سُمّي اليوم الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام بـ”اليوم الوطني للكتاب وقراءة الكتب وأمناء المكتبة” في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبناءً عليه، حُدّدت الفترة الممتدة من 14 حتى 21 من الشهر نفسه أسبوعاً للكتاب وقراءته.
وشارك رئيس الجمهورية “مسعود بزشكيان” في الإحتفال بهذه المناسبة، وأعلن أن العلم والمعرفة بإمكانهما أن ينقذاننا من المشاكل والصعاب، وقال: إن العلم يجب أن يكون خالصاً لله ولإسداء الخدمة للناس ولتغيير المجتمع، وأنه يجب أن يكون من أجل إقامة القسط والعدل في المجتمع، وأنه إذا أردنا ألا نكون تابعين لأحد ونبني العالم الذي يستحقه جيلنا والأجيال المستقبلية، فيجب أن نحترم الكتاب والقراءة وأن نجعل حياتنا متناغمة مع الكتاب والقراءة.
وفي زيارة مفاجئة، حضر رئيس الجمهورية بزشكيان برفقة أفراد عائلته إلى “مدينة الكتاب”.
في حديثه مع مراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” حول زيارة الرئيس مسعود بزشكيان مع أبنائه وأحفاده لمركز “مدينة الكتاب” التي تمت في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري بالتزامن مع يوم الكتاب وقراءته وأمناء المكتبات، قال معاون تطوير “مدينة الكتاب”: يوم الخميس، وقبل قليل من حضور رئيس الجمهورية إلى مدينة الكتاب، علمنا برغبته بزيارتها بمناسبة أسبوع الكتاب. بالطبع، وبناءً على تأكيد مكتب رئيس الجمهورية، لم يكن أحد على علم بهذا البرنامج، وكانت الأجواء عادية مثل بقية الأيام”.
وقال علي جعفرآبادي: إن الزملاء والمشترين كانوا يمارسون أنشطتهم العادية واليومية وفقًا للإجراءات المعتادة. وأضاف: “وصل رئيس الجمهورية، برفقة أبنائه وأحفاده، وكانت الزيارة ودية وغير رسمية، تفاجأ بعض الناس عندما شاهدوه بينما شعر آخرون بالسعادة، وسأل البعض الآخر عن الموضوع”.
وأوضح معاون تطوير مدينة الكتاب بالنسبة لزيارة رئيس الجمهورية قائلاً:” النقطة المثيرة للاهتمام لبرنامج الزيارة، من حيث الشكل والمحتوى جديران بالملاحظة والتفكير، وقد كانت أجواء الزيارة ودّية والتي تتوافق تمامًا مع توقعاتنا من بيئة ثقافية آمنة”.
وأكد جعفرآبادي أنه خلال زيارة الرئيس بزشكيان لمدينة الكتاب، لم يكن هناك أي فاصل بينه وبين الناس، مضيفًا: كان الناس يطرحون أسئلتهم ونقاطهم عن قرب، وكانوا يعبرون عن مشاعرهم، وإذا كان لديهم قضية أو مشكلة كانوا يطرحونها، وإذا كانت لديهم رسالة كانوا يقدمونها لفريق رئيس الجمهورية. وتابع حديثه بالقول: كان الزوار يقدمون الكتب التي اشتروها للرئيس لتوقيعها، وكان يكتب مع التوقيع شعرًا أو ملاحظة أو توصية. وقال أحدهم له: “إذا كان بإمكانكم أن تعطونا وعدًا ألا تخلفوه”، وكان من المثير للاهتمام أن رئيس الجمهورية قضى بعض الوقت يفكر فيما يكتب حتى لا يحدث نقض للوعد لاحقًا.
وأشار مساعد المدير العام لمدينة الكتاب إلى أن زيارة رئيس الجمهورية تمت في الساعات الأخيرة من وقت العمل وفي نهاية الأسبوع، وواصل حديثه قائلاً:” شعارنا في مدينة الكتاب “بيئة هادئة للترفيه الثقافي للعائلات”، حتى يتمكن جميع الأعمار وجميع الأذواق في الأسرة من زيارة هذه المؤسسة الثقافية والاستمتاع بلحظاتهم في هدوء والاستمتاع بترفيه ثقافي”.
وقال جعفرآبادي: إن الرئيس بزشكيان حضر إلى هنا من أجل الحصول على الراحة الأسرية، وتخفيف التعب، وتجديد النشاط، والاسترخاء من أجل مواصلة الأنشطة، وقد أمضى حوالي ساعة ونصف أو ساعة و45 دقيقة في المكتبة. وقد حضر بصبر وابتسامة في جميع أقسام متاجر بيع الكتاب، واستمع إلى الشروحات وتعرف على أقسام مدينة الكتاب المختلفة.
وأضاف: النقطة الثالثة التي أكدت عليها وأرغب في التأكيد عليها مرةً أخرى هي تجنب التسرع بالحديث عن تصرفات رئيس الجمهورية، والميزة الأخرى هي سريان أجواء الحوار بين الناس ورئيس الجمهورية.
الاهتمام بالأطفال والمراهقين
وأشار جعفرآبادي إلى أنه خلال زيارة بزشكيان لمؤسسة “مدينة الكتاب”، قدم المسؤولون في هذه المؤسسة الثقافية تقريرًا عن أدائها، وقال: من ناحية المحتوى، في التقرير الذي قدمناه عن أنشطة “مدينة الكتاب” التي تمتد إلى حوالي 30 عامًا (28 عامًا)، أوضحنا عدد الفروع ونموذج تطويرها وكيفية إدارتها وتطويرها. وكذلك قدمنا تقارير حول اقتصاد النشر ونشاط المدينة والتي تهدف إلى جعل الكتاب في متناول مختلف الفئات، مما أدى إلى تعزيز محو الأمية وزيادة مستوى القراءة لدى الفئات المختلفة”.
كما قال مساعد المدير العام لمدينة الكتاب عن زيارة رئيس الجمهورية:” قدمنا تقرير عن الأنشطة والفعاليات العديدة عن أحد أقسام مدينة الكتاب والذي هو قسم الأطفال والشباب الذي نظم أنشطة مختلفة، ومن أهم أهداف هذا القسم المتخصص كان تدريب الزملاء على مهارات مختلفة في التعامل مع الأطفال والمراهقين وطرق تقديم الكتب لهم والجوائز التي تم تصميمها للأطفال والمراهقين.” وتابع:” زار رئيس الجمهورية قسم الأطفال والشباب بصفته جدًا مهتمًا ومتحمسًا، وقضى هناك بعض الوقت، واستمع إلى توضيحات الخبراء والبائعين حول كتب الأطفال والشباب، ورأى المساحة المخصصة لهذه الفئة العمرية في مدينة الكتاب المركزية ومتاجر بيع الكتب، وتعرف على أنواع الأنشطة المختلفة وأثنى عليها، وكانت نظرته في مجال الثقافة مثيرة للإهتمام. وتابع: بيّن رئيس الجمهورية أنه يتابع موضوع تعليم الجيل القادم بشكلٍ أسبوعي، ويعتبر هذه المسألة من أولوياته؛ لأنه طالما لم يتم تعزيز مسألة التعليم والثقافة، فلن تتحسن أوضاع إيران أبداً”.
وختم مساعد المدير العام لمدينة الكتاب حديثه عن رؤية رئيس الجمهورية بأن تتمتع هذه المؤسسة الثقافية كما جميع المؤسسات الحكومية بالقوة والثبات والمتانة، وقال:” أشار رئيس الجمهورية إلى أنه بالرغم من أن هذه المؤسسة ليست ملكاً للقطاع العام بل هي خاصة وتتمتع بالاستقلالية، فهي تعد نموذجاً جيداً لمشاركة الناس في مجال تطوير الأعمال، ويجب علينا كحكومة أن نكون داعمين ومساندين لهذا النموذج، ويمكن لمجالات أخرى مثل الصناعة والتعدين والتجارة في الاقتصاد أن تستفيد من هذا النموذج”.