جاء ذلك خلال المحادثات التي جرت الثلاثاء في طهران بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ونظيره السوري بسام صباغ الذي يزور طهران لغرض التشاور بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الحساسة بالمنطقة، بحضور وفدي البلدين رفيعي المستوى.
وتباحث وزيرا خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، حول آخر التطورات في المنطقة، بما في ذلك الوضع الحالي الحساس والخطير في ظل استمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد غزة ولبنان، وشددا على ضرورة التعاون بين البلدين وضرورة استمرار وتعزيز المشاورات السياسية الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الإسلامية للوقف الفوري لجرائم الكيان الصهيوني ومساعدة شعبي فلسطين ولبنان. كما اعتبر الطرفان أن السبيل الوحيد لمواجهة وإيقاف آلة العدوان والحرب للعدو الصهيوني هو تعزيز صمود شعوب المنطقة وتضحيات وثبات المقاومين في ساحات القتال.
وفي هذا الاجتماع، أشار عراقجي إلى الأوضاع الحساسة والخطيرة التي تمر بها المنطقة، وأدان مرة أخرى بشدة اعتداءات العدو الصهيوني الأخيرة على سوريا وقال: إذا لم تتم مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني بشكل جدي، فلن تكون اي دولة في المنطقة بمأمن من نيران الحروب التي يشعلها ولذلك فإن التنسيق والانسجام بين دول المنطقة ضروري لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني الغاصب.
كما أشار وزير الخارجية الايراني إلى مكانة ودور سورية المهم في جبهة المقاومة ضد العدو الصهيوني، وأعرب عن ارتياحه لتطور علاقات سورية مع دول المنطقة وعودتها إلى المنظمات الإقليمية. وأعرب كذلك عن تقديره لجهود الحكومة والشعب السوري في استضافة اللاجئين اللبنانيين في ظل الاوضاع الصعبة الحالية.
من جانبه أعرب وزير الخارجية السوري عن ارتياحه لزيارته إلى طهران وأكد: أن الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تربطهما علاقات استراتيجية ومصالح مشتركة وتواجهان تحديات مشتركة، وهذا الامر يضاعف أهمية المشاورات المستمرة والمزيد من الانسجام والتنسيق بين البلدين لمواجهة الحروب التي يشعلها الكيان الصهيوني في المنطقة.
كما أعرب بسام صباغ عن تقديره لدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحكومة وشعب سوريا خلال الفترة الصعبة في مواجهة الإرهاب مؤكدا موقف سوريا القوي والثابت في دعم حق إيران القانوني والمشروع في الدفاع عن أمنها القومي وسلامة أراضيها في مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني.
واشاد بالنشاط الدبلوماسي الإقليمي لإيران في الآونة الأخيرة والسعي لإظهار قدرة إيران أمام أعدائها، وحذر من تنامي مخاطر الكيان الصهيوني على المنطقة برمتها، معتبرا مواقف الإدانة واسعة النطاق لعدوان الكيان الصهيوني على إيران من قبل مختلف دول المنطقة والعالم بأنها نتيجة لنجاح هذه الدبلوماسية النشطة.
كما أخذ الطرفان في هذا اللقاء بعين الاعتبار آخر تطورات مسيرة العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما الزيارات الأخيرة لمسؤولين رفيعي المستوى من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى دمشق، واستمرار الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والسعي إلى تطوير وتوسيع العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية، وأكدا على تنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات المبرمة بين البلدين.