الأرض السورية.
وأضاف أن “سورية وإيران لا يدعمان المقاومة وإنما هما أساس المقاومة وبالتالي فإن لاريجاني ناقش مع القيادة السورية ملف لبنان وملف غزّة وكذلك العلاقات الثنائية بأبعادها السياسية والاقتصادية والعسكرية والمساعي نحو تطويرها”.
وختم خضور حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن “من يحاول اليوم التصويب على الوجود الإيراني في سورية يغفل بشكل غير برئ فكرة أن القيادة السورية هي المعنية الوحيدة بهذا الشأن وهي تقارب القضية من زاوية وطنية وقومية تأخذ بعين الاعتبار ثوابت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ما يتعلق بأصل الصراع مع هذا الكيان ونشأته المشبوهة فضلًا عن المصالح الوطنية السورية التي تركن إلى حليف قوي وصادق.
محمد عيد