العلماء السنة للوفاق:

إزدياد مساجد السنة ومدارسها بعد الثورة الإسلامية

اليوم ببركة الجمهورية الإسلامية تمكّننا من تأسيس 130 مدرسة دينية للرجال و450 مدرسة دينية للنساء في محافظة سستان وبلوتشستان بالإضافة إلى مئات المدارس التي توجد في البلاد فيما تحظى هذه المدارس بدعم مادي ومعنوي من قبل الجمهورية الإسلامية..

2023-01-23

إنّ أغلبية السنة في إيران يتواجدون في محافظة سستان وبلوتشستان التي تتموضع في الجنوبي الشرقي في البلاد ومحافظة غلستان التي تتموضع في شمال إيران ومحافظة خراسان الشمالية والجنوبية التي تتموضع في الشمالي الشرقي في إيران ومحافظة كردستان التي تتموضع في الشمالي الغربي في البلاد والجدير بالذكر أنّ السنة منتشرون في عدة مدن و محافظات أخرى ويتعايشون تعايشاً أخوياً سلمياً مع الشيعة لأن كل الشعب الإيراني ينظرون إلى البعض كأعضاء عائلة واحدة. السنة والشيعة في البلاد يتعايشون بشكل سلمي مثالي برغم أنّ وسائل الإعلام المعادية تلقي بثقلها لتظهر أنّ السنة في إيران مضطهدون ومحرومون من حقوقهم الأساسية فيما ليست لهذه الدعايات صحة ولاإعتبار. السنة في إيران يعشقون وطنهم ويعيشون أحراراً فيه.

السنة والقانون والمحاكم

تنص المادّة الـ12 من الدستور الإيراني على أنّه يعترف بالمذاهب الفقهية الأربعة السنة ويحترمهم وإنّهم أحرار في العمل على أحكامهم الفقهية في المجتمع وتعليم المعتقدات الكلامية والفقهية لأتباعهم وأداء طقوسهم الدينية وبخصوص الأحكام التي يتعلّق بالأحوال الشخصية(الإرث والوصية والزواج والطلاق وغيرها) يجب على المحاكم الإيرانية أن تصدر الأحكام لهم بناء على فقههم ولاالفقه الشيعي.

تحظى السنة بعد إنتصار الثورة الإسلامية بمكانة محترمة وخاصة في السلطة القضائية في إيران حيث القضاة السنة يتولّون منصب القضاء في الملفات الحقوقية خاصة الملفات التي تتعلق بالسنة. على سبيل المثال بناءً على ما أعلنه مساعد رئيس السلطةالقضائية الإيرانية “محمد باقر ألفة” إنّه يتمّ تعيين 30 من رجال الدين السنة كقضاة في الأشهر الثلاثة الأخيرة في محافظة كردستان.

السنة والجامعات والمدارس الدينية

لم تكن هناك مدارس دينية كثيرة للسنة في إيران إلا بكميّة قليلة جداً في عهد النظام البهلوي البائد حيث يقول العالم  الشافعي وخطيب مسجد السنة في مدينة بيرانشهر الشيخ مصطفى محمودي: لم تكن للسنة مدارس دينية في العهد البهلوي إلّا ثلاث مدارس حيث كان في محافظة سستان وبلوتشستان التي أغلبية السنة يعيشون فيها، في حال لم تحظ بأيّ دعم ماديّ من قبل الشاه البائد فطبعاً كان الوضع الإقتصادي لطلبة العلوم الدينية كارثياً جدا. اليوم ببركة الجمهورية الإسلامية تمكّننا من تأسيس 130 مدرسة دينية للرجال و450 مدرسة دينية للنساء في محافظة سستان وبلوتشستان بالإضافة إلى مئات المدارس التي توجد في البلاد فيما تحظى هذه المدارس بدعم مادي ومعنوي من قبل الجمهورية الإسلامية”.

قال العالم الحنفي المولوي عبدالرحمن ريغي والذي يُعتبر من علماء سنة في محافظة سستان وبلوتشستان في حوار خاص مع الوفاق: “السنة والشيعة في المحافظة يتعايشون بشكل سلمي إلى حدّ هناك حالات الزواج بين الشيعة والسنة ويتزاورون في البيوت وإذا تسألون سكان المحافظة عن الفرقة بينهم لايكون جوابهم إلا الإستغراب من طرح السؤال حيث لايوجد شيئ إسمه الفرقة في المحافظة فحينما تطرحون سؤالاً عن الفرقة .”

تابع المولوي عبدالرحمن ريغي: “إنّ هناك مدارس دينية كثيرة للسنة في بلادنا العزيزة، وعلماؤنا محترمون في ومن سافر مرّة واحدة فقط إلى بلوتشستان يعرف حال المدارس والمساجد والتي تنشط بحريّة كاملة”.

أشار المولوي ريغي إلى الإعلام المعادي وقال: “ومايدّعي الإعلام المعادي عن منع الجمهورية الإسلامي للسنة من بناء المدارس الدينية والمساجد ليست إلا مجرّد محاولة خبيثة لبث الكراهية بين أفراد المجتمع فالكلّ يعرفون أنّ الجمهورية تدعم أي مشروع لتوسيع أنشطة المدارس المساجد للسنة لأنّها تعترف بالمذاهب الأربعة وتحترمها كما نحن نحترم التشيع ونعترف بها كمذهب من المذاهب الإسلامية.”

في السياق ذاته قال الشيخ جلال مرادي إمام جمعة أهل السنة في مدينة ديواندرة والتي تتموضع في محافظة كردستان: إنّ عددالمدارس التي كانت للسنة قبل إنتصار الثورة الإسلامية كان أقلّ من أصابع يد واحدة ولكن بعد إنتصار الثورة الإسلامية وبدعم قادتها لدينا اليوم أكثر من 120 مدرسة دينية في محافظة كردستان.

بناء على الإحصائيات الرسمية إنّ هناك 20 ألف طالب ديني سني يدرس في المدارس الدينية للسنة في إيران وهؤلاء يحظون بتأمين صحّي ومساعدة مالية شهرية وخدمات تقدّم لهم الجمهورية الإسلامية.

هناك عشرات الآلاف من الطلاب السنة في الجامعات الإيرانية يدرسون في مختلف الإختصاصات والجامعات الحكومية والأهلية والجدير بالذكر إنّه توجد مايقارب 440 جامعة في مناطق التي تسكن فيها السنة.

في السياق ذاته قال الدكتور محمد كهرازة(من المذهب الحنفي) وهو أستاذ جامعة زاهدان في إختصاص السياحة للوفاق: “إنّ السنة يتواجدون في الهيئات العلمية للجامعات الإيرانية الحكومية والأهلية والحمد لله نحن السنة تمكنّنا من تحقيق إنجازات علميّة كثيرة ونشر المقالات العلميّة في المجلات العلمية المعتبرة في الداخل وخارج البلاد وساهمنا في تقدّم بلادنا العزيزة”.

تابع كهرازة: إنّ للأساتذة السنة في الجامعات كفاية علمية جيّدة ولايوجد هناك منع على الإطلاق من ناحية القانون ولا من أيّ ناحية لتعيين السنة كأساتذة الجامعات في البلاد.

وأشار إلى المؤتمرات العلمية التي تقام في جامعة زاهدان وقال: هناك مؤتمرات علميّة داخلية ودولية نقيمها في جامعة زاهدان بمشاكة الأستاتذة والسنة والشيعة من مختلف المحافظات وعلى سبيل المثال في مؤتمر الإمام الحسين(ع) من منظور المفكرين السنة والذي أقمناه برعاية جامعة أزاد تمكّنّا من إصدار مجلّات علمية يمكن للعالم الإسلامي أن يستفيد منها.

مساجد  ومدارس دينية للسنة في إيران

بناء على الإحصائيات الرسمية التي أصدرتها منظمة إدارة شؤون المساجد في إيران، هناك مايقارب 17 ألف مسجد للسنة فيما لايُقارن هذا العدد بما بالكميّة القليلة التي كانت في عهد البهلوي البائد. نظراً إلى تواجد أغلبية السنة في المحافظات التي تم ذكرها سابقاً في المقدمة، تتواجد أغلبية المساجد في تلك المحافظات.

خلافاً لما تدّعيه وسائل الإعلام المعادية التي تعمل على نشر الكراهية خاصة القنوات الفضائية التكفيرية هناك تسعة مساجد في العاصمة الإيرانية(طهران). في هذا السياق قال أمام مسجد السنة في ساحة “صادقيّة” الشيخ عزيز بابايي: لدينا مجالس الوعظ ومراسم دينية بحضور السنة وفي كلّ أسبوع نقيم صلاح الجمعة.

إغلبية الناس في العالم العربي والإسلامي لايعرفون أنّ أكبر مسجد بُني في إيران، هو للسنة ويقع في مدينة زاهدان ويصلّي الجمعة فيه آلاف من المصلين.

في السياق ذاته قال إمام مدينة سردشت التي تتموضع في محافظة أذربيجان الغربية الشيخ عثمان يوسفي للوفاق: “إنّ وضع مساجد السنة حالياً في إيران لايُقارن أبداً بما كان سابقاً في العهد البهلوي حيث لم يكن للسنة مساجد كثيرة إلا أبنية قديمة جداً ومدارس دينية لم تكن تصلح لإقامة الدروس ولكن اليوم لدينا السنة، أربعون مسجداً وذلك بدعم الجمهورية الإسلامية للسنة”.

تابع الشيخ يوسفي: “كلّ من لم تُعمَ عيناه، يرى التحسّن الواضح لوضع السنة في إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران حیث نعيش بحرّية كاملة في البلاد و نصلّي في مساجدنا ونعلّم أجيالنا مبادئنا ونعمل على أحكامنا الفقهية وحتى المحاكم يجب عليها أن تناقش ملفات السنة وتُصد لها الأحكام مستندة إلى فقه المذاهب السنية”.