الاستشهادي الكربلائي:

هيثم دبوق طائر العرفان

في يوم 19 أب / أغسطس من العام 1988، كان جيش الاحتلال على موعد مع عملية للاستشهادي هيثم دبوق التي علّق وزير حرب الاحتلال آنذاك إسحاق رابين عقبها بالقول "إننا نواجه موقفاً صعباً".

2023-01-23

المولد والنشأة

ولد الشهيد هيثم صبحي دبوق في مدينة صور الجنوبية بتاريخ 4/9/1968. وتميّز في طفولته بالذكاء والهدوء في تصرفاته، وكان يميل إلى المطالعة. تأثر الشهيد بانتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1978، واختار على إثرها دراسة العقيدة الإسلامية والعلوم الدينية، والتزم بالتكاليف الشرعية، وهو لم يبلغ من العمر بعد سن التكليف.

عاصر الشهيد مراحل تنكيل الاحتلال بجنوب لبنان وأهله وكان له وعائلته نصيباً، اذ دمّر الاحتلال منزله عام 1978 فانتقل من مدينة صور للسكن في مدينة معركة الجنوبية حيث بدأ يتردد الى المسجد وهناك تعرّف على بعض المجاهدين ثمّ التحق بصفوف المقاومة التي عرف فيها بإسمه الجهادي “عبد الرؤوف”.

سجاياه الأخلاقية

اتصف الشهيد بمكارم أخلاقية أبرزها زهده في الدنيا، وعدم رغبته في امتلاك أي شيء من حطامها، إضافةً إلى عطفه على الفقراء، وتقديم المعونات لهم من جيبه الخاص. وكان في تعامله وإطاعته لوالديه مثالاً للآية الكريمة: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ..) سورة الإسراء.

العملية الاستشهادية

لم يغب عن بال الشهيد خلال مسيرته الجهادية حلمه الأول، في تنفيذ عملية استشهادية. وكان يصرُّ ويلحُّ دوماً في طلبه هذا، الى أن حُدّد زمان ومكان التنفيذ. فعلى طريق تل النحاس انطلق الشهيد بسيارته المفخخة، بعد عملية استطلاع، ومراقبةٍ دقيقةٍ، لينتظر القافلة العسكرية الصهيونية، وهي تعبر تلَّ النحاس، قادمة من مرجعيون ومتوجهة إلى داخل فلسطين المحتلة، محمَّلةً بما لا يقل عن خمسين صهيونياً.

وما إن وصلت القافلة إلى المكان المتفق عليه، تغلغل الشهيد بين خمس آليات عسكرية تابعة لها، ثم فجر سيارته حينها، المجهزة  بأكثر من مئة كلغ من مادة c4 شديدة الانفجار، لتتطاير أجساد الجنود والضباط الصهاينة، ويدب الرعب في كيان المحتل.

من وصيته

إخواني المؤمنين: على الإنسان العاقل أن يعي ويفهم ما معنى الحياة وما هو دوره في هذه الحياة، علينا أن نعرف أن الخلق ليس عبثاً ولهواً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، علينا أن نعرف أن الإنسان قد وجد وخلق لهدف سام، لهدف إلهي سماوي رباني، ألا وهو العبودية لله تعالى. علينا جميعاً أن نخرج من ظلمات قلوبنا وغفلاتنا وشهواتنا وأن ندخل في سلك التطور الإنساني.

أيها الأخوة المؤمنون: عليكم أن تعوا المسؤولية الملقاة على عاتقكم، فإنّ الإسلام سيقوم على أكتافكم وبجهادكم،إذا أردنا أن ننصر الإسلام فعلينا أن نقدم الدماء والتضحيات، فوقود الثورة، هو دماء الشهداء. إخواني المؤمنين علينا أن نستمر في جهادنا ضد أمريكا والكيان المحتل وأذنابهم، علينا أن نكون حسينيين، وعليكن أن تكنّ زينبيات، وثقوا دائماً بأن النصر سيكون حليفكم.

الوفاق/ خاص