يبدأ من اليوم شهر رجب المرجب الذي يصب فيه الله رحمته صبا وفي هذه الأجواء الرحمانية، يحس الإنسان برحمة الله تعالى أكثر من أي وقت، ومع أن الله تعالى أرحم الراحمين، ولكن شهر رجب المبارك شهر مشهور برحمة الله تعالى وقد حفل هذا الشهر المبارک بجملة من المناسبات الإسلامیة، منها ميلاد الإمامين الباقر والجواد عليهما السلام، والأحادیث في فضل شهر رجب کثیرة وروي عن النّبي (ص) انّه قال: “إنّ رجب شهر الله العظیم لا یقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الکفّار فیه حرام”.
باقر العلوم (ع)
الاول من شهر رجب المرجب هي مناسبة لها مكانتها لدى المسلمين وجاءت في فضل هذا اليوم العديد من الروايات. وفي هذا اليوم المبارك ولد الامام محمد الباقر (ع) خامس ائمة اهل بيت النبوة عليهم افضل الصلاة والسلام
تمرّ على الأمّة الإسلاميّة في الأوّل من رجب الأصبّ من كلّ عام ذكرى ولادة خامس الأقمار المحمديّة الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) باقر علوم الأوّلين والآخرين المولود سنة (57هـ)، فتلقّفه أهلُ البيت بالحبور والسرور إذ طالما كانوا ينتظرون ولادته التي بشّر بها رسول الله(ص) قبل عشرات السنين، منحدراً من سلالةٍ طاهرةٍ مطهّرةٍ ارتقت سلّم المجد والكمال، وكان أفرادها قِمَماً شامخةً في دنيا الفضائل بعد أن حازت على جميع مقوّمات الشخصيّة الإنسانيّة الكاملة في مجال الفكر والعقيدة والعقل والعاطفة والإرادة والسلوك.
لقد عرف عهد الإمام الباقر بکثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة، لأن دولة بنی أمیة فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الکاسدة، فجلس الإمام الباقر بکل جهاد أمام هذه التیارات المنحرفة یوعظهم ویرشدهم ویصحح أفکارهم ویهدیهم إلى الصراط المستقیم.
من وصايا الإمام (ع) وحكمه
1- ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله .
2- عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد. والله لموت العالم أحبّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً.
3- يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شرّ ، إنّك إن كسلت لم تؤدِّ حقاً، وإن ضجرت لم تصبر على حق.
4- كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحوّل عنه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه .
5- قال لأحد أصحابه: أوصيك بخمس: إن ظُلمت فلا تَظلم، وإن خانوك فلا تخُن، وإن كُذبت فلا تغضب، وإن مُدحت فلا تفرح، وإن ذممت فلا تجزع.
كلمات ود
ونذكر أبيات من قصيدة للشاعر حميد حلمي زادة في ذكرى الميلاد الأغر للإمام محمد بن علي الباقر (ع).
فَخْرَاً اَزُفُّ مِنَ البيانِ الزاهرِ
كَلِماتِ وُدٍّ لِلإمامِ الباقرِ
في يَومِ مَولِدهِ الغزيرِ مَباهِجاً
للسائِرينَ إلى السَبيلٍ الظافِرِ
للطالبينَ عُلُومَ آلِ محمدٍ
والراغبينَ الى العليِّ القادرِ
أهلاً بميلادٍ يُؤَسِسُ مَنهجَاً
في كُلِّ علمٍ بالدليلِ الحاضِرِ
ويكونُ نبراسَ الهِدايةِ مُفرِزَاً
صِدْقَاً تميَّزَ عن سقِيمٍ خاسِرِ
