ووصف مرتضى توكلي طبيعة الأنشطة البحرية بأنها تتطلب البحث وعمليات قياس المؤشرات المختلفة في البحر، وقال: إن إجراء الأبحاث البحرية في البحار الجنوبية والشمالية للبلاد هو أمر مكلف للغاية، والمركز، نظراً لرسالته، يستجيب للاحتياجات الوطنية والدولية في مجال علوم المحيطات والعلوم الجوية من خلال تنفيذ برامج في مجالات البحث والتكنولوجيا والتعليم ونشر العلوم البحرية والسياسات البحثية والخدمات العلمية. وأضاف: إن هذا المركز، باعتباره مجالاً علمياً للتنمية البحرية، قد بذل جهوداً بقدر استطاعته لاستثمار المحاور التي تضيء الآفاق أمامنا.
وصرح توكلي بأن التنمية البحرية والاقتصاد البحري هي مسألة متعددة القطاعات، وأن تنفيذ أجزاء منها يتطلب مشاركة أجهزة مختلفة؛ وإذا تم تخصيص 10 إلى 20% من طاقة الأجهزة المعنية لدعم برامج التنمية البحرية تحت مجموعة مشتركة وهدف موحد، فإن إمكانية تحقيق نتائج ملموسة تصبح أكثر سهولة.
وأكد توكلي على أن ما يمكن اعتباره فجوة أساسية في هذا المجال هو عدم وجود منظمة متعددة القطاعات للمحيطات والبحار، والتي يمكن أن تساعد في توحيد السياسات، ومنع التكرار، وتحديد الأهداف المشتركة بناءً على البرامج. كما أكد قائد الثورة الإسلامية على أن قطاع الاقتصاد البحري لديه القدرة على مضاعفة النمو الاقتصادي مقارنة بقدرة الاقتصاد البري.
ويعتقد توكلي أن تكلفة النقل في البحر أقل بكثير مقارنة بالبر. كما يمكن أن تؤمن الزراعة البحرية والأغذية البحرية أمننا الغذائي، وتساعد كثيراً في مجال الطاقة، وكذلك تؤثر على الاقتصاد الوطني في مجالات الطب والمنتجات الدوائية والسياحة.
وأشار رئيس المركز الوطني لعلوم المحيطات والعلوم الجوية إلى الإدارة متعددة القطاعات والقيادة في التنمية البحرية، وأكد على ضرورة وجود منظمة متعددة القطاعات وحكومية، قائلاً: نظراً لأن لدينا 5800 كيلومتر من الحدود البحرية، فإن السياحة البحرية لها أهمية وأولوية كبيرة؛ توجد جزر جميلة في الخليج الفارسي، وبعضها يعد من الأصول الجيوسياسية للبلاد، والتي يمكن إبراز أهميتها الوطنية فقط من خلال السياحة البحرية؛ لدينا حضارة غنية في مجال التراث تحت الماء في سيراف وبوشهر وبندرعباس وغيرها.
كما وصف توكلي قدرات المركز وكفاءته بأنها عالية، وأضاف: لقد قمنا بأخذ عينات في عمق 2120 متراً في بداية هذا العام، وهذا ما تمتلكه فقط 14 دولة في العالم. وتعتبر هذه القدرة حيوية جداً؛ لأننا صنعنا الجهاز المطلوب في البلاد واكتسبنا الخبرة والمعرفة الخاصة به. وتابع: يمكن لهذا المركز البحثي تقديم وتعزيز قدراته بناءً على طلب الأجهزة الأخرى، وتوجد لدينا القدرة على العمل مع المتخصصين من المركز ومن خارجه بناءً على عمل جماعي ومشترك والمساعدة في بناء القدرات. كما يمكننا القيام بإجراءات مهمة في مجال الروبوتات تحت الماء (ROV).