إن أحد المسببات الرئيسية لانتشار السرطان هو انتقال الخلايا السرطانية عبر الجهاز الليمفاوي، لذلك فإن التشخيص الدقيق في الوقت المناسب حين تتسبب بعض الغدد الليمفاوية في الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان الأعضاء التناسلية وغيرها، يساعد الجراح على إزالة جزء من الجهاز الليمفاوي من أجل تقليل خطر انتشار الكتلة السرطانية.
إن عدم وجود جزء من الجهاز الليمفاوي، الذي يعتبر جزءاً مهماً من نظام الدورة الدموية وجهاز المناعة في الجسم، يخلق مشاكل لا يمكن علاجها للمريض طيلة حياته. على هذا الأساس، فإن المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية “تيلمانوسيبت” هي المستحضرات الأكثر تحديدًا للعقد الليمفاوية في العالم، والقادرة على تحديد تلك العقد المسببة للسرطان بدقة وسرعة من أجل بدء العلاج.
وباستخدام هذه الإمكانية “تيلمانوسيبت”، يستطيع الجراح من تحديد موقع الإصابة بشكل دقيق وحجم الغدد الليمفاوية المصابة بالسرطان، وذلك عن طريق حقن هذا المستحضر الصيدلاني الإشعاعي وإجراء الفحص قبل اتخاذ أي إجراء. وقد تم الحصول على المعرفة التقنية لإنتاج هذا المنتج محليًا بالكامل على يد خبراء إيرانيين، والآن دخل هذا المنتج المراحل السريرية بعد اجتيازه مراحل أخرى بنجاح.
أما من حيث تركيبه الكيميائي، فهذا الدواء هو عبارة عن “جزيء بوليمري معقد”، بالإضافة إلى أنه يحمل النظائر المشعة التشخيصية للتكنيتيوم، كذلك أنه قادر على الارتباط بالمستقبلات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية.
ونظرًا لأن أحد المسببات الرئيسية لانتشار “ورم خبيث” لجميع أنواع السرطانات هو الجهاز اللمفاوي، فمن المهم جداً تحديد مدى تأثر العقد الليمفاوية بالمستحضر الجديد. وبما أنها تنتشر في أنواع مختلفة من السرطان، فإنه لابد من استخدام هذه المستحضرات الإشعاعية التي يجب أن تكون متوفرة في البلاد.
وعادة ما تكون المستحضرات الإشعاعية بشكل عام ذات استخدام لمرة واحدة وبشكل فردي. على سبيل المثال، فهي تقوم بوظيفة تشخيص أورام البروستات أو أورام الثدي. أما المستحضرات الصيدلانية المشعة “تيلمانوسيبت” فيمكنها إجراء عملية مسح لانتشار السرطان في الجهاز اللمفاوي. ونتيجة لذلك، يمكن لكل شخص مصاب بالسرطان من إجراء مسح شامل لنوع السرطان، وذلك للتحقق من تورط الجهاز اللمفاوي بهذا المستحضر الصيدلاني الإشعاعي. عليه، يمكن القول أن حوالي 90% من المرضى الذين يعانون من أنواع السرطان المختلفة يمكنهم اليوم استخدام هذه المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية على مدار العام.
* 18 شهراً من الجهود المكثفة
وحول هذا الموضوع قال محمد شاهجراغ، المدير العام للشركة، في شرح توضيحي لإنتاج هذا العلاج الراديوي: تم الانتهاء من إنتاج الطب الراديوي “تيلمانوسيبت” بعد 18 شهراً من الجهود المكثفة في عمليات بحث وتطوير موثقة، وستكون إيران بعد تحقيق النجاح، ثاني دولة في العالم تمتلك تكنولوجيا هذا المنتج الاستراتيجي بعد أميركا.
وذكر شاهجراغ أنه باستخدام هذا المنتج، فإن تكلفة رسم مخطط للجهاز الليمفاوي بواسطة هذا الدواء الإشعاعي الخاص التي سيتم تنفيذها في إيران ستكون بعشر الأسعار العالمية، وقال: لذلك، تتمتع هذه الميزة التنافسية بإمكانية تصدير جيدة لهذا المستحضر الجديد الذي تحتكر الولايات المتحدة إنتاجه بسعر باهظ جداً منذ عام 2013. وأضاف: للأسف، وبسبب المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المتخصصة في إيران، يقوم الأطباء بإزالة جزء كبير من الجهاز الليمفاوي من الجسم في نفس الوقت الذي يتم فيه إزالة الورم، الأمر الذي تترتب عليه عواقب تهدد حياة المريض لا يمكن علاجها فيما بعد، وسيتم توزيع هذا الدواء من قبل منظمة الطاقة الذرية في مراكز الطب النووي خلال الأشهر القليلة القادمة، وسيكون المستحضر جاهزاً لحقنه لمرضى السرطان والحصول على مخطط شامل للجهاز الليمفاوي والموقع الدقيق للغدد الليمفاوية، ما يكشف بوضوح أنه مصاب بالسرطان ولن نواجه بعدها مشكلة الانفصال الليمفاوية. وتابع: هذا المستحضر الجديد هو من بين الأدوية المحظورة من قبل أميركا. وفي الواقع، أنه منذ 14-15 سنة مضت، كانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مدرجة في قائمة العقوبات، ولهذا السبب، فإن الأدوية التي تدخل في مجال الطب النووي والمتعلقة بالطاقة الذرية هي أيضاً من بين المستحضرات الخاضعة للعقوبات.