تفاصيل زيارة غروسي الى ايران

الوفاق- لم تفوّت الجمهورية الاسلامية الايرانية فرصة إلاّ وأكدت خلالها حسن نيتها في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم تنفك تؤكد سلمية برنامجها النووي، وهو ما أكّدته خلال زيارة المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران.

2024-11-15

“الأرجنتيني غروسي” الذي لطالما تأثّرت مواقفه بالضغوط الغربية إزاء ايران، إلتقى في زيارة إلى طهران إستغرقت يومين كبار المسؤوليين الإيرانيين، وبحث معهم القضايا العالقة بشأن البرنامج النووي الايراني والقضايا العالقة ضمن الاتفاق المشترك في مارس عام 2023.

 

حيث اجتمع بكل من رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي، بالإضافة الى لقائه الرئيسي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد اسلامي.

 

*حظر تصنيع السلاح الذري

 

ولدى لقائه غروسي، اكد الرئيس بزشكيان، ان العالم وصل اليوم الى قناعة بان ايران تريد السلام والامن في العالم. قائلا: ما تبحث عنه الجمهورية الاسلامية الايرانية في التكنولوجيا النووية يتطابق مع الأطر والتراخيص القانونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

وتطرّق الرئيس بزشكيان خلال استقباله مساء الخميس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى الانشطة النووية السلمية والموقف الراسخ والمبدئي للجمهورية الاسلامية الايرانية بحظر تصنيع السلاح الذري، وقال: اننا وكما اعلنا مرارا وتأسيساً على الفتوى الصريحة لقائد الثورة الاسلامية، لم ولن نكن اطلاقا بصدد انتاج السلاح النووي ولا يُسمح لاحد بالعدول عن هذه السياسة.

 

وتابع: اننا وكما برهنا سابقا ومرارا وتكرارا حسن نيتنا، نعلن جهوزيتنا للتعاون والتقارب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لازالة الغموض والشبهات المزعومة حول الانشطة النووية السلمية الايرانية رغم ان العالم توصل اليوم الى هذه القناعة بان ايران الاسلامية تريد السلام والامن في العالم.

 

واشار رئيس الجمهورية الى الاتفاق النووي ونكث امريكا والدول الاوروبية العهود في هذا الاتفاق، وقال انه بناء على تأكيد العديد من تقارير الوكالة الدولية، فاننا نفذنا جميع التزاماتنا في هذا الاتفاق لكن امريكا هي التي انسحبت منه بصورة احادية، وجعلت من غير الممكن مواصلة هذا المسار.

 

*الظروف المتأزّمة في المنطقة

 

وتطرق الرئيس بزشكيان في جانب آخر الى الظروف المتأزّمة في المنطقة والاحداث المريرة والمؤسفة في غزة ولبنان والناتجة عن اعتداءات وجرائم الكيان الصهيوني، وقال: ان المؤسف هو ان الكيان الصهيوني وفي اليوم الاول من بدئي مهام عملي نفذ عملا اجراميا واغتال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية، وجعل من خلال سفكه الدماء واعماله العدوانية، المنطقة تمر بأزمة شديدة.

 

واكد ان الكيان الصهيوني قد انتهك جميع المبادئ والقوانين الدولية بما في ذلك قتل النساء والاطفال ومهاجمة المراكز العلاجية والمستشفيات وقصف المدارس والاحياء السكنية، لكن وبدلا من توبيخه من قبل الدول المتشدقة بحقوق الانسان تقوم هذه الدول للاسف بدعمه وتزويده بالسلاح، وقال: ان الراي العام العالمي يتوقّع اليوم من الدول المتشدّقة بحقوق الانسان، وكذلك من المنظمات الدولية ان تضطلع بدور مؤثّر في وقف هذه الجرائم بدلاً من السكوت عنها والانفعال.

 

وقال الرئيس بزشكيان: نرى ان الحرب، ليست لصالحنا ولا لصالح المنطقة ولا العالم، واي انسان عاقل لا يبحث عن اثارة الحرب وتوسيعها، لكن المؤكد اننا سنُبدي ردّة فعل حاسمة وقوية ازاء اي فعل يمس امننا.

 

*التعاون الجيد بين ايران والوكالة

 

اما المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي فقد اشاد في اللقاء بالتوجه الذي ينطوي على السلام والوئام للرئيس بزشكيان كما اثنى على التعاون الجاد لمسؤولي مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية ووزارة الخارجية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتناول العلاقة والتعامل الجيدين للجمهورية الاسلامية الايرانية مع الوكالة، وقال: نؤمن ايمانا راسخا بان فترة رئاستكم ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الجيدة والايجابية بين ايران والوكالة.

 

واكد ان التعاون الجيد بين ايران والوكالة، سيحبط بكل تاكيد الممارسات الخبيثة التي تستهدف الانشطة النووية الايرانية.

 

* التعاون مرتبط بمدى جدية الاطراف الاخرى

 

من جانبه، قال وزير الخارجية عباس عراقجي عقب لقائه غروسي، يوم الخميس، جاهزون لمواصلة تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذه القضية منوطة طبعا بتعاون الطرف الاخر وتنفيذ التزاماته.

 

وقال عراقجي في ختام اللقاء ان محادثات جيدة وبناءة اجريت وحددنا مسار التعاون بين ايران والوكالة للعام المقبل.

 

واضاف انه اعلن للسيد غروسي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية جاهزة للمحادثات النووية والتعاون في اطار الاتفاقات السابقة مع الوكالة، وان هذا التعاون مرتبط طبعا بمدى جدية الاطراف الاخرى في هذا المجال.

 

واكد عراقجي: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية نفذت بحس نية التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، لكن الطرف الثاني، انسحب منه. وبما اننا على ثقة بالطابع السلمي لبرنامجنا النووي، فليست لدينا مشكلة للتعاون مع الوكالة ومستعدون لمواصلة التعاون، وطبعا هذا الامر منوط بتعاون الطرف الآخر وتنفيذ التزاماته.

 

واعرب عن امله بان تساعد المحادثات الاخيرة على خفض التصعيد وان نستطيع البدء مجددا في المحادثات والعثور على مقاربة معقولة قبل ان تتفاقم الاوضاع.

 

*الاتفاق على الخطوات الفنية

 

واكد عراقجي ان مع الوكالة الدولية هو التفاهمات التي ستتم خلال هذه الزيارة، فضلا عن انه يتم  الاخذ بظر الاعتبار الاتفاقات السابقة، لكن المسار الرئيسي للتعاون سيتم ترسيمه من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومؤسسة الطاقة الذرية الايرانية، وسيتم الاتفاق هناك على الخطوات الفنية، ومن الناحية السياسية متفقون على بدء مسار جديد.

 

*تحذير ايراني بشأن إتخاذ قرار ضد البلاد

 

في السياق، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد اسلامي في مؤتمره الصحفي المشترك يوم الخميس مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان اي قرار حول الشؤون النووية الايرانية سيواجه برد فوري من ايران، وقد جربوا مرارا أن ايران لن تخضع لأثر الضغوطات وستمضي قدما ببرنامجها في اطار المصالح القومية.

 

واضاف اسلامي: ان التعامل بين ايران والوكالة كان قائما دائما على اساس معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية وان مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية مهتمة بهذا الامر بشكل خاص، وقال: ان اتصالاتنا بناءة دائما واجرينا خلال هذه الزيارة محادثات جيدة.

 

واوضح: ان لقاء اليوم يحظى بأهمية بالغة لجهة ان نظام الاستكبار يدعم بلا قيد او شرط الابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لذلك من المهم جدا ان تتخذ الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها الوكالة الدولية خطوات مؤثّرة للحدّ من استصدار قرارات تدخلية تؤثر على العلاقة بين ايران والوكالة.

 

*إجراءات متبادلة

 

واكد ان استصدار القرار سيوجد هذا الحق بشكل طبيعي بان تكون لدينا اجراءات متبادلة، والموضوع الرئيسي هو انه ان سلك الطرف الآخر مسار المواجهة والقرار والاخلال في مقابل ايران، فانه سيتلقى الرد المتبادل. وسنقوم بالاجراءات اللازمة، وأضاف: ان سلكوا مسار التعامل، فان ايران ستسلك المسار نفسه، لكن ان اختاروا مسارا آخرا، فان ايران ستخذ القرارات اللازمة.

 

واكد اسلامي ان هذه الحقيقة واضحة للوكالة وللعالم بالكامل من ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي صاحبة تكنولوجيا المعرفة، ولم تاخذها من مكان ما، ولم يساعد احد ايران وان جميع الانشطة تمت تحت اشراف الوكالة.

 

*المنشآت النووية لا يجب أن تتعرض لهجوم

 

من جهته، قال غروسي ردا على سؤال حول التهديدات الصهيونية ضد المنشآت النووية الايرانية، قال انه اكد دائما ان المنشآت النووية لا يجب ان تتعرض لهجوم، واكد غروسي ان زيارته تكتسي اهمية في الظروف المعقدة الحالية. واضاف اننا قبلنا هذه المهمة مع ادراك الظروف الحساسة للمنطقة وبرسالة تامة لكي تكون هذه الزيارة ناجحة.

 

واضاف: ان الظروف للمزيد من التعاون بين الوكالة وايران في هذا المجال متوافرة.

 

المصدر: الوفاق